أعلن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- في افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس التنفيذي للإيسيسكو أمس الاربعاء 28 نونبر الجاري في مدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، أن هذه الدورة تؤسس لنقلةٍٍ نوعيةٍ ترتقي بالإيسيسكو إلى مصاف المنظمات الدولية الناجحة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك من خلال ما ستناقشه من مشاريع وما ستتخذه من قرارات، وبخاصة مشروع خطة العمل الثلاثية والموازنة للأعوام (2013-2015)، الذي يستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية التي تجتازها الإيسيسكو، كما يستجيب لمقتضيات مواكبة المتغيرات التي يعرفها العالم في ميادين التربية والعلوم الثقافة والاتصال، وفقًا لمنهجيةٍ علمية تعتمدها المنظمة في الإدارة والتسيير، وفي الأداء والتنفيذ، وفي الانفتاح على الآفاق الدولية، وفي الانخراط في جهود المجتمع الدولي التي تتواصل في إطار اختصاصات المنظمة، باعتبارها تعبر عن رؤية الحضارة الإسلامية إلى القضايا الإنسانية ذات الصلة بالحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، وتعزيز ثقافة العدل والسلام، ونشر قيم الوئام والتعايش بين الشعوب. وأكد أن الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس التنفيذي للمنظمة، التي تنعقد في ظل الذكرى الثلاثين لتأسيسها، هي محطة مهمة في مسيرة ناجحة جعلت من الإيسيسكو، الجهاز الإسلامي المتخصص الحيوي في أكثر المجالات تأثيرًا في التنمية الشاملة المستدامة، ألا وهي التربية، والتعليم، والعلوم، والتكنولوجيا، والثقافة، والاتصال، والبيئة، والطفولة. وأوضح المدير العام للإيسيسكو بأن معدل الإنجازات والمكاسب قد ارتفع في الفترة ما بين الدورتين الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين للمجلس، واتسع نطاق حضور المنظمة على الصعيد الدولي، وتعززت مكانتها داخل العالم الإسلامي وخارجه، حيث بلغ عددُ أنشطة المنظمة المبرمجة خلال سنة 2011، أربعمائة وواحداً وخمسين (451) نشاطاً في المجالات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية والعلاقات الخارجية والتعاون، نفذ منها ثلاثمائة وواحد وتسعون (391) نشاطاً، بنسبة تنفيذ بلغت 87%، موزعة على النحو التالي: 91 في المائة في مجال التربية، و94%، في مجال العلوم، و90 في المائة لبرامج مركز الإيسيسكو لتعزيز البحث العلمي، و77 في المائة في مجال الثقافة والاتصال، و82 في المائة في مجال العلاقات الخارجية والتعاون، و93 في المائة وفي مجال اختصاص مركز التخطيط والمعلومات والتوثيق. وأضاف أن الإيسيسكو أولت اهتماماً خاصاً لدعم قدرات الدول الأعضاء في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتحديث السياسات الخاصة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، والتوعية بأهمية احترام الأخلاقيات في مجال العلوم والتقانات، والارتقاء بالتعليم العلمي والتقاني والمهني، ودعم التكامل بين البحوث العلمية والتقانية، وتعزيز التنافس بين الجامعات والمؤسسات التربوية على مستوى الجودة، وتنمية الاقتصاديات القائمة على المعرفة، وبناء القدرات في مجال التقانات الحيوية، وتشجيع التنمية المستدامة للموارد الطبيعية، والحفاظ على البيئة، وتشجيع الطاقات المتجددة. وأشار إلى أن الإيسيسكو واصلت إشرافها على برنامج الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية في كل من جاكرتا بجمهورية أندونيسيا وغينيا كوناكري وتلمسان بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، احتفاءً بها عواصم للثقافة الإسلامية لسنة 2011. وأضاف أن الإيسيسكو أولت عناية خاصة للمحافظة على التراث الإسلامي، بشقيه المادي وغير المادي، ورعاية التراث الثقافي وتجديده، وإبراز إسهام الثقافة الإسلامية في مسيرة الحضارة الإسلامية ودورها في تعزيز التنوع الثقافي من خلال تفعيل لجنة التراث الإسلامي