الجمعة 06 فبراير 2015 كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن جهود إيران للسيطرة على الجيش العراقي. وفي تقرير أعده هيو توملينسون ومايكل أيفانز تحت عنوان "الولاياتالمتحدة تسمح لإيران بإدارة الجيش العراقي"، جاء فيه أن "إيران سيطرت على الجيش العراقي، من خلال الميليشيات الشيعية التابعة لها، موسعة تأثيرها في بغداد، وسط انهيار الخطط لمكافحة الدولة الإسلامية". وتقول الصحيفة إن الجيش العراقي، وبناء على تعليمات من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، سيقوم بتجنيد عناصر من الميليشيات المدعومة من إيران. وتضم هذه الميليشيات قوات بدر، سيئة السمعة والمتهمة بقتل الآلاف من أبناء السنة في أثناء الحرب الأهلية في العقد الماضي، والمتهمة بعمليات تطهير عرقي للسكان السنة ومذابح في القرى والبلدات، التي تم إخراج مقاتلي الدولة الإسلامية منها، وفقا للمفكرة. وتشير الصحيفة إلى أن هادي العامري، قائد قوات بدر، زعم هذا الأسبوع أن السفير الأمريكي وعد بدعم ميليشياته بالغارات الجوية الأمريكية على مواقع الدولة، هذا كله رغم السمعة السيئة لمجموعته. ويبين التقرير أن الأدلة المتزايدة حول وجود تحالف تكتيكي بين الولاياتالمتحدةوإيران في العراق تشير إلى محاولات واشنطن تشكيل استراتيجية متماسكة لمواجهة الدولة. ويرى الكاتبان أنه رغم التصرفات السيئة لهذه الميليشيات، وغياب الخيارات لدى الولاياتالمتحدة، إلا أن الأخيرة أجبرت على الوقوف إلى جانب أي مجموعة لديها القدرة على تجميع القوات لضرب الدولة الإسلامية. وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الوضع أدى إلى التحالف مع الشيطان "فاوستي"، مما يعني تهميش حلفاء الولاياتالمتحدة من الدول السنية والقبائل العربية السنية في العراق، الذين يعدون جزءاً مهماً لبناء قاعدة دعم شعبي ضد قوات الدولة الإسلامية. ويذكر التقرير أن الميليشيات الشيعية حشدت عناصرها في الصيف، بعد انهيار الجيش العراقي وسقوط الموصل، من أجل الدفاع عن بغداد والنجف وكربلاء وسامراء، وها هم اليوم بعد ستة أشهر يسيطرون على الجيش العراقي. وتفيد الصحيفة بأنه في الوقت الذي تقوم فيه الولاياتالمتحدة بإعادة تدريب الجيش العراقي، فإن مصادر قريبة من الجيش تقول إن إيران هي التي تقود الجيش العراقي. ونقل عن مصدر إيراني قوله: "أخبر سليماني الجيش العراقي بأنه يجب عليه تجنيد عناصر من قوات بدر؛ لأن إيران تثق بهم أكثر". ويجد التقرير أنه نظراً لوجود ألفي جندي إيراني في العراق، فإن طهران حاولت تقليل عددهم، بإرسال فريق من القوات الخاصة، إلى جانب ضباط من الحرس الثوري الجمهوري، وقوات النخبة التابعة لفيلق القدس، الذي يقوده سليماني، من أجل قيادة وحدات الجيش العراقي والميليشيات. وتتمتع قوات بدر بتأثير في الحكومة، بعد تعيين وزير الداخلية محمد الغبان في أكتوبر، وهو من أتباع بدر. وتوضح الصحيفة أن دور الميليشيات يؤثر على خطط الولاياتالمتحدة لإعادة بناء الجيش العراقي وتدريبه، ولدفع السنة للانتفاض على الدولة الإسلامية، كما فعلت عام 2007، عندما شكلت الصحوات التي تصدت لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وفي حالة استمرار إيران بالتأثير والسيطرة على القوات الأمنية فخطط الولاياتالمتحدة ستنهار. ويؤكد الكاتبان أنه رغم محاولة حيدر العبادي جلب السنة للحكومة، وتحقيق الوحدة الوطنية بعد السياسات الطائفية لنوري المالكي، إلا أن جهوده لم تذهب بعيداً لإقناع القبائل السنية، في ظل الأدلة المتزايدة عن الممارسات الانتقامية من الميليشيات الشيعية. ويورد التقرير أن مقتل 70 سنياً في بلدة شمال بغداد أعاد إلى الأذهان المجازر، التي ارتكبتها قوات بدر في أثناء الحرب الطائفية، مما يعني صعوبة إقناع السنة، الذين يعيشون ذكريات العقد الماضي المؤلمة، للانضمام للجهود ضد الدولة الإسلامية. وتشير الصحيفة إلى أن المرشح لخلافة تشاك هيغل في وزارة الدفاع، أشتون كارتر، عبر عن قلقه في جلسة الاستماع أمام الكونغرس، وقال: "لدي الكثير من مظاهر القلق حول النشاطات الطائفية لإيران في العراق، التي تؤثر على الجهود السياسية لشمل المجتمعات كلها في العراق، من أجل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية". ويقول الكاتبان أن الولاياتالمتحدة تنفي أنها تعاونت مع إيران في العراق، رغم أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا باتصالات معهم عبر المسؤولين العراقيين، من أجل تجنب القيام بعمليات في الأجواء الجوية ذاتها، إلا أن تصريحات العامري تعبر عن المدى الذي وصل إليه التعاون التكتيكي بين أمريكاوإيران. وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى زعم العامري بأن سفير واشنطن في العراق ستيورات جونز، وعد بتقديم غطاء جوي للميليشيات العراقية، وقال: "قال لي بصراحة (نحن مستعدون لتقديم دعم جوي للمتطوعين)"، بحسب ما نقله موقع "بلومبيرغ" عن العامري.