قال عصام احميدان، الباحث المتخصص في الفكر الشيعي، إن البيان الأخير الذي دعا من خلاله الأكاديمي، عبد الصمد بلكبير، إلى تطبيع المغرب لكافة علاقاته مع إيران، لا يبتعد عما كان دائما يشير إليه، عبر منبر هسبريس، سواء في فترة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، أو فترة الرئيس الحالي حسن روحاني. وأكد احميدان، وهو رئيس تحرير الخط الرسالي، في تصريحات لهسبريس، أن "المغرب الرسمي قد يكون تباطأ كثيرا في حلحلة العلاقات المغربية الإيرانية، وإخراجها من حالة القطيعة إلى مستوى التفعيل العقلاني والواقعي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين". ويشرح المتحدث بأن "المشكلة كانت بين الحكومة الإيرانية السابقة، ولا علاقة للحكومة الحالية بها، كما أن الغرب الذي كان يدعو إلى عزل إيران شرع في إعادة ترتيب علاقاته معها، بل إن العديد من دول الخليج بما فيها البحرين تسعى لإعادة ترميم علاقاتها بإيران". وأفاد احميدان، أنه لم يعد ممكنا اليوم إدارة الظهر لمنطقة الشرق الأوسط التي تؤثر بشكل واضح على مجريات الحياة السياسية والاقتصادية بمنطقة شمال إفريقيا، كما أن جل الدوائر الرسمية الأوروبية والأمريكية لها أقسام بالخارجية تتعاطى مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كوحدة، لا كمنطقتين متمايزتين". وزاد الباحث الشيعي بأنه "في الوقت الذي يؤيد فيه ما تفضل به الأستاذ عبد الصمد بلكبير، إلا أنه يرى أن التغيير لا يجب فقط أن يطال العلاقات المغربية الإيرانية وحدها، بل أيضا إعادة التموقع الاستراتيجي المتوازن للمغرب في مشهد العلاقات الدولية بالعالم". وتابع احميدان أن إعادة التموقع بشكل متوازن سيتيح للمغرب ضمان المناورة وحرية الحركة بين المحاور، وهو المدخل الوحيد لتأمين استقلالية القرار الخارجي، والإفلات من لعبة المحاور الدولية والإقليمية" وفق تعبير الباحث المغربي. واسترسل بأنه "من المفيد تطوير العلاقات مع روسيا والصين وأمريكا اللاتينية، في إطار مجموعة دول "البريكس"، دون أن يعني ذلك التخلي عن الشراكة مع أوروبا وأمريكا ودول الخليج، وهي ما كانت تطلق عليها حكومة التناوب، في فترة السيد عبد الرحمن اليوسفي، "سياسة تنويع الشركاء". وكان الأكاديمي، عبد الصمد بلكبير، قد دعا أخيرا إلى "الإسراع في تطبيع العلاقات مع إيران على جميع المستويات"، مبينا أن "نفوذ إيران الدبلوماسي اليوم هو أقوى ممن نراهن عليهم في الغرب"، مثمنا ما أسماه "انتصار إيران إدارة وشعبا، على الإمبرياليات وتوابعها الرجعية".