هوية بريس – الثلاثاء 19 ماي 2015 أن نتيه في نقاشات بيداغوجية ومقاربات كفائية وفلسفة تعليمية دون النزول إلى الواقع وتشخيصه هو سراب وذر للرماد في العيون، أن نتحدث عن جودة التعلمات وإصلاح التعليم دون الوقوف على مكامن الخطأ وتشريح الوضح هو مجرد. إضاعة للوقت و تأخير زمن الانفجار.. أن نتحدث عن دمقرطة التعليم وجعل المتعلم في مركزية التعليم دون معرفة من هو المتعلم، هو مجرد شعارات فارغة ومزايدات بئيسة انكشفت حقيقتها… أيها السادة أيها المواطنون… إن واقع المدرسة المغربية بئيس وحال منظومتنا التعليمية كمن هو في موت سريري يطلب من يشفق عليه المنية بدل الحياة، حال مدرستنا تنهمر عليها بحور الدموع من شدة القتامة والسفاهة التي وصلت إليها مدرستنا {معرفيا وتربويا، وشعوريا، وتكوينيا و أخلاقيا…}. أيها السادة، أيها المواطنون… مدرستنا قاحلة، فارغة خاوية على عروشها من كل معاني الخير ودروب المستقبل وشعاع الأمل، حالها كحال من تاه في صحراء لشهور ولا دابة له ينتظر قدومها ولا طائر يطير في السماء ولا موت أسرع إليه ليريحه من شدة الضيق والأم و حاله كحال من يصعد في السماء فقل هواؤه وضاق صدره لكنه لا ينفجر فيستريح…. أيها السادة، أيها المواطنون… و إذا المدرسة سألت ربها يوم القيامة من وأدها و بأي ذنب عوقبت حتى يتكالب عليها السياسي والمواطن والمثقف والمدرس والتلميذ والآباء والأمهات والاقتصادي والبرجوازي والمعدوم والعاقل والمجنون والمهندس والعالم، فيكون الجواب من السماء "يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"، حينها يقول الجمع "ربنا لولا أخرتنا إلى أجل قريب فنحسن بمدرستنا ونصدق في إصلاحها ونشفق على أبنائها…، فيكون الجواب كلا {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}… فلو كنت أطلالا أيتها الحبيبة لنصبت لك الخيام وذبحت الذبائح وأقمت الأعراس وأيقظت الشموع ونصبت نساء حسناوات "يزغردن" ليل نهار فرحا بموتك وراحتك أيتها الحبيبة الحزينة الجريحة… أما وأنت الآن كليلة ومريضة وطبيبك الأمين أسر لي باستحالة شفاؤك وأن كل الأطباء الذين يدعون عكس ذلك، أفاكون ينهشون ويغرفون المال من سقمك… لم يبق لي يا حبيبتي سوى البكاء والصراخ واللطم وطلب اللطيف عسى المنية تستجيب والحبيبة تموت والأطباء يرحلون فتغلق الأبواب وتطفأ أنوارهم لتقام الأفراح وتقرع الطبول ويعلن النفير "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ". اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير، اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير، اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير، اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير.