هوية بريس – وكالات قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الحديث عن جولة أميركية جديدة لبحث ما تسمى "صفقة القرن" مضيعة للوقت، وذلك في خضم أنباء عن قرب الإعلان عن هذه الصفقة التي تعدها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورأى أبو ردينة أن "هذه الجولة سيكون مصيرها الفشل إذا استمرت في تجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت المتفق عليها عربيا ودوليا". وقال إن الجولة الأميركية التي بدأت في الأممالمتحدة "والبحث عن أفكار مبهمة لفصل غزة تحت شعارات إنسانية مقابل التنازل عن القدس ومقدساتها، لن تحقق شيئا". وأضاف أبو ردينة أن أي اتفاق يجب أن "يلتزم بالشرعية العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وفي الأساس منها موافقة الشعب الفلسطيني وتوقيع الرئيس، وإلا سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار ويدفع المنطقة نحو المجهول". برنامج كوشنر وجاءت تصريحات المتحدث الفلسطيني بعدما أعلن البيت الأبيض في بيان أن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والمندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نكي هيلي بحثوا مع الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش جهود واشنطن للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط، والاستجابة للاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة. ووصف البيت الأبيض تلك المباحثات بالمثمرة، وأضاف أن كوشنر وغرينبلات سيبدآن الأسبوع المقبل جولة في إسرائيل ومصر والأردن وقطر والسعودية لبحث الأوضاع في غزة، ولتسويق خطة السلام الأميركية. من جهة أخرى، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عرض على كوشنر عقد اجتماع لمناقشة خطة السلام التي يزمع الجانب الأميركي طرحها قريبا. وأضافت القناة أن جونسون اقترح أن يضم الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية ومصر والأردن لتحديد "خطوط حمراء لمبادئ عملية السلام"، على نحو يسهم في إقناع الطرف الفلسطيني بالانضمام إلى المفاوضات لاحقا. وذكرت أن كوشنر رحّب بفكرة الاجتماع الذي يفترض عقده -وفق التوقعات- مطلع يوليو/تموز المقبل، لكنه قال إن الخطة هي للرئيس ترامب، وهو وحده من سيقرر ما الذي ستشمله. استبعاد الفلسطينيين وتعليقا على هذه الأنباء، قال أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في نشرة للجزيرة مساء السبت إنه لا معلومات لدى الجانب الفلسطيني بشأن الاجتماع الذي اقترحه جونسون، رغم أن عريقات اجتمع قبل ثلاثة أيام مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية. ورأى عريقات أن الجولة المزمعة لكوشنر وغرينبلات في المنطقة تهدف إلى الإيحاء بأن هناك خطة أميركية، بينما تطبق الولاياتالمتحدة رؤيتها عمليا على الأرض باعتبارها القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وتشريع قوانين في الكنيست لفرض القانون الإسرائيلي في المستوطنات. وقال المسؤول الفلسطيني إن هدف تلك الجهود هو "شطب المشروع الوطني الفلسطيني"، وإن المطلوب من الفلسطينيين الآن هو الاستسلام والقبول بتحويل قضيتهم من قضية سياسية إلى قضية إنسانية. وأكد مجددا أن الولاياتالمتحدة تحت قيادة ترامب لم تعد وسيطا للسلام. وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" قد ذكرت مؤخرا أن صفقة القرن أصبحت في مراحلها الأخيرة، وأن استدعاء السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفد فريدمان إلى واشنطن مؤخرا يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها. ودخل مصطلح "صفقة القرن" دائرة التداول منذ تولي ترامب منصب الرئاسة، وبدأت تفاصيلها تتسرب إلى وسائل الإعلام بعد الزيارات السرية والمعلنة التي قام بها كوشنر وفريقه إلى عواصم إقليمية تعتبرها واشنطن أهم أدوات الترويج للصفقة، من بينها الرياض والقاهرة وتل أبيب. وبحسب بعض المصادر الإعلامية، فإن الصفقة تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية، وتأجيل وضع مدينة القدس وعودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية بقيادة السعودية، حسب الجزيرة.