الإثنين 20 أبريل 2015 صدر بتاريخ 16 من الشهر الحالي العدد 190 من جريدة «السبيل»، وتضمن ملفا خاصا حول الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي الأعلى في موضوع «السلفية: تحقيق المفهوم وبيان المضمون»، كما سلط العدد الضوء على «مخالفات شرعية في مشروع القانون الجنائي المغربي» بمناسبة طرح وزارة العدل والحريات نسخة من مشروع القانون على موقعها الإلكتروني. جاء في التقديم لملف العدد: «شكلت ندوة «السلفية: تحقيق المفهوم وبيان المضمون»؛ التي نظمها المجلس العلمي الأعلى في 12 جمادى الثانية 1436ه، الموافق ل2 أبريل 2015م، حدثا بارزا؛ وتساءل العديد من المتتبعين عن سبب تنظيم هذه الندوة في هذه الظرفية بالذات؛ خاصة وأن الإقصاء قد طال عددا من رموز السلفية ودعاتها في المغرب بعد فرض وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق خطته ل«إعادة هيكلة الحقل الديني». وجوابا على هذا التساؤل كشف منشور للمجلس العلمي الأعلى وزع خلال الندوة أن الهدف من تنظيمها هو «توظيف الدين في صراعات ونزاعات طائفية ومذهبية جرأت الأمة وزادت من فرقتها، وجعلت أبناءها يستبيح بعضهم دماء وأموال وأعراض بعض، ويكفر ويفسق بعضهم بعضا»، وأن «الإحاطة العلمية بالموضوع تأطيرا وتوجيها وإرشادا بما يحقق اللحمة الكاملة محليا وبما يضيق من مساحة الخلاف بين المسلمين» كان من دوافع اختيار السلفية موضوعا للندوة أيضا. هذا وقد توخى فصيل كبير من السلفيين الحذر من الندوة؛ واتهم منظميها بمحاولة التمسح بالسلفية وتهريب مفهومها ومضمونها؛ والسعي إلى احتواء المنتمين إلى هذه الدعوة ذات الانتشار الكبير في المغرب وخارجه. في حين ثمن آخرون هذه الخطوة واعتبروها فرصة لفتح نقاش هادئ وهادف حول السلفية، خاصة ما تعلق منها بالمعتقد والعبادات والسلوك.. ولم يعتبر سلفيون آخرون الندوة تعنيهم في شيء ولا حتى تهدد دعوتهم، لأن المؤسسة الدينية الرسمية -وفق تصورهم- ينقصها أهم عناصر التأثير وهو: المصداقية، كما أن محاور الندوة تبقى نظرية ونخبوية لا تغوص إلى عمق المفهوم والمضمون أيضا؛ ومعظمها منشور في دراسات وبحوث سابقة، وهي -بالنسبة لهم- بعيدة عن التأثير في المقبلين على التدين وفق منهج السلف. فبعد أحداث الدارالبيضاء الإجرامية تعرضت الدعوة السلفية في المغرب إلى تضييق كبير وخطير، وعملية «شيطنة» مكشوفة، سعى من كان يقف وراءها إلى الخلط بين السلفية والتيارات التكفيرية؛ وبعد الأحداث تم اعتقال عدد من الأبرياء، وأغلقت مساجد، وأوصدت أكثر من 60 جمعية لتحفيظ القرآن الكريم بحجة واهية؛ وسعت وزارة التوفيق إلى أن تحكم قبضتها على الشأن الديني. أمام هذا الوضع؛ بات السلفيون وغيرهم ينظرون بعين الشك والريبة لكل خطوة تقدم عليها الوزارة الوصية على الشأن الديني؛ ولم تخرج ندوة «السلفية: تحقيق المفهوم وبيان المضمون» خاصة عن هذا الإطار؛ حيث اعتبرها أحد الباحثين والمتتبعين عن كثب للشأن الديني في المغرب سعيا لتدوير العلماء لإنتاج إسلام سلفي حداثي وفق القيم الكونية. وحتى نسهم في النقاش حول هذا الموضوع، ونسلط الضوء عليه من جوانب متعددة، ارتأينا فتح هذا الملف». كما يشتمل العدد على مقالات متنوعة وقيمة، نذكر من بينها: – ص.2 / كلمة العدد: خروج الدولة على المذهب.. تكييف شرعي أم إكراه علماني؟ – ص.5: الدور المشبوه لمؤسسة «مؤمنون بلا حدود» – ص.6-7 / موضوع الغلاف: مخالفات شرعية في مشروع القانون الجنائي المغربي – ص.8: الوزير الصبيحي يسقط في «الربعة دليهود» – ص.8: الديالمي: طلقت زوجتي «طلاقا ميتافيزيقيا» – ص.9: هل ولى أم تولى كبره زمن إدانة السلفية؟ – ص.10: داء فقدان الرجولة المكتسب – ص.10: الفرنكوفونية بالمغرب.. استيلاب حضاري وانقلاب على الهوية – ص.11: صحابة نبينا في دين الشيعة – ص.12 / قرآن وسنة: أكلة لحوم البشر – ص.14 / مصابيح السبيل: صفات اليهود في القرآن الكريم – ص.15: رحيل التازي والتاويل -رحمهما الله- وجهل المغاربة بعلمائهم ومفكريهم – ص.16-21 / ملف العدد: أضواء على ندوة: «السلفية: تحقيق المفهوم وبيان المضمون» وهذه أهم العناوين: / لمحة كالبرق عن السلفية الحق / السلفية.. بين الندوتين / دلالات الندوة الرسمية حول السلفية المغربية / تدوير العلماء لإنتاج إسلام سلفي حداثي وفق القيم الكونية – ص.22: إلى من يجهل معنى الوهابية! – ص.25: هل العلمانيون يتصفون بصفة الإنسانية؟ – ص.26: الحرية القذرة – ص.26: يا بُنيّ إضافة إلى أخبار وطنية ودولية، ومواضيع مختلفة في الأدب، والتاريخ، والملل والنحل، ومعلومات في الطب والصحة الأسرية؛ وفي الصفحة الأخيرة تقرأون رسالة بعنوان «آثار الكذب على الفرد والمجتمع».