أعلنت روسياوالولاياتالمتحدة أنهما أجرتا، الأربعاء، عملية تبادل بين سجينين هما عنصر المارينز الأمريكي السابق تريفور ريد والطيار الروسي كونستانتين ياروشنكو، على الرغم من تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وتريفور ريد، البالغ 30 عاما والمتحدر من تكساس، كان مسجونا في روسيا منذ العام 2020. أما ياروشنكو، البالغ 53 عاما، فكان مسجونا في الولاياتالمتحدة بموجب حكم بالحبس 20 عاما صدر بحقه في العام 2011. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على تلغرام، إن عملية التبادل جاءت "نتيجة لمفاوضات طويلة". وفي مشاهد بثّها التلفزيون الروسي خرج ياروشينكو من طائرة أمريكية إلى مدرج مطار مضاء بنور الشمس ويرتدي قميصًا ويرافقه رجلان يرتديان بدلات داكنة. في الوقت نفسه، خرج ريد من طائرة مقابلة لها مع حارس يحمل حقائب. وسار الرجلان متجاوزين أحدهما الآخر، كل منهما في طريقه إلى طائرة الآخر. وقال والد المارينز جوي ريد إن تريفور نُقل هذا الأسبوع إلى سجن في موسكو، وإن عملية التبادل تمت على مدرج مطار في تركيا، مضيفا "توقّفت الطائرة الأمريكية بجانب الطائرة الروسية وتم إطلاق السجينين بشكل متزامن على غرار ما يحصل في الأفلام". وطالبت عائلة ريد، في بيان، باحترام خصوصيتها، إذ يعاني ابنهم من مشكلات صحية "ناجمة عن الظروف المزرية التي تعرض لها في سجنه الروسي". وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، أن المفاوضات تطلبت "قرارات صعبة". وقال بايدن إن "المفاوضات التي سمحت لنا بإعادة تريفور إلى الوطن تطلبت قرارات صعبة لا أستخف بها... عودته الآمنة شهادة على الأولوية التي توليها إدارتي لإعادة أمريكيين محتجزين رهائن ومعتقلين ظلما في الخارج إلى الوطن". ورحّب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بعملية التبادل. وجاء في بيان له: "يسرّني أن أعلن الإفراج عن المواطن الأمريكي تريفور ريد، الذي اعتُقل من دون وجه حق في روسيا". وتابع: "ملتزمون ضمان تحرير كل المواطنين الأمريكيين المعتقلين من دون وجه حق في الخارج". وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم كشف هويته إن عملية التبادل لا تعكس أي تحسن في العلاقات بين البلدين، وإن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها الكامل لأوكرانيا. وأشار المسؤول إلى أن عملية التبادل "لا تمثل أي تغيير – صفر تغيير – على صعيد مقاربتنا للعنف المروع في أوكرانيا". وأوضح أن "هذه المحادثات، التي أجريت مع الروس والتي أفضت إلى عملية التبادل هذه، اقتصرت حصرا على هذه المواضيع ولم تتخللها محادثات أوسع نطاقا". وقال إن الولاياتالمتحدة كانت قد بدأت محادثات مع روسيا قبل أشهر، على الرغم من تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وريد طالب وعنصر سابق في مشاة البحرية الأمريكية المارينز، حكمت عليه محكمة روسية في يوليوز 2020 بالحبس تسع سنوات لإدانته بالاعتداء على شرطي تحت تأثير الكحول. ولدى سوقه حينها إلى مركز الشرطة أفاد العناصر بأنه أمسك بذراع أحد الشرطيين؛ ما أدى إلى انحراف السيارة عن مسارها، ولكم شرطيا آخر في البطن. إضراب عن الطعام وأصر ريد على براءته بالقول إنه لا يذكر الواقعة. وبعدما أودع السجن في جمهورية موردوفيا الروسية، الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر إلى جنوب شرق موسكو، بدأ ريد إضرابا عن الطعام احتجاجا على ما وصفه بأنه انتهاك لحقوقه. وقال، حينها، محاميه سيرغي نيكيتنكوف إن موكله وضع مرارا في حبس إفرادي ومنع حراس السجن تسليمه أي رسائل. والأربعاء، صرّح المحامي لوكالة "إنترفاكس" الإخبارية بأن موكله لم يطلب العفو. وقال المحامي: "هو يوافق على عملية التبادل"؛ لكنه "في الوقت نفسه لا يقر بأي ذنب". وأفاد التلفزيون الرسمي الروسي بأن ياروشنكو وصل إلى روسيا. وعرض مشاهد ظهر فيها يمسح عينيه لدى صعوده إلى الطائرة في تركيا، ولدى قيام طبيب بفحصه. وكان قد أوقف في ليبيريا في 2010، ثم نُقل إلى الولاياتالمتحدة حيث حُكم عليه في شتنبر 2011 بالحبس 20 عاما. وقال محاميه أليكسي تاراسوف، في تصريح لوكالة ريا نوفوستي الإخبارية: "أعتبر أن ما حصل هو معجزة في عيد الفصح". وأكد أن عملية التبادل جرت في بلد ثالث، "وكانت قيد الإعداد منذ فترة طويلة جدا". في يونيو، وجّهت عائلة ياروشنكو رسالة إلى بايدن تناشده فيها بالعفو عنه. وقالت فيكتوريا، زوجة ياروشنكو، في تصريح لوكالة ريا نوفوستي، إن عملية التبادل تمت في تركيا وإنها بانتظاره في مطار موسكو. وبث التلفزيون الروسي مشاهد للقاء المؤثر لياروشينكو بزوجته فيكتوريا وابنتهما إيكاترينا في أحد مطارات موسكو. وكان تبادل السجناء على جدول الأعمال في القمة التي عقدها بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف في يونيو. وحينها، ألمح بوتين إلى أن قضية ريد يمكن أن تحل سريعا، واصفا السجين الأمريكي بأنه "سكير ومسبب للمشاكل". ويقبع في السجون الروسية أمريكي آخر هو بول ويلان، وهو عنصر أمن سابق في شركة لقطع غيار السيارات، يمضي عقوبة بالحبس 16 عاما لإدانته بتهمة التجسس. وأشار بايدن، في بيان، إلى قضيته قائلا: "لن نستكين إلى أن يعود بول ويلان وغيره، على غرار تريفور، إلى أحضان عائلاتهم وأصدقائهم".