أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري أن الإيسيسكو تسهم في رسم مستقبل العالم الإسلامي بفكر جديد يستند إلى المناهج العلمية في التنظير، وينطلق من الدراسات الاستشرافية التي أنجزتها الإدارة العامة. وقال التويجري، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العام للإيسيسكو في دورته الثالثة عشرة (دورة القدس الشريف)، اليوم الخميس في مقر الإيسيسكو بالرباط، إن المنظمة تمكنت خلال العقود الثلاثة الماضية من زيادة عدد الدول الأعضاء فيها، وامتد نشاطها خارج العالم الإسلامي، ودخلت في شراكات مهمة مع عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية، كما أنشأت اتحاد جامعات العالم الإسلامي الذي يضم في عضويته حتى الآن 322 جامعة من جامعات دول العالم الإسلامي. وأضاف التويجري: كذلك أنشأت الإيسيسكو مجالس استشارية للتنمية الثقافية، وللتعليم العالي والابتكار، وأنشأت أيضا لجانا للخبراء الآثاريين وللتراث الإسلامي، وخصصت جوائز للمبدعين والباحثين في مجالات اختصاصها، وأصبحت تعقد خمسة مؤتمرات وزارية متخصصة. وأوضح التويجري أنه يأتي في مقدمة الموضوعات التي سيدرسها المؤتمر قبل اتخاذ قراره بالمصادقة عليها، مشروع خطة العمل الثلاثية والموازنة للأعوام 2019-2020. وكشف التويجري أن مشروع خطة العمل الثلاثية الجديدة المعروض على المؤتمر، يتميز بخصائص ثلاث، هي: الابتكار في فلسفة العمل وفي تحديد الأولويات ورسم الأهداف، والتجديد في مناهج التنفيذ وطرق الأداء، والانفتاح على القضايا الإنسانية العالمية المعاصرة ذات التأثير الواسع على مشاريع التنمية الشاملة المستدامة. وشدد التويجري على أن السبيل لخروج العالم الإسلامي من المرحلة الحرجة التي يعيشها، يكمن في تقوية التضامن الإسلامي، وذلك بالالتزام بميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وهو الأمر الذي يقتضي احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، ومواجهة تيارات الإرهاب والطائفية التي تهدد أمن دول العالم الإسلامي، قبل غيرها من الدول. وأشار التويجري إلى أن إطلاق "دورة القدس الشريف" على الدورة الحالية للمؤتمر، إنما كان بسبب تصاعد المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني التي بدأت بتوسيع الاستيطان الإسرائيلي، وفرض سياسات تعسفية وقمعية على سكان القدس والمدن الفلسطينية، ثم بنقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى القدس الشريف، مؤكدا أن روح العمل الإسلامي المشترك كانت ولا تزال وفية لفلسطين ولن تحيد عن ذلك. وشدد التويجري على أن دعم الإيسيسكو أمر ضروري حتى تتمكن من مواصلة القيام برسالتها الحضارية الإنسانية التي تخدم من خلالها المصالح الحيوية للعالم الإسلامي. من جهته، شدد وزير الثقافة الآذربيجاني رئيس الدورة السابقة للمؤتمر أبو الفاس غراييف أن الفترة الماضية للخطة الثلاثية للإيسيسكو (2016-2018) شهدت الكثير من الإنجازات التي تؤكد أن الإيسيسكو أصبحت منارة للإشعاع الفكري والثقافي، وغدت صوت المسلمين الذي يمثل رؤيتهم في القضايا الفكرية. وأشار غراييف إلى أن بلاده أنشأت اللجنة الوطنية للتنسيق مع الإيسيسكو في 2016 وأطلقت مسار باكو الذي أصبحت له قيمة في كل المنظمات الدولية، حيث غدا منصة عالمية للنهوض بالحوار بين الثقافات، منوها بدعم الإيسيسكو للمسار والإسهام القوي في أنشطته وفعالياته. وأكد غراييف أن أذربيجان أصبحت محطة مهمة في الحوار الحضاري، حيث استضافت الدورة السابعة للمنتدى الأممي للتحالف بين الحضارات بمشاركة 4 آلاف شخص من 147 بلدا. وأبدى غراييف امتنانه لأعضاء الإيسيسكو لدعمهم بلاده في النزاع مع أرمينيا حول إقليم ناقورنو كاراباخ. وشدد الوزير الآذربيجاني على أن بلاده ستدعم الإيسيسكو في القيام لإنجاز مشاريعها من أجل تحقيق التنمية المستدامة لجميع المسلمين. بدوره، أكد مستشار رئيس بوركينافاسو رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو الدكتور أبوبكر دكوري أهمية مواصلة دعم الإيسيسكو وتوفير وسائل العمل الضرورية لها حتى تسير بثقة واطمئنان في طريق البناء والعطاء، لافتا إلى أن الإيسيسكو أصبحت من أهم منظمات العمل الإسلامي المشترك. وشهد افتتاح المؤتمر عرض فيلم وثائقي حول "انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والمؤسسات التربوية والثقافية في القدس الشريف". ويناقش المؤتمر مشروع الخطة الثلاثية والموازنة للأعوام 2019-2021، كما سيناقش تعديل الهيكل التنظيمي للإيسيسكو، حسب وكالة يونا.