بعد الهزيمة الكارثية بثلاثة أهداف لصفر ، يستحق "أسود الأطلس" ، أن ننزع عنهم هذا اللقب المهيب ، ونناديهم من الآن فصاعدا ، ب"أكباش الأطلس" ، لأنهم قالوا بااااع ، بصوت مرتفع ، في أيام عيد الأضحى ، أمام المنتخب الليبي ! "" في الحقيقة ، لا أعرف ماذا تبقى للمغاربة أن يفرحوا به بعدما التحقت الرياضة بالسياسة ، وأصبحت بدورها لا تأتي منها إلا الأخبار السيئة . هزيمة مدوية بثلاثة أهداف لصفر ، أمام منتخب ليبي مغمور ، تستحق أن نعلنها أياما وطنية للحداد . ولكن إلى متى سيظل المغاربة يتلقون هذه الكوارث التي يتسبب فيها القائمون على الشأن الرياضي ، دون أن يظهر في الأفق أي أمل لتوقيفها . لقد شرب المغاربة كثيرا من كأس المرارة إبان الألعاب الأولمبية الأخيرة ، حيث عاد الرياضيون المغاربة المشاركون في منافسات بكين بما يشبه خفي حنين ، بعدما أبادوا رفقة الوفد المرافق لهم أموالا طائلة خرجت من جيوب المواطنين. وعندما نسي الجميع تقريبا هذه الكارثة ، ها نحن نجد أنفسنا أمام كارثة جديدة : إقصاء المنتخب المغربي للاعبين المحليين من آخر مرحلة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام السنة المقبلة في ساحل العاج أمام المنتخب الليبي ، وبثلاثة أهداف لصفر من فضلكم ! هل هناك كارثة رياضية أكبر من هذه ؟ للإشارة فقط ، فهذه الكارثة جاءت مباشرة بعد الرسالة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة ، والتي وصفها الكثيرون ، أي الرسالة الملكية ، ب"الصارمة والصادمة" . لكن يظهر واضحا أن حتى كلام الملك بنفسه لم يعد "مسموعا" من طرف المتحكمين في شؤون الرياضة ببلدنا ، فأحرى أن يسمعوا صرخات الشعب . أفلا يحق للمغاربة أن يعيشوا لحظة فرح واحدة ، عن طريق الرياضة ، في هذا الزمن المليء بالغم والهم ؟ أم أن الحزن قدر مقدر علينا من السماء ؟ كارثة إقصاء منتخب المحليين تستحق أن يعقد من أجلها البرلمان جلسة خاصة وطارئة ، لمحاسبة كل هؤلاء الذين أفسدوا علينا فرحة العيد . لكن هؤلاء مع الأسف بعيدون عن أية مساءلة أو محاسبة ، لأن البرلمان لا يملك ما يكفي من الشجاعة لمساءلتهم . اللاعبون مسؤولون ، والمدرب مسؤول ، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجامعة التي يسيرها العسكر ، وكأننا في بلد خرج لتوه من انقلاب عسكري وليس في بلد مدني . هؤلاء يجب أن تتم إقالتهم على الفور ، لأن الكوارث التي يتسببون فيها أصبحت كتيار لا ينقطع . لكن من سيقيلهم ؟ ربما يتوجب علينا أن ننتظر من عزرائيل أن يقوم بهذه المهمة ! فيظهر أنه الوحيد القادر عليها .