هوية بريس – الأربعاء 22 أكتوبر 2014 يقول المناوي صاحب كتاب "الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية": إن الكرامة "ظهور أمر خارق للعادة على يد الولي، مقرون بالطاعة والعرفان، بلا دعوة نبوة". فإن كان في العادة أن لا يطير الإنسان في الهواء، أو يمشي على الماء، أو يحيي الموتى! فإن الأولياء يخرقون هذه العوائد جميعها، فيطيرون في الهواء بلا أجنحة، ويمشون فوق الماء بلا قوارب، بل ويفرشون فوقه فرشا ويجلسون عليه وهم مستغرقون في التأمل! وفيهم من يحيي ويميت،، إلى آخر ما وقفنا عليه من كراماتهم في مختلف المؤلفات التي تعنى بالتصوف وبرجاله أو بأهله. والكرامات كي تظهر إذن على يد ولي، لا بد من ثلاثة شروط تتوفر فيه: 1- طاعة الله ورسوله، وهي باختصار شديد، الوقوف عند الأوامر الإلهية وتجنب إتيان نواهيه، واتخاذ رسوله أسوة في كل أقواله، وفي كل أفعاله، وفي كل تقريراته. يعني اتباع سنته دون الخروج عنها ما أمكن قيد أنملة. 2- العرفان: وهو" مذهب باطني ديني قائم على العلم بأسرار الحقائق الدينية. وهو أرقى من العلم الحاصل لعامة المؤمنين! كما هو السبيل الأكيد للخلاص الأبدي". حيث يحظى صاحبه بعد البعث والحساب بالنعيم المقيم. 3- لا ينبغي للولي صاحب الكرامات، أن ينظر إليها كمعجزات، يعني أن لا يتطلع إلى ادعاء النبوة كما ادعاءها مخبولون كثر عبر التاريخ الإسلامي المديد. ولن نتساءل هنا عن حقيقة الولي عامة ما هي؟ لا ولن نتساءل عن مفهوم الولي خاصة ما هو؟ يكفي أن نكون على بينة من كون الولي تحصل له كرامات بالشروط الآنفة الذكر. وليكن حينئذ عالما أو شبه عالم، أو حاملا لكتاب الله، أو مجرد أمي يزاول الفلاحة، أو الحدادة، أو التجاوة، أو النجارة، أو صناعة الفخار! خاصة وأن الوسط الصوفي مليء بالأميين وبأشباه الأميين! مع أن عبادة الله عن جهل عبادة غير جائزة. يعني أن الله لا يعبد عن جهل؟؟؟ وبما أن العربي الدرقاوي، مؤسس الطريقة المعروفة باسمه شاذلي المذهب والمشرب كما يقال. أي إنه من أتباع الطريقة الشاذلية الذين انتهوا إلى إحداث طريقتهم الخاصة تحت رايتها. فإن الشاذليين "اعتبروا الكرامة دليل الأولياء! والعقل دليل العلماء! قال الشاذلي: "الدليل ينقسم على ثلاثة أقسام: من طريق العقل، ومن طريق الكرامة، ومن طريق السر! وهذا الثالث خاص بالنبيين وبعض الصديقين، ودليل الكرامة لأولياء الله المقربين! ودليل العقل للعلماء. وقال بعض الحكماء: المعرفة من الله تأتي على وجهين: وجه من طريق عين الجود (أي المنة والهبة منه سبحانه)، ووجه من طريق بذل المجهود (أي التعلم والاكتساب)". ولما وقع اختيارنا على تقديم بعض من كرامات العربي الدرقاوي، فكأننا نريد التأكد مما إذا كان الرجل في كراماته وبكراماته مطيعا لله عز وجل، ومقتديا في الوقت ذاته بسيد المرسلين. أما دعوى النبوة، فلا نملك غير الجزم بأنها لم تعرف عنه. افتحوا معي أيها القراء -وقد تعودت تقديم الأدلة على ما أقدمه إليكم حتى لا أتهم بالكذب والتطاول- افتحوا معي كتاب: "مجموعة رسائل مولاي العربي الدرقاوي الحسني" المتوفى سنة 1239 هجرية، أي منذ ما يقرب من قرنين، وسوف تجدون في مسمى الكرامات عنده ما تقتنعون معه بأن الرجل الذي يعد من آل بيته صلى الله عليه وسلم، بعيد كل البعد عن اتباع سنة جده! ومن لم يتبع سنته، كيف نتصوره عالما وعاملا بكتاب الله عز وجل؟ 