هوية بريس – السبت 04 أبريل 2015 في الأواني الأخيرة حدثت ضجة "فايسبوكية" بسبب زيارة رئيس الحكومة المغربية السيد عبد الإله بنكيران حفظه الله إلى رئيس الانقلاب لجمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي. هذه الزيارة استغرب لها الكثير من الناس، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين أو عامتهم، وهناك من قرر أن لا يصوت على أي حزب في الانتخابات بعد اليوم بسبب هذا الحدث. وهناك من قال أن حزب العدالة والتنمية غير موقفه حول ما حدث في مصر، والصحيح هو أن موقف حزب العدالة والتنمية بقي كما هو ومازال يعتبر أن الرئيس الشرعي لمصر هو الدكتور محمد مرسي فرج الله عنه. أنا في الأول قلت لن أتكلم عن هذا الحدث، ولكن عندما كثر الحديث عنه قلت فمن حقي ان أعبر عن رأيي في الموضوع. في الأول حز في نفسي هذا الأمر، لأن بنكيران ذهب لاستقبال السفاح السيسي، ولكن عندما نظرت في عمق الموضوع ظهر لي والله أعلم أنه أصاب بفعله هذا، قد تستغربون لأني قلت أصاب بفعله هذا!! نعم لقد أصاب في نظري ودليل قولي: أن رئيس حكومتنا السيد عبد الإله بنكيران حفظه الله عرضت له مفسدتين فاختار أقل مضرة، وهو ما يسميه الدكتور يوسف القرضاوي بفقه الموازنات. المفسدتين هما إما يعارض على ما أمره به جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، مما يؤدي إلى عزله من رئاسة الحكومة، وهذا يؤدي إلى احتمالين، إما سيترأس الحكومة شباط أو لشكر وهذا ما يرفضه جل الشعب المغربي، وإما تحدث ثورة تؤدي إلى الحروب الأهلية كما يحدث في سوريا والعراق.. أما المفسدة الثانية أن يوافق على الزيارة رغما عنه، وأنه بفعله هذا سيتعرض إلى انتقادات كثيرة، ولكن هذه المفسدة الأخيرة نتيجتها أن المغرب سيبقى بلدا مسقرا ويحافظ على أمنه. فالخطأ ليس من رئيس الحكومة، لأنه وجب عليه طاعة الحاكم باعتباره أمير المؤمنين، ولكن الخطأ من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وكما نعلم، كل إنسان غير معصوم من الخطأ إلا النبي صلى الله عليه وسلم، والوقوع في الخطأ ليس عيبا، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أخطأ وصححت له المرأة خطأه، فقال أخطأ عمر وصدقت المرأة، فالملك محمد السادس حفظه الله رجل طيب يحب الخير ويخدم بلاده ويحافظ على الشعائر الدينية، ولكنه أخطا لكونه اعترافه بالسفاح عبد الفتاح السيسي كرئيس مصر، ورسالتي له أن يعيد التفكير في هذا القرار، وأقول حفظه الله لأني أعلم أن ملكنا يحبه الشعب، وأنه بفضل الله تعالى ثم بسببه المغرب في أمن واستقرار، وهذه النعمة الكبيرة لا يشعر بها إلا من فقدها. www.facebook.com/abdelhamid.elharchi