خصصت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، حيزا واسعا من اهتماماتها لإعلان مجلس الوزراء المصري أمس جماعة الإخوان المسلمين رسميا "منظمة إرهابية"، كما رصدت مستجدات الوضع في دولة جنوب السودان والتطورات العسكرية والأمنية في اليمن وحوار التوافق الوطني في البحرين واعتداءات جيش الاحتلال على قطاع غزة، وقضايا الفساد التي انفجرت مؤخرا في تركيا. فبخصوص إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، كتبت صحيفة (الحياة)، الصادرة من لندن، أن الحكومة المصرية أعلنت إلى جانب ذلك محاكمة قيادات الجماعة وأعضائها بتهمة الإرهاب وفق المادة الرقم 86 من قانون العقوبات التي تتضمن عقوبات تتراوح بين السجن 5 سنوات وتصل إلى الإعدام. وأضافت أن القاهرة أكدت أن القرار السابق بحل الجماعة يسري على حزبها (الحرية والعدالة)، مبرزة أن الحزب "لا يعدو أن يكون الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والحكم الصادر (في شتنبر الماضي) يقضي بأن كل من ينتمي إلى تنظيم الإخوان محظور، وسنطبقه بحذافيره". واعتبرت صحيفة (الشرق الأوسط)، من جهتها، أن مصر أغلقت أمس الباب أمام جماعة الإخوان المسلمين بإعلانها (جماعة إرهابية)، في أول قرار من نوعه في حق الجماعة منذ تأسيسها عام 1928، مشيرة إلى اتهام الحكومة المصرية للإخوان بتنفيذ الهجوم الانتحاري الذي أدى إلى مقتل 16 وإصابة 140 معظمهم من الشرطة، بمدينة المنصورة شمال القاهرة، مساء الاثنين الماضي. وذكرت صحيفة (العرب)، من جهتها، أن القرار جاء بالتزامن مع تصعيد نوعي للجماعة باتجاه العنف، مستخدمة جماعات تابعة لها في تنفيذ عمليات تفجير وقتل، تستهدف رموز الدولة المصرية، وترمي مرحليا إلى ترهيب الشعب المصري لثنيه عن المشاركة في الاستفتاء الوشيك على الدستور. وأبرزت الصحيفة أن جماعة الإخوان وضعت مخططا تفصيليا لموجة غير مسبوقة من التفجيرات في عديد الأماكن بمصر، بهدف عاجل هو إفشال إجراء الاستفتاء على الدستور ، وأيضا منع إنعاش القطاع السياحي، وتثبيط رغبة المستثمرين في المجيء إلى البلاد لإحداث أزمة اقتصادية وأخرى اجتماعية بغاية إرباك الحكومة. وفي السياق ذاته، كتبت يومية (الأهرام) المصرية، في أعلى صفحتها الأولى، باللون الأحمر، عنوانا تقول فيه"رسميا.. الإخوان جماعة إرهابية"، حيث أشارت إلى أنه تم تكليف الجيش بحماية المنشآت العامة، والشرطة بتأمين الجامعات، ومعاقبة كل من يشترك أو يروج أو يمول الجماعة، وإخطار الدول العربية بالقرار. ومن جانبها، خصصت (الجمهورية) مقالها الرئيسي تحت عنوان "مجلس الوزراء: الإخوان جماعة وتنظيم إرهابي" للموضوع ذاته، فيما عنونت (الشروق) مقالها ب"الإخوان جماعة إرهابية"، متحدثة عما صرح به مصدر أمني بخصوص القبض على كل من يثبت انتماؤه للجماعة، أو يشترك في تظاهراتها وتجمعاتها. واتفقت يوميتا (الوطن) و(اليوم السابع) على اختيار عنوان موحد للحديث عن إعلان تنظيم الإخوان جماعة إرهابية وهو:"رسميا: الحكومة تعلن الإخوان جماعة إرهابية"، حيث تحدثت (الوطن) عن كون رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، صرح لها بأن "القرار جاء في وقته وبتوصية من النائب العام"، مضيفة أن مصدرا قضائيا كشف لها عن كون قانون الإرهاب سيصدر خلال أيام. وفي مقال بعنوان "إعلان إخوان مصر تنظيما إرهابيا"، كتبت صحيفة (الدستور) الأردنية، "اليوم يتبدد حكم الإخوان وآثاره، وتتبدد فرصة التحول الديمقراطي التي بشر بها الربيع العربي، بسبب الإخوان وليس غيرهم، وها هم يعلنون تنظيما إرهابيا في مصر، ومعنى هذا استحقاقات كبيرة وحظر على الأنشطة ومصادرة للأملاك وتعاون دولي في ذلك". وفي مقال آخر بعنوان "مصر : الصدام مع شباب الثورة"، قالت الصحيفة إن "أمن مصر مستهدف من الداخل والخارج، وهناك من يحاول أن يعيد إنتاج مظاهر القتل والدمار التي نشهدها في العراق وسورية. وفي ظل الانقسام السياسي الذي تعيشه مصر منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وحالة الفوضى التي تبعتها ومحاولة إفشال خريطة الطريق من قبل ائتلاف القوى المناهضة للحكومة الانتقالية، فإن الأجواء مرشحة للتأزم قبل استحقاق الاستفتاء على الدستور وإحياء ذكرى ثورة 25 يناير الشهر المقبل". وعلى صعيد آخر، وفي ما يتعلق بمستجدات الوضع في دولة جنوب السودان، كتبت صحيفة (الخرطوم) أن "المشهد في جنوب السودان يتجه نحو تعقيد جديد، وهو التعقيد الذي سينتج عن محاولات حلول الأزمة التي اندلعت..