هوية بريس – وكالات فرّ 90 بالمائة على الأقلّ من مسلمي الروهنغيا من ديارهم بإقليم أراكان غربي ميانمار، وذلك منذ غشت الماضي، وفق إعلام محلي. ونقلت صحيفة "يراوادي" الميانمارية (مستقلة) عن مصادر خاصة لم تسمّها، واستنادا إلى بيانات حكومية وإحصائيات منظمات دولية غير حكومية، أن عدد الروهنغيا المتبقّين، حاليا، في أراكان (راخين)، لا يتجاوز ال79 ألف من أصل 767 ألف روهنغي. لكن مصادر روهنغية تشير إلى أن العدد كان أكبر من ذلك، وتجاوز المليون قبل موجة الفرار الجماعية التي أعقبت تعرض الروهنغيا لمجازر على يد الجيش المحلي ومليشيات بوذية متطرفة منذ 6 أشهر. ولا تشمل نسبة الروهنغيا المتبقين الأشخاص الذين لقوا حتفهم أو فقدوا أو اعتقلوا، وفق المصدر نفسه. وذكرت الصحيفة نفسها أنّ الروهنغيا كانوا يمثّلون 93 بالمائة من سكان مدينة منغدو، و84 بالمائة في بوسيدونغ، و6 بالمائة فقط من بلدة راسيدونغ، وجميعها في أراكان. وتضم منغدو 364 قرية، 272 منها للمسلمين (أي 74 في المائة من القرى التابعة للمدينة)، أحرق منها 70 قرية على يد قوات الأمن الحكومية. فيما تضم مدينة بوسيدونغ 339 قرية، 173 منها للروهنغيا (ما يمثّل 15 بالمائة)، وتم إحراق 30 قرية منها. ولم يتبق سوى قريتان أو ثلاث قرى في مدينة راسيدونغ من أصل 22 قرية سكنها مسلمو الروهنغيا. ونقلت الصحيفة عن موظف مدني مسلم من مدينة بوسيدونغ (لم تسمه)، قوله إنه جرى تدمير 20 مسجدا في المدينة منذ عام 2017. وقال أحد السكان المحليين (لم يذكر اسمه لاعتبارات تتعلق بأمنه الشخصي)، إن "الغوغائيين البوذيين دمروا مساجد يبلغ عمرها خمسة عقود". وأحد المساجد التي هدمها البوذيون تماما في راسيدونغ، مسجد "زاي دي بين" الذي يعود إلى قرن من الزمان، وأفادت الصحيفة أنها تحققت من ذلك بشكل مستقل. وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، قتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من أقلية الروهنغيا في إقليم أراكان، في الفترة الفاصلة بين 25 غشت و24 سبتمبر الماضيين. وأسفرت الجرائم المستمرة منذ غشت الماضي، عن مقتل آلاف الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة 826 ألفا إلى الجارة بنغلاديش، وفق الأممالمتحدة، وفقا للأناضول.