خصصت العديد من الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز تعاليقها لتداعيات الاعتداءين اللذين شهدتهما مدينة فولغوغراد الروسية، ولقضايا محليةº كقضية اتهام الفكاهي الفرنسي ديودوني ب"التحريض على الكراهية"، وكذا الخوف من تدفق أفواج المهاجرين البلغار والرومانيين إلى المملكة المتحدة ابتداء من يناير 2014 . وركزت أيضا على الوضع الصحي الحرج الذي يعاني منه أسطورة سباقات فورمولا واحد الألماني مايكل شوماخر، الذي تعرض يوم الأحد الماضي، لحادث تزلج خطير في أحد منتجعات جبال الألب الفرنسية، فضلا عن موجة الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الأوكرانية. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بالاعتداء المزدوج بمدينة فولغوغراد الروسية، وبتطورات قضية الفكاهي الفرنسي ديودوني، وبزيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى السعودية، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن الاعتداءين اللذين ارتكبا، الاثنين بفولغوغراد، يحملان بصمات المتمردين الإسلاميين بجمهوريات القوقاز، مذكرة بهذا الخصوص بأن زعيم المتمردين الشيشان دوكو أوماروف، دعا في يوليوز المنصرم أنصاره إلى العمل بكل الوسائل على عرقلة تنظيم الألعاب الأولمبية التي تنطلق بعد نحو شهر بسوتشي. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (لوموند) إلى أن الرئيس بوتين أعطى أوامره لتعزيز الأمن في كافة أنحاء البلاد بعد هذين التفجيرين، مضيفة أن روسيا لم تشهد تفجيرات من هذا الحجم منذ هجوم 24 يناير 2011 الذي نفذ بمطار موسكو دوموديدوفو الذي أسفر عن 37 قتيل. أما صحفية (لاكروا) فكتبت، من ناحية أخرى، أن الفكاهي ديودوني يخضع، منذ الاثنين، لتحقيق أولي من قبل النيابة العامة بباريس بشأن تهمة "التحريض على الكراهية"، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي بعد بث قناة (فرانس 2) لروبورتاج يتوجه فيه ديودوني من على الخشبة إلى الصحافي باتريك كوهين من (فرانس أنتير) متحدثا عن غرف الغاز. وتطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى الزيارة التي يقوم بها حاليا الرئيس فرانسوا هولاند إلى السعودية، مشيرة إلى أن المملكة تعد من البلدان القلائل التي استطاعت فيها فرنسا الحفاظ على حصتها من سوق التصدير، مستفيدة بذلك من جودة العلاقات بين البلدين. وفي بلجيكا، اعتبرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن عدة تفاصيل بخصوص الأعمال الإرهابية بفولغوغراد، تدعو إلى النظر إلى الموجة الجديدة من العنف في روسيا، ليس فقط كأداة للتشويش على الألعاب الأولمبية بسوتشي، بل أيضا كظاهرة واسعة وأكثر خطورة، مبرزة أن الأمر يتعلق بظاهرة موجهة عن بعد من قبل "التيار الإسلامي الإرهابي الدولي". ومن جهتها، أكدت صحيفة (لافونير) أن قضية الأمن تعود إلى صلب النقاشات بعد الهجومين الإرهابيين بفولغوغراد، مضيفة أن الإجراءات الأمنية تم تعزيزها في محطات القطار والمطارات الرئيسية بروسيا. أما صحيفة (لوسوار) فدعت، من جانبها، المجموعة الدولية إلى مد يدها إلى روسيا التي تواجه موجة الشر المتمثل في "الإرهاب الإسلامي الذي أصبح العدو رقم واحد". وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (إلموندو) الإسبانية إلى مناخ الذعر الذي خلفه الهجومان اللذين نفذا في فولغوغراد"، مؤكدة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بإرسال 