هوية بريس-أحمد السالمي نعى خالد عمارة، والده المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، الذي توفي اليوم السبت 5 رجب 1441ه الموافق ل29 أبريل 2020م، عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض. وقال نجل المرحوم عمارة على صفحته في الفضاء الأزرق: "توفي أبي رحمه الله بعد فترة مرض قصيرة لم تتعد الثلاثة أسابيع". ثم أضاف في نفس التدوينة "توفي أبي رحمه الله في هدوء وبدون أي ألم أو معاناة يحيط به أسرته الصغيرة ويدعو لأمي ولكل أولاده وأحفاده وأحبابه.. توفي وهو راض عن الجميع وسامح الجميع، حتى من ظلمه أو ضايقه يوما ما. ولا يحمل في قلبه الأبيض الطيب أي حقد أو ضغينة لأحد". كما أشار لعدد من الوصايا لمحبى والده المتوفى، قائلا :"و هناك بعض الوصايا لتلاميذ وكل من أحب أبى رحمه الله أو تعلم منه شيئا ما ولو بسيط، تتمثل فى إقامة صلاة الجنازة أو صلاة الغائب على والدى فى أكبر عدد ممكن من مدن العالم .. فى كل بلاد العالم، ونشر أفكار الدكتور محمد عماره بين الناس فى كل مكان، سواء عن طريق نشر كتبه أو مقالاته أو أحاديثه وتسجيلاته أو مقاطع مسجلة من برامجه ومحاضراته نشرها على الإنترنت أو مكتوبة أو مسموعة أو مشاهدة أو حتى فى كلامنا واحاديثنا اليومي، وأخيرا أن تحكى عن دكتور محمد عماره وأفكاره لمن حولك ومن تعرف هكذا نحيى سيرة علماءنا وأصحاب الفضل علينا. ومحمد عمارة المفكر الكبير الراحل من مواليد 8 ديسمبر 1931، بقرية قلين بمحافظة كفر الشيخ، بدأ حفظ القران في السادسة من عمره، وحصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1965، وحصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975. و اعتقال عمارة في أواخر الخمسينيات بمثابة إرهاصات لتحول فكري جديد، فكان سجنه خلوة فكرية تأمل خلالها ذاته وأفكاره فراجع مواقفه، فخلال سجنه بدأت بواكير مرحلة البعد عن اليسار بعد أن اكتشف أن حل المشكلة الاجتماعية هو في الإسلام وليس في الصراع الطبقي واليسار والماركسية، فتفرغ بعد خروجه من السجن عام 1964 للمشروع الفكري. وشغل عمارة عدة مناصب منها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ورئيس تحرير لمجلة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما كان عضوا باللجنة التأسيسية لدستور 2012. كما أن عمارة كان له موقف مشرف عند إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي حيث أصدر بيانا أكد فيه أن ما حدث في 3 يوليوز 2013 هو "انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي الذي فتحت أبوابه ثورة 25 يناير2011″، فرحم الله محمد عمارة وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.