التي تعمل في إطار الإيسيسكو. وأشار إلى أن الإيسيسكو ركزت جهودها لتشجيع التنوع الثقافي والحقوق الثقافية وتعزيز التنمية المستدامة، وتصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام، إضافة إلى تنمية ثقافة المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي، وتقوية دور الإعلام والاتصال الحديثة في نشر القيم الإسلامية، والاندماج في مجتمع المعرفة والمعلومات، والانخراط الواعي في المشاريع الدولية التي تهم مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وبخاصة تلك التي تندرج في إطار الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. وأكد في ختام كلمته أن الإيسيسكو واصلت تعاونها مع المؤسسات والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية الموازية، وتعزيز انفتاحها على محيطها الإقليمي الدولي بتوقيع عدد من اتفاقيات الشراكة وبرامج التعاون، وتنفيذ أنشطة مشتركة في إطارها، كما واصلت عملها على تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع اللجان الوطنية وجهات الاختصاص في الدول الأعضاء، وتقديم الدعم لعدد من المؤسسات التعليمية والثقافية لتفعيل أنشطتها، وأوضح أن الأنشطة الموجهة لفائدة المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في القدس الشريف وعموم فلسطين جاءت في مقدمة هذه الأنشطة. مشروع خطة العمل الثلاثية من جهته قال الدكتور أبو بكر دوكوري، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، إن الدول الأعضاء في المنظمة تعتز بالسمعة الدولية التي تحظى بها الإيسيسكو، وبحضورها الفاعل والقويّ الذي أصبح عنوانًا على علوّ مكانتها، ورفعة شأنها، وامتداد آفاق الدور الذي تقوم به، وانتشار إشعاع الرسالة التي تنهض بها في المجالات الدولية التي لها صلة ٌ باختصاصاتها التي ينص عليها ميثاقها. وأضاف في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس التنفيذي مساء اليوم في الرياض، أن الإيسيسكو أصبحت تتبوأ مكانة متميزة بين المنظمات والهيئات والمؤسسات والمراكز التي تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، ويتعزز حضورها في الساحة الدولية باستمرار، بما لها من وضع متميز باعتبارها تمثل العالم الإسلامي، وتعبر عن مواقف الدول الأعضاء حيال القضايا التي تعنى بها في محافل دولية عديدة، تشهد لها بالتميّز في مجال الدفاع عن القيم الثقافية والحضارية الإنسانية المشتركة بين الأمم والشعوب، وفي نصرة قضايا العدل والسلام وتعزيز التعايش والوئام والحوار. وذكر بالاحتفال الذي نظم في مايو الماضي في المقر الدائم للإيسيسكو بالرباط، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها، وماشهده من مظاهر الحفاوة والإشادة والتكريم للمنظمة الإسلامية ولمديرها العام الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، من خلال الرسالة السامية التي وجّهها العاهل المغربي محمد السادس، إلى الإيسيسكو في تلك المناسبة. معتبراً ذلك التكريمَ الساميَّ تكريمًا، للإدارة العامةً للمنظمة، ولمؤتمرها العام، ولمجلسها التنفيذي، وهو ما يقتضي مواصلة العمل ليكون المجلس في مستوى النجاح الكبير الذي تعرفه المنظمة. وأعلن أن مشروع خطة العمل الثلاثية الجديدة (2013-2015)، المعروض على هذه الدورة لمناقشته واعتماده، يعكس مستوى التطور النوعي والكمي، الذي وصل إليه التخطيط الاستراتيجي لخطط العمل وللمشاريع في الإيسيسكو. وأشار إلى أن المهمة الرئيسة التي على المجلس التنفيذي إنجازها خلال هذه الدورة، هي التحضير للمؤتمر العام الحادي عشر الذي سينعقد بعد أيام قليلة. "وهي مسؤولية نستشعرها ونعرف قدرها، ونعي جيدًا ما تنطوي عليه من أبعاد، خصوصًا في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا العظيمة التي تواجه تحديات كثيرة، لعل أخطرها هو التحديُّ المعرفيُّ الذي هو العقبة الكأداء أمام الدول التي تسعى جاهدة لاحتلال مكانتها بين الدول المتقدمة."