المفاجأة التي لم يكن يتحسب لها رئيس دولة الجنوب سلفاكير، أن يتمكن خصومه من الهرب من عينه وقبضته، ثم بعد ذلك الاستدارة ومواجهته بشراسة عبر قوات متمكنة وعبر تحالفات مع متمردين أطلا عليه من الغابة من بينهم بيتر قديت ..كما أنه لم يكن يحسب جيدا وجود المجتمع الدولي الذي بات قادرا على المراقبة والمتابعة والإحصاء والحصول على المعلومات". ومن جهتها أكدت صحيفة ( السوداني) أن "الصراع في جنوب السودان مع كل صباح يلقي بضلاله على المشهد في الخرطوم من الناحية السياسية والأمنية لان السودان من أكثر الدول تأثرا بما يحدث من اضطرابات في هذا البلد الجار"، معتبرة أن ما يجري هناك صراع على السلطة ولا يدور في محتواه الضيق بين الدينكا والنوير، لكنه يمكن أن يقود إلى حرب أهلية مستعرة مثلما حدث في رواندا. أما صحيفة (التغيير)، فقد رأت أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي يجيز استخدام القوة بشأن الوضع في جنوب السودان ، "جاء متأخرا بعد أن وقع الفأس على الرأس"، مبرزة أنه "كانت أمام المجلس فرصة كافية للضغط على طرفي الصراع والعمل على دخول الفرقاء مبكرا في الحوار الذي يدعو له الآن في ظل أجواء مسمومة، ولكنه آثر أن ينتظر متفرجا حتى تحصد كل هذه الأرواح البريئة، وأن يدخل مواطنو الجنوب المنكوبين إلى دورة جديدة من الصراع". ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف السودانية بالجدل الدائر بخصوص تنظيم الانتخابات المقبلة، حيث قالت صحيفة (الرأي العام) إن ما أثير مؤخرا حول إمكانية إجراء الانتخابات القادمة بنهاية العام المقبل دون وضع دستور دائم للبلاد بدلا من الدستور المؤقت المعمول به حاليا، "خطوة بمثابة صب الزيت على نار الوضع السياسي الحرج بالبلاد لجهة ضرورة الاتفاق على الدستور من كافة فئات وأطياف الشعب السوداني". وتطرقت صحيفة (اليوم التالي)، في السياق ذاته، إلى رفض حكومة الخرطوم لمقترح تقدم به مبعوث أمريكي سابق للسودان يقضي بتأجيل موعد الانتخابات القادمة في السودان لمدة عامين. ولاحظت أن ما تضمنه المقترح من تبريرات بشأن هذا التأجيل يصب في صالح إنهاء العملية السياسية برمتها، لكن كون المقترح جاء من شخصية تعتبر الخرطوم أنها تتحمل جزءا من مسؤولية استمرار الخناق الاقتصادي الذي يعاني منه السودان، جعل الحكومة ترفض حتى مجرد الاطلاع عليه ودراسته.تطورات الأوضاع العسكرية والأمنية في اليمن، أبرزت صحيفة (الاولى) تأكيد حلف قبائل حضرموت الذي أطلق "الهبة الشعبية لطرد السلطات من حضرموت والمحافظات الجنوبية"، في بيان أمس، أن "حشودا هائلة من قبائل الشمال باللباس العسكري، سيتم نقلها الى حضرموت ومن تم الى المسيلة لقتال قبائل الحموم أحد مكونات الحلف"، مشيرة إلى حصول اشتباكات بخور مكسر في عدن، بين قوات الامن وافراد الحراك الجنوبي. كما أبرزت صحيفة (أخبار اليوم) دعوة قبائل حضرموت لقطع الطرقات والإمدادات عن الشركات النفطية، ووصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة المكلا، في وقت سيطرت فيه قبائل المنطقة على مراكز ونقاط أمنية. وأفادت صحيفة (اليمن اليوم) بسقوط عشرات القتلى والجرحى في جبهة حاشد بمحافظة عمران، في اشتباكات حصلت بعد اتفاق على الانسحاب من بعض المواقع، مشيرة إلى أن "حرب الحوثي وأولاد الأحمر تتجه نحو اللاعودة"، في حين أشارت (أخبار اليوم) إلى شن قبائل النصرة (سلفيون) لهجوم مضاد في حاشد "كسر الحوثيين"، بينما نزح المئات من حرض بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون. وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة (الاولى) أن الرئيس عبد ربه منصور هادي رفض رفضا قاطعا تعديل "وثيقة بنعمر" (وثيقة الحلول والضمانات)، مشيرة إلى تراجع الحزب الناصري عن معارضته للوثيقة، بينما نفى الحوثيون أن يكونوا وقعوا على أي اتفاق بخصوص تشكيل الدولة الفدرالية من 6 أقاليم. أما في البحرين، فقد اهتمت صحف (الوسط) و(الوطن) و(البلاد) و(الأيام) و(أخبار