40 ألف جندي وشرطي لضمان أمن المنطقة التي ينظم فيها الاولمبياد في سوتشي. وأضافت اليومية أنه بعد الهجوم الإرهابي، الذي وقع أول أمس الأحد، وخلف مقتل 14 شخصا على الأقل، أصيب 28 آخرون في تفجير جديد وقع أمس الإثنين 30 دجنبر داخل حافلة في فولغوغراد، مبرزة أن الحكومة الروسية تعبأت من أجل التصدي لهذه الهجمات. ومن جهتها كتبت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "بوتين يواجه هجوما إرهابيا قبل أولمبياد سوتشي"، أن روسيا عاشت ثاني هجوم في ظرف 24 ساعة، مضيفة أنه، بحسب العناصر الأولية للتحقيق، الذي فتح بشأن "اعتداء إرهابي" و"الاتجار في الأسلحة"، أظهرت أن "انتحاريا فجر العبوة الناسفة". وقالت الصحيفة إن العناصر المكونة لهذه العبوة "مشابهة لتلك التي فجرت أول أمس الأحد، وهو "ما يؤكد وجود صلة بين الهجومين". وفي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها باعتداء فولغوغراد وبالوضع الصحي لأسطورة سباقات فورمولا واحد الألماني مايكل شوماخر. وفي هذا الصدد، عبرت صحيفة (فرانكفورتر تسايتونغ) عن اعتقادها بأن تداعيات تاريخ معاناة شعوب القوقاز وتعامل قوات الأمن الروسية بوحشية في المنطقة كانت وراء هذه الأعمال الإرهابية، مستنكرة أن يتم اعتماد ذلك كمبررات لممارسة العنف. وأما صحيفة (راين تسايتونغ) فكتبت تحت عنوان "مشكلة الإرهاب في روسيا ليست تحت السيطرة" أن تفجير فولغوغراد المحزن دليل على ذلك، مذكرة بأن الحادث يقع على بعد خمسة أسابيع فقط على دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي التي يرغب زعيم الكرملين فلاديمير بوتين أن تكون في أبهى حلة وحدثا يبرز روسيا في أوج مجدها. وأضافت الصحيفة أن حادث فولغوغراد يفرض سؤالا هاما حول ما إذا كانت روسيا تستطيع أن تضمن سلامة زوارها. ومن جهتها، عبرت صحيفة (نورد فيست ستايتونغ) عن اعتقادها بأن الهجوم الذي استهدف فولغوغراد، يثبت أن خطر الإرهاب لا يمكن تبديده بسهولة، ملاحظة أن روسيا، التي طالما تلقت انتقادات من الغرب بسبب سياستها، تحظى اليوم بتضامن المجتمع الدولي. ومن جانبها، كتبت صحيفة (دي فيلت) أن موجة الأعمال الإرهابية التي استهدفت روسيا هزت كثيرا صورة بوتين الذي وعد بأن يجعل دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي من الدورات الأكثر أمنا في كل العصور. ومن جهة أخرى، خصصت الصحف الألمانية حيزا هاما من صفحاتها لأسطورة سباقات فورمولا واحد الألماني مايكل شوماخر الذي مازال وضعه حرجا للغاية، مستحضرة البيان المقلق الذي نشره الطاقم الطبي الذي يشرف على علاجه. وفي هذا الصدد، كتبت (برلينغ تسايتونغ) أن حالة شوماخر (44 سنة) "أخطر مما كان متوقعا خاصة بعد إعلان أطبائه أنه مازال في غيبوبة بعد قضائه ليلتين في مستشفى غرينوبل، بين الحياة والموت". وفي إيطاليا، خصصت غالبية الصحف، صفحاتها الأولى، للوضعية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث كتبت صحيفة (الميساجيرو) أن 24 عائلة ايطالية اضطرت إلى البقاء مع أطفالها بالتبني بمقر إقامتها بدار للأيتام على بعد 15 كلم من مطار كينشاسا، حيث لقي عشرة أشخاص مصرعهم في مواجهات بين المتمردين وقوات الأمن. ومن جهتها، نقلت (لاريبوبليكا) تصريحات للأزواج المحاصرين الذين قال بعضهم إنهم جاءوا إلى الكونغو باعتبارهم آباء بالتبني فإذا بهم يجدون أنفسهم وسط حرب، مذكرة