1- ومن كراماته قوله: "إني كنت أدرب الصبيان بفاس البالي -عمره الله- وقد سخن علي مكان المكتب (= اشتد به الحر). إذ كان وقت الصيف، وهناك زاوية باردة حسنة ذات مياه كثيرة. فقلت للصبيان إذ ذاك: زاوية سيدي عبد الله الأغزاوي تليق بنا -والله أعلم-. فقالوا لي: هي عامرة بامرأة صالحة. ومعها بها نساء أهل فاس، ومن جملتهن أخت القاضي سيدي عبد القادر بن أخريص -رضي الله عنه- وكان إذ ذاك هو القاضي هنالك، فقلت لهم: أهل الحومة يخرجونها هي ومن معها. فقالوا لي: ياه! هي ماتخرش! فقلت لهم: إن لم تخرج منها تخرج إلى المقابر! وأشرت بيدي بحال قوي نحو المقابر، وكان هذا وقت طلوع الشمس، فإذا بها قد ماتت تلك الساعة من غير مرض، ودفنت رحمة الله علينا وعليها. والسلام"!!! وهذه الكرامة، أو هذا التصرف المفترض من ولي الله الشريف الدرقاوي، هل يكشف فعلا عن كونه مطيعا لله ولرسوله؟ أم إنه يكشف عن كونه جاهلا بالدين وبأخلاقيات الإسلام المتنافية تماما مع ما ادعاه؟ إن هو اعتبر المرأة التي تقيم مع بعض النسوة بالزاوية المذكورة، امرأة صالحة، فأي مبرر ديني لديه ليقوم بطردها منها؟ أو يؤلب أهل الحي على إخراجها؟ وأي مبرر حمله على أن يدعو عليها بالموت المعجل؟ ثم أي مبرر حمله على التشفي منها وكأنها عدوة له، بينما هي أخته في الدين تقصد الزوايا للتعبد مثله؟ ثم أي مبرر يبيح له أن يسعد بوفاتها؟ أم إنه فقط يريد أن يخبرنا بكرامته التي تعني خرق العادة! نقصد تصرفه بالهمة أو بالحال الذي تملكه لتنفيذ رغبته في أن تتوفى السيدة بسرعة؟ 2- ومنها يقول: "إن خالتي أخت أمي قد جاءت إلي وبيدها صبية تبكي ثم قالت لي: يا أخي ما عرفنا ما بها، صدعتنا وقدورتنا! والشكوى إلى الله ثم إليك! فرأيت أن الجهة المعظمة عند الناس فيها يقضي الله حوائجهم (وأي دليل لديه في الكتاب والسنة!!!)، حتى قال بعضهم: إنها تقوم مقام الإسم الأعظم (يقصد الأضرحة نعوذ بالله نحن من الشيطان الرجيم!!!)، وقد كنت عندها وعند غيرها صغير الرأي (أي لم يقدروا مكانتي أو لم يعترفوا بولايتي!!!). وإنما وجهتها إلى الحيزة (= الضريح). حين جاءت إلي واشتكت لي فقلت لها: اطرحيها بالولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف – نفع الله به – واخرجي عنها ولا تسكتيها إن سمعتيها حتى تحضر غارة الله!!! فامتثلت أمري وأنا أنظر إليها بعيني، ثم بعد ذلك أخذتها إلى دارنا، وإذا بدودة كبيرة الخلقة، خرجت من أذنها! وذلك بسبب التعظيم الذي كان عندها في الولي المذكور، وسر الاضطرار، والله على ما نقول وكيل، والسلام"!!! فصح قول القائلين: "شر البلية ما يضحك"! لا لغة الرجل واضحة! ولا دلالات الألفاظ المعتمدة عنده لتقديم كرامته سالمة من الإبهام والخلط! لغته لغة "أكلني البراغيث"! ومضامين ما يحكيه معتزا بنفسه أكاذيب وأضاليل! فطاعة الله وطاعة الرسول كشرطين لحصول الكرامات غائبتان! فالنهي عن تقديس الموتى، وعن بناء الأضرحة ورفع القباب عليها وارد في كتاب الله وسنة نبيه. وكون الصبية شفيت بسبب تعظيم أمها لهالك مفتقر إلى ربه لا يضر ولا ينفع، جهل بالدين وميل إلى شرك صريح!!! وكون الحضور إلى ضريح معين بمثابة تلاوة اسم الله الأعظم كما يدعي ضلالا وتضليلا! و"غارة الله" لا معنى لها لأن الغارة هي "اقتحام بلد بهجوم عنيف مداهم سريع التنفيذ"! ثم إن الصبية لم تكن تشتكي من ألم في أذنها، وإنما كانت تبكي دون ما سبب معلوم!!! 