الخليج) بانعقاد الجلسة ال27 لاستكمال حوار التوافق الوطني بحضور ممثلي الحكومة وائتلاف الجمعيات الوطنية السياسية والمستقلين من السلطة التشريعية، وغياب المعارضة التي علقت مشاركتها في الحوار. وأوردت تصريحا لممثل الحكومة في الحوار، وزير التربية والتعليم، ماجد بن علي النعيمي، أشار فيه إلى أن الجلسة ناقشت بشكل مستفيض موضوع أولوية العمل السياسي في ضوء المتطلبات الدستورية في المرحلة المقبلة، وأن الأطراف الثلاثة اتفقت على اعتبار أن الثوابت والمبادئ والقيم تشكل أساسا ومرجعا للعديد من النقاط التي سيتم مناقشتها خلال الحوار. وفي قطر، نددت الصحف بالاعتداءات المتواصلة لجيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، والتي كان آخر فصولها سلسلة الغارات الجوية وعمليات القصف بالمدافع على مناطق مختلفة من القطاع، أول أمس الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء من بينهم طفلة. فتحت عنوان "إسرائيل تمارس إرهاب الدولة"، رأت صحيفة (الراية) أن عجز المجتمع الدولي على التعامل بحزم مع الانتهاكات الإسرائيلية المõتواصلة للقانون الدولي وعدم محاسبتها، عن جميع الجرائم وأعمال إرهاب الدولة والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني "يشجعها على مواصلة إرهاب الدولة ويطلق يدها لشن مزيد من الهجمات على المواطنين في قطاع غزة ومõواصلة حصارها غير القانوني وغير الإنساني المفروض على القطاع". وحذرت (الراية ) من أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة المحاصر واستمرار استهداف المدنيين الفلسطينيين وقتلهم "سيؤدي بالضرورة إلى مزيد من تفجر الأوضاع ومعاناة المواطنين في قطاع غزة، مما يستدعي من مجلس الأمن الذي من واجبه الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، سرعة التدخل للجم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني." وبدورها، أكدت صحيفة (الشرق) القطرية، في افتتاحيتها، أن الممارسات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل كل يوم على الأرض الفلسطينية المحتلة "باتت سلوكا يوميا معتادا من قوى غاشمة تبطش دون خجل أو وجل"، مبرزة أن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف جوي على شمال قطاع غزة، مساء أمس الاول الثلاثاء، "ليس إلا حلقة في مسلسل لا تلوح في الأفق نهايته". وشددت الصحيفة على أنه " لابد للعرب من وقفة وتوحيد الجهود العالمية والدولية من أجل وقف هذا العدوان المتكرر كل يوم على شعب أعزل يدافع عن حقه في إجلاء الاحتلال واستعادة أراضيه من مغتصبها، وتحقيق سلام عادل في المنطقة والتخلص من الشرور الإسرائيلية". ومن جهتها، سجلت صحيفة (الوطن) أن إسرائيل ظلت تواصل "استهتارها بما يقوم به المجتمع الدولي من جهود تهدف إلى إرساء وترسيخ وإنفاذ المبادئ والأسس التي يمكن بموجبها التوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة". وحول قضايا الفساد التي انفجرت مؤخرا في تركيا، كتبت صحيفة (الوطن) الإماراتية، تحت عنوان "تركيا :نار يحجبها الرماد"، أنه قبل أن تطفو فضائح الفساد على السطح في تركيا وتشكل أخطر تحد لحكم أردوغان قد يكون غليان تركيا والتذمر العريض في شارعها موجبا للتساؤل حول سبب اهتزاز الحكومة مع حوادث أبسط من ذلك بكثير، مضيفة أن آخر تلك الاهتزازات استقالة ثلاثة وزراء دفعة واحدة ودعوتهم أردوغان ليحذو حذوهم. وأشارت اليومية إلى أنه على "أردوغان وحزبه النظر للأمور من زاوية مختلفة، والكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى والحذر من تداعيات غير محسوبة العواقب من الجهة السورية، خاصة أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتكفيرية على بعد 100 متر فقط من الحاجز التركي، ويبقى الحل رهين بمدى مناعة وتحصين البيت الداخلي". ومن ناحية ثانية، تناولت الصحف الإماراتية موضوع قوى الإرهاب والتطرف التي ظهرت مع "الربيع العربي"، حيث تساءلت صحيفة (الخليج) "عما إذا كان خروج كل قوى التطرف والتكفير مع ما يسمى "الربيع العربي" مجرد صدفة"، و"عما إذا كان مجرد صدفة أن تخرج هذه القوى من تحت عباءة أحزاب الإسلام السياسي وتحديدا "الإخوان" بعد توليهم السلطة في مصر".