بأن هذه العائلات تعتزم تبني نحو 30 طفلا لكن السلطات أوقفت الإجراءات المتعلقة بهذه العملية لمدة سنة. وفي السويد توقفت الصحف بدورها عند الاعتداءين اللذين وقعا بفولغوغراد، وأيضا عند خبر إطلاق إسرائيل سراح 26 معتقلا فلسطينيا، وكذا الحالة الصحية لأسطورة الفورمولا واحد مايكل شوماخر. وفي بريطانيا، واصلت الصحف تركيز اهتمامها على قضية الهجرة والخوف من تدفق أفواج المهاجرين البلغار والرومانيين إلى المملكة المتحدة ابتداء من فاتح يناير 2014، والذي يصادف وقف الحظر المفروض عليهم للإقامة والعمل في أي بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي كمواطنين أوروبيين. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن الاتهامات التي وجهها أعضاء حزب المحافظين الحاكم إلى نظرائهم في حزب الليبراليين الديمقراطيين، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، بخصوص عرقلتهم التدابير التي يقترحها رئيس الوزراء المحافظ، ديفيد كاميرون، من أجل الحد من تدفق المهاجرين الرومانيين والبلغار إلى بريطانيا، حيث يعتبر أن هذه التدابير تعرقل تنفيذ القانون الأوروبي المتعلق بحرية تنقل الرعايا الأوروبيين. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الديلي تلغراف) إلى الموضوع ذاته من خلال الإشارة إلى إحداث السلطات البلغارية لوكالة متخصصة بشؤون الهجرة في اتجاه المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن مكاتب هذه المؤسسة تقدم شروحا للمرشحين للهجرة بخصوص كيفية الاستفادة من نظام التغطية الاجتماعية البريطاني. وأبرزت الصحيفة، في السياق ذاته، سعي رئيس الوزراء البريطاني إلى عرقلة حصول الأفواج الجديدة من المهاجرين الأوروبيين على التعويضات الاجتماعية إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على وصولهم. ومن جانبها، نشرت صحيفة (الاندبندنت) رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء مجموعة من البرلمانيين المحافظين، يطالبون فيها بحماية المملكة المتحدة من موجة المهاجرين الرومانيين والبلغار المنتظر تدفقها على البلاد. وأشارت إلى اقتراحهم بالإبقاء على القيود المفروضة على رعايا البلدين إلى غاية سنة 2018 بسبب "الظروف الاقتصادية الاستثنائية". ويشدد مشروع الهجرة البريطاني الجديد، الذي قدم للبرلمان، شروط حصول المهاجرين على السكن والخدمات البنكية، كما ينص على الحد من ولوجهم إلى الخدمات الصحية والسكن الاجتماعي والتعويضات عن البطالة. وفي روسيا، قالت صحيفة (ازفستيا) إنه على الرغم من الهجمات الأخيرة التي شهدتها فولغوغراد، ستتوجه مجموعة من المشجعين من كرواتيا إلى سوتشي بالدراجات لحضور دورة الألعاب الاولمبية. وكتبت صحيفة (موسكوفسكي كومسموليتس) أن محطة القطارات بمدينة فولغوغراد أثارت انتباه الإرهابيين لأن مطار المدينة كان متوقفا بشكل مؤقت عن العمل بسبب الأمطار الجليدية والضباب. وركزت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا)، في تعليقها عن أهم أحداث 2013 ، على الاحتجاجات غير المسبوقة في حجمها بالعاصمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن الحشود المشاركة في الاحتجاجات اصطدمت بمشكلة افتقارها إلى قادة سياسيين قادرين على النهوض بمهمة إصلاح البلاد، فيما تمكن الرئيس يانوكوفيتش من استغلال هذا الوضع للحصول على تنازلات من روسيا والاتحاد الأوربي على حد سواء.