3- ومنها كما يقول "إن خالتي أخت أمي كان صبي عند ولدها له من السنين أربعة أعوام. وكان كأنه لا مفاصل له (كله مجرد قطعة لحم). وقوته في المدة المذكورة الحليب لا غير. فاهتمت هي وغيرها من أجله غاية! إذ كان على تلك الحالة، وكان أيضا لا يسكت من البكاء، سواء حملوه أو طرحوه. فلما كان كذلك، توجهوا به إلى زيارة كثير من الأولياء (= مخالفة صريحة للكتاب والسنة). فلم تحصل لهم إجابة. فتوجهوا به إلينا (كولي تستجاب دعواته)! فسألنا الله أن يعافيه من مرضه أو يأخذه إليه. فإذا به بعد ذلك أصبح ميتا. ففرحوا بذلك غاية الفرح، وسروا غاية السرور. والسلام"! 4- ومنها أني كنت بقرية "تايرتفرح"، ومعي أخي في الله سيدي أحمد العربي، وكلانا كان قوي الحال في ذلك الوقت، إذ ذكرنا الله هنالك، فاجتمع علينا خلق كثير، حتى كان البيت مشحونا بالطلبة والجماعة، والنساء والعيال وراء المسجد، والحال قد سرى في الجميع (كلهم أهل الحال!)، حتى كان كل من هنالك يبكي، وإذا بأخي شقيقي كان ملازما هناك، قال في نفسه لما رأى ما رأى: إذا كان العربي وأحمد العربي وليين، يعطيني ربي مثقالا من الدراهم في هذه الساعة – إذ كان عليه دين – فإذا ببعض الطلبة جاء مسافرا فمكنه منه (أي من المبلغ المطلوب) في ذلك الوقت، والله ذو الفضل العظيم. والسلام"! فهل نعلق على هذه الكرامة بقلم صاحبها، أم نترك التعليق عليها للقراء لأنها غنية عن التعليق؟ أم نقول لهم فقط: إن الشاهد على ولاية العربي الدرقاوي وصديقه أحمد العربي، هو شقيق المخرف صاحب الرسائل المعروفة باسمه؟ هذه التي سوف يقف فيها القارئ على نصوص جلها مخالف لما ورد في الذكر الحكيم، ولما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومع ذلك يحدثنا كباقي الشاذلية في الرسالة الثالثة والتسعين عن "الحث على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور والأحوال"! غير أنه يدعو إلى ما يعتبر ضلالا كزيارة الأضرحة والتوسل بأصحابها! فضلا عما يتعبد به من مسمى الأوراد المبتدعة التي وضعها الشاذليون شيخا عن شيخ، وجيلا بعد جيل!!! 5- ومن كراماته قوله: "إن بعض الإخوان كان متهما بأمر قبيح، فأراد أن يهرب، فكرهت هروبه من أجل ثبوت الدعوة فيه بسبب هروبه (= حتى لا تتبث عليه الدعوى بسبب فراره). فقلت له: "لا تهرب أنا ضامنك والله شيء لا جرى لك"!!! فأتى صاحب المخزن، وقبض كثيرا من الجماعة وهو من جملتهم، ثم أعطاهم العكاز كلهم (تعرضوا للضرب بالعصا) إلا هو، وبعد ما مد في الأرض، جاء رجل فحلف عليه بالحرام!!! ما هو إلا رجل مسكين، فسرح بفضل الله لا بالمسكنة التي شهد له بها (وبضمان الدرقاوي المتقدم)! ولعنة الله على من كذب، والسلام"! 6- ومن كراماته قوله: "إني كنت ماش بسوق الرصيف إلى جهة العيون، إذ لقيني رجل من قرابتي وعلى وجهه الغيار الكبير!!! فقلت له: ما لك؟ وإلى أين تريد؟ فقال: سبني فلان الفلاني وطرشني، وهذا أثر الطرش في وجهي، وأنا داعيه إلى الحاكم، فقلت له: إن كنت صادقا في قولك، فالله ينتقم منه في هذه الساعة! فقال لي: وإن كنت كاذبا فالله ينتقم مني في هذه الساعة. فتحقق لي أن الظلم من جهة صاحب دعوته (أي المدعى عليه)، فرددته عن المشي إلى الحاكم، وقلت له: فوض أمرك إلى الله تر عجبا. فإذا بصاحب دعوته قبض في ذلك الوقت وأكل الزلاط! وسجن ما شاء الله، ثم سرح، فقتل نفسا فكبله الحاكم وبعثه إلى بلد بعيدة، فسجن سنة كاملة ثم سرح، وكان أمر الله مفعولا. والسلام"! كل ذلك ببركة ولي الله العربي الدرقاوي الشريف الحسني! أما أن ينفى قاتل النفس إلى بلد بعيدة حيث سجن لعام واحد فقط! ثم يطلق سراحه، فحكاية فيها نظر! ربما لم يتعرض لا للقتل ولا للمؤبد، ببركة نفس الولي المجاب الدعوات!!! 7- ومن كراماته قوله: "كنت أدرب الصبيان هناك بحومة العيون (يعني أنه لا يعد من العلماء)، وأنا أتلو القرآن العظيم، والصبيان يقرؤون ألواحهم أمامي، إذ وجدت نفسي بسفينة بالبحر بمدينة تونس – حرسها الله – وأنا أتلو القرآن العظيم كما أتلوه بالمكتب أمام الصبيان، ومن كان بالسفينة، كلا منهم يتحلى بتلاوتي، فإذا بسفن عديدة للنصارى قد بادرت إلينا لتأخذنا، فتعلق بي حينئذ كل من كان معي بالسفينة! إذ كنت عندهم من أولياء الله تعالى حقا! فغطى الله وصفي بوصفه ونعتي بنعته (أي أنه تحلى حينها بصفاته عز وجل!)، فدفعت السفينة إذ ذاك إلى السفن (المهاجمة) وأحطت بها بسطوتي وعنايتي (التي هي سطوة إلهية وعنايته!). فبعضها غرق وبعضها كسرت! وبعضها أسرت (بمن فيها!). والله غالب على أمره. ثم بعد ذلك وجدت نفسي بمكتبي (بعد العودة من نوم اليقظة!!!)، وحالي كحال المريض، أو من مرض بالعين! فعظمي كأنه دق بالمرزاب (من فرط شدة الكابوس عليه). فأخبرت الشيخ (أي شيخه علي الجمل) بما وقع لي، فجعل يده على فيه، ثم تبسم وقال: إيه… ما عرف أحد القطبانية أين هي؟ هل هي في الجبال ترعى المعز (يعني أن الراعي قد يصير قطبا)؟ أو هي في المكاتب تعلم الصبيان (يعني أن مربي الصبيان قد يكون قطبا)! ثم جاء الخبر بما وقع في الحين. ولعنة الله على الكاذبين والسلام"؟؟؟ ولا نملك نحن غير أن نكرر معه قولته الأخيرة "لعنة الله على الكاذبين!"، ومن ضمنهم من ادعى أن تلميذه المخرف أدرك درجة القطبانية (= يتصرف في كل شيء كما يريد!)، والقطبانية لم يرد لها ذكر لا في الكتاب ولا في السنة -سوف نتحدث عنها لاحقا- وإنما هي من التخاريف التي يرويها مخرف عن آخر غيره! فضلا عن كون مضمون الحكاية موضوع الكرامة المزعومة، مجرد تصور للقدرة الخارقة لدى الدرقاوي على إغراق سفن بهمته التي لا تقهر! والتي منحها له ربه حين تجلى فيه بصفاته ونعوته. وهو نفس ما ادعاه الشاذلي إذ يقول: "لو عرفت حقيقة الولي لعبد! لأن صفاته من صفاته ونعوته من نعوته"! وهو نفس حديث قدسي موضوع قرأته في حدود 1963م ومؤداه قول الله عز وجل: "يا عبدي أطعني تكن مثلي: أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون"!!! 