هوية بريس – عبد الله المصمودي تفاجأ أحد الآباء وهو يراجع من ابنته التي تدرس بالمستوى السادس ابتدائي، أحد دروس مادة الرياضيات حول "النسبة المؤية"، وطريقة احتسابها، بأن قرابة نصف عدد التمارين المكلفة بإعدادها عن حالات لأناس دفعوا أموالهم لمؤسسات بنكية ربوية، وحصلوا على الفائدة الربوية. المقرر الدراسي لمادة الرياضيات للمستوى السادس الابتدائي، المعني، عنوانه "الجديد في الرياضيات". الأب استنكر هذا التطبيع الخفي والذي يظهر كشيء عادي جدا، في حين أنه يجعل الأطفال منذ صغرهم، يتطبعون مع هذه المعاملات على أنها تعامل صحيح ولا إشكال فيه، من الناحية الشرعية. وردا على أن الأمر لا يعدو عمليات حسابية، لا مشكلة فيها، قال الأب "إن أمر التربية حساس جدا، ومن المهم أن نربط الأطفال منذ صغرهم بالقيم الدينية وأن نعلمهم التعاملات المشروعة، فقد كان بإمكان معدي الدرس أن يجعوا التمارين متعلقة مثلا بزكاة المال، أو بأي تعامل آخر غير التعامل الربوي، الذي منعه الإسلام، بالإضافة إلى خطره الاقتصادي والاجتماعي". وأكد الأب أن هناك تضاربا وتناقضا في المناهج التربوية، ففي الوقت الذي يعلم فيه التلاميذ، في مادة التربية الإسلامية أن الربا حرام، وكبيرة من الكبائر، يفرض عليهم القيام بعمليات حسابية لتعاملات ربوية في مادة الرياضيات، وهو تطبيع خفي، يلقنه الطفل من دون أن يدرك ذلك. يشار إلى أن العديد من السلوكيات والتعاملات التي تخالف الأحكام الشرعية، دست في العديد من المقررات الدراسية، دون التنبيه إلى مخالفتها أو خطرها.