هوية بريس – عبد الله المصمودي ردّ وزير التعليم العالي المغربي خالد الصمدي على مقال د. عبد العلي الودغيري بخصوص قانون "فرنسة التعليم"، والذي رد فيه الأخير عن تصريحات للوزير لموقع هسبريس. وعلق الوزير الصمدي على مقالة د. الودغيري التي نشرها في حسابه على فيسبوك، ب"الأستاذ الفاضل المحترم الدكتور عبد العالي الودغيري قرأت تدوينتكم التي علقتم فيها على مقال مكتوب على موقع هسبريس الذي حللت عليه ضيفا أمس للحديث عن القانون الاطار وبالمناسبة أقول لكم إن انتقاداتكم مهما كانت مرحب بها لسابقتكم في الخير والفضل العلمي بالجامعة المغربية وخارجها ، الا أنني كنت أحبذ لو صدرت عنكم بعد التحري الذي انتم معروفون به علميا وأكاديميا، وذلك بالاستماع الى الحلقة وما ذكرته فيها بخصوص " إفشال سياسة التعريب " بعدم استكمالها الى التعليم العالي وضرورة التفريق بين سياسة التعريب ومكانة اللغة العربية وقيمتها العلمية والفكرية في كل الميادين والعلوم وعلاقتها كلغة أساسية للتدريس باللغات الأجنبية ، وكذا بيان موقع اللغة العربية في القانون الذي دفع بها لتكون لغة التدريس والبحث العلمي في الجامعة لأول مرة في جميع المسالك والتخصصات سواء كلغة لتدريس مسالك بكاملها او وحدة دراسية مدمجة في جميع التخصصات المدرسة بلغات أجنبية وهو ما سيفتح أماما آفاقا جديدة لم تكن متاحة قبل القانون وستنعكس إيجابا على المراحل الدراسية ما قبل الجامعة، وهذا سيرفع أمام أساتذة الجامعات وكل الغيورين على اللغة العربية بعد صدور القانون تحدي التنزيل والتفعيل على مستوى التكوين والبحث العلمي ؛ كنت أتمنى ان تصدر أحكامكم التي احترمها مهما كانت حدتها بعد الاستماع الى التسجيل بالصوت والصورة عِوَض الاكتفاء بالعنوان الذي اختارته الصحيفة في مقالها المكتوب الذي يعكس قراءة كاتبه، والذي بنيتم عليه مع كامل الأسف أحكاما مجانبة للقصد والمضمون معا، اتمنى ان تستمعوا الى الحلقة فهي منشورة على الموقع الرسمي للجريدة فبالتأكيد ستراجعون الكثير من أحكامكم إنصافا وعدلا ليس إلا. تحياتي ومودتي". اقرأ أيضا: عن الوزير خالد الصمدي وقانون "فرنسة التعليم".. د. الودغيري يكتب: تمنَّيتُ لو قالها غيرُه بعد ذلك علق عالم اللسانيات والأستاذ الجامعي د. عبد العلي الودغيري، عليه، ب"سعادة الأستاذ والصديق المحترم، وأفضل أن أخاطبك بهذه الصفة أحسن من مخاطبتك بسيادة الوزير، لأن صفة الأستاذية هي الأبقى والأسمى مقاما: 1 اتهامي بأني لم أطلع على مضمون حواركم بالصوت والصورة باطل ومردود، لأني لم أتعود أن أصدر الأحكام الجزافية قبل التأكد، ولأني اطلعت فعلا وصدقا على ما جاء في حواركم المسجل صوتا وصورة كلمة كلمة، وبناء عليه كتبت ما كتبت. وأرجو أن لا تكرروا العبارة التي ألفتم استخدامها في كثير من المناسبات حين تتهمون الناس بأنهم لم يطلعوا على القانون ولم يقرأوه ولم يفهموه … الخ. فالناس تقرأ وتطلع وتفهم وتتابع وتتفاعل بأي شكل من الأشكل، وكل ذلك في مصلحة الوطن. 2 طبعا لم يكن قصدي أن أقف عند كل نقطة من النقط المختلف فيها وهي كثيرة منها قضية فهمكم للتناوب اللغوي والتلاقح اللغوي وإصراركم على الازدواج اللغوي وحديثكم عن إمكانية استعمال العربية في بعض المسالك بالتعليم العالي وهي قضية وحدها تحتاج إلى نقاش طويل، وأمور كثيرة كانت ستأخذ مني صفحات طويلة لو أردت التوقف عندها. 3 أما قولكم بأنكم تحدثتم عن فشل أو إفشال التعريب لا عن فشل العربية، فهذا ما أعتبره نوعًا من التلاعب بالألفاظ. فالجزم بفشل (أو إفشال) التعريب وقرار تعويض العربية بالفرنسية في مواد التدريس باعتبارها سببا في فشل منظومة التعليم كما يروج لذلك أعداء العربية ولاسيما العلمية، ماذا يعني كل ذلك سوى أن العربية لا تصلح أن تكون لغة للتدريس؟ هل هناك معنى آخر لا أفهمه؟ ما معنى أن العربية غير فاشلة والتعريب هو الفاشل؟ إذا كنتم تقصدون أن هناك خللا وقع في تطبيق التعريب فكان المفروض أن تعملوا على إصلاح الخلل في المكان الذي يوجد فيه وليس اللجوء إلى إلغاء فكرة التعريب من أساسها ونسف مجهود أربعين سنة بكل ما بذل فيه من طاقات وأموال وخبرات. وإذا كنتم تقصدون أن تطبيق التعريب في الابتدائي والثانوي وحده دون العالي خطأ، فقد كان عليكم إصلاح الخطإ بمد جسور التعريب إلى العالي لا بقطع هذه الجسور ونسفها من الروض. 4 أشكركم على كل حال على حسن تفاعلكم مع تدوينتي ، وهذه خصلة طيبة أسجلها لكم ، لأن هذا التفاعل المباشر بين المسؤولين والمواطنين هو الذي يخدم المصلحة العامة ..تحياتي".