8- وآخر كرامة للدرقاوي نسوقها لدلالتها السياسية والديماغوجية هي قوله: "ومنها أن بعض السنين في أيام السلطان الأعظم الشريف الأكرم: سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي (توفي 1118 هجرية – 1708 ميلادية) وقفنا في الشتاء وقفة كبيرة (= سنة جذباء). فسألنا الله أن يسقينا فلم يسقنا! بل طالت القائلة (= الكيلة، أي الحرارة المفرطة!) حتى كاد أن يحصل الأياس للناس! من نزول المطر في تلك السنة. فإذا ببعض إخواننا بني أحمد، ذبحوا على ضريح الولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف – نفع الله به – إذ كانت عادتهم معه كذلك (هذا هو الرجل الذي يدعو إلى اتباع السنة والكتاب!). ولما أكلنا نزعنا الثياب عن رؤوسنا والنعال من أرجلنا، ثم درنا بالضريح (= طفنا به!) ثلاث مرات على الحالة الموصوفة ( ما أكلوه من لحم القربان هو حرام بنص القرآن: "حرمت عليكم الميتتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به"!). ثم رفدنا أيدينا بعد ذلك (بعد أن ملأوا البطون بالحرام)! واشتغل كل واحد يدعو ربه سرا وجهرا وبكاء وتضرعا، وخشوعا واضطرارا كبيرا. فإذا بنفسي تحدثني: بأن الإجابة لا تحصل لكم إلا إذا نصرتم السلطان بقلوبكم وجوارحكم وبأعلى أصواتكم – ثلاث مرات – إذ كان لا ينصره أحد في ذلك الوقت، بل ولا يذكره قط إلا بالموت – وكان رحمه الله تعالى ورضي عنه – قائم الحياة (= ما زال حيا) بحضرة مراكش، فأخبرت الناس بما قالت لي نفسي فقالوا كلهم وقلنا معهم: الله ينصر سيدي محمد بن عبد الله -ثلاث مراث- فرحمنا ربنا في تلك الليلة بالمطر، وأقبل الخير علينا وذهب الشر عنا…"!!! ونحن على بينة من كون الفلاحين على وجه التحديد، يستسقون ربهم بمجرد انتهاء الصيف ودخول الخريف، يستسقونه وهم في ديارهم وفي الحقول وفي الطرقات، وفي المساجد، حين يؤدون صلواتهم مع الإمام الذي يشاركهم بدعواته نفس الهم ونفس الرجاء. إلا أن من قدمنا له ثماني كرامات بائخة يشارك في ذبح القربان -بعد أن يئس هو ومن معه من رحمة الله- عند ضريح ولي أصبحت عظامه نخرة أو مجرد رميم، وكأنهم به يستسقون بعد يأسهم كما قلنا من رحمته عز وجل!!! فإذا بالولي الذي عظموه وقدسوه لم يستجب دعوتهم البائسة مثلهم سواء بسواء!!! فكان أن استجاب الدرقاوي لخاطره الذي هو الدعاء لملك البلاد بالنصر والتأييد كي يمطروا! وفعلا -كما ادعى- نزل الغيث! وعم الناس الفرح! فصح أن لجوءه هو ومن معه إلى الولي المقدس دخول في الشرك!!! ولجوؤه إلى الدعوة للسلطان أملا في أن يرحم الله عباده بلجوئهم إليه كذلك، دخول إلى الشرك من باب آخر لا يليق بأي مؤمن يعرف ربه، ويدرك بأنه هو الوحيد الذي يعطي ويمنع ويرزق من يشاء في الوقت الذي يشاء بغير حساب!!! ثم نتحدث عن ولي الله الذي له آلاف الأتباع كمخدوعين مخدرين لا أقل ولا أكثر! نقصد صاحب الكرامات التي تبين لنا أنها فارغة من أي مدلول ديني حقيقي! بقي لنا أن نخبر القراء بأن الدرقاوية من أسانيد الطريقة البودشيشية! يعني أن الدرقاوي من مرشدي الشيوخ البودشيشيين المتقدمين في الفضل على باقي أولياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم. فالدرقاوي والتجاني وعبد القادر الجيلاني، هم الثالوث المعتمد لدى البودشيشيين كسند منه يستمدون القناعات الصوفية النظرية، والممارسات التطبيقية في أداء الأوراد أو الأذكار على حد ما يزعمون!!! العنوان الإلكتروني: [email protected] الموقع الإلكتروني: www.islamtinking.blog.com