انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة ، اليوم الأحد، حول عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط نتيجة التعنت الاسرائيلي ،علاوة على تطرقها للأزمة السورية حيث تزداد الأوضاع الانسانية سوءا ،وكذا الاستحقاقات التي ستشهدها عدد من البلدان العربية ، والوضع الأمني في مصر والسودان . وهكذا ،عبرت صحيفة (الوطن)القطرية في افتتاحيتها ، عن استنكارها للإجراءات التي تتخذها إسرائيل ضد قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه لعضوية 15 وثيقة دولية وردا على قرار فلسطيني آخر بتفعيل إجراءات المصالحة الفلسطينية بإرسال وفد إلى قطاع غزة، مؤكدة على "أن ما قامت به إسرائيل من عقوبات ضد الفلسطينيين وأهمها وقف تحويل عوائد الضرائب بمثابة ابتزاز رخيص وقرصنة في وضح النهار تتم تحت سمع وبصر العالم ، وهو ما يدفع الفلسطينيين إلى اتخاذ مزيد من القرارات النوعية وترى الصحيفة أن لجوء الفلسطينيين إلى المنظمات الدولية "من شأنه توفير استراتيجية بديلة لتلك التي اعتمد عليها مسار تفاوض عقيم وهو ما يضع نقاطا على حروف مضامين التفاوض التي عمدت إسرائيل على اختزال بعضها ، وانتقاء ظالم لبعض آخر منها دون الالتفات للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وبتجاهل المرتكزات التي يقوم عليها حل الدولتين". في الشأن السوري ، استنكرت صحيفة (الراية) المخططات اليومية التي ينفذها النظام السوري ضد شعبه "الذي تحول إما إلى نازح أو مشرد بالداخل ولاجئ وجائع بالخارج" ، محملة النظام مسؤولية استخدام الغازات السامة من جديد "في محاولة للسيطرة على مدن وطرد الثوار منها باعتبار أنه يدرك أن المجتمع الدولي بجميع مؤسساته عاجز تماما عن مواجهته وإنقاذ الشعب السوري من ويلات حرب الإبادة التي لم تقف عند استخدام آلة الموت الحربية فقط ، وإنما تعداها لاستخدام التجويع الجماعي كوسيلة جديدة لتركيع الشعب" . وتعليقا على الانتخابات البرلمانية في العراق، لاحظت صحيفة ( الشرق) أنه مع اقتراب هذه الاستحقاقات ،" بدأت القوى السياسية في البلاد تتحرك وتنشط للتنسيق من اجل تشكيل تحالفات والتعاهد على مواثيق بين القادة السياسيين لرسم ملامح مرحلة ما بعد ظهور نتائج الانتخابات المقبلة التي ستنطلق في الثلاثين من الشهر الجاري". ويبدو من بوادر ما رشح عن خلاصة الاتصالات والتنسيق بين قادة القوى السياسية في العراق، تضيف الصحيفة ، أن معظم القوى المؤثرة في العراق "تسعى الى قطع الطريق امام نوري المالكي رئيس الوزراء ومنعه من الحصول على ولاية رابعة في هذا المنصب". وفي سياق ذي صلة ، خصصت الصحف الأردنية حيزا من اهتماماتها للانتخابات، الرئاسية والبرلمانية، التي ستشهدها عدد من البلدان عربية (لبنان، الجزائر، مصر، العراق..) ، متسائلة عما إذا كانت هذه الاستحقاقات ستساهم في بناء توافق وطني بهذه البلدان، أم أنها ستؤدي إلى تأجيج المواجهات بين مختلف الفرقاء. ففي مقال تحليلي بعنوان "موسم انتخابي عربي"، كتبت صحيفة (الدستور)، أن "أسابيع قلائل، وتكون الانتخابات الرئاسية والنيابية، قد وضعت أوزارها في أربع دول عربية: لبنان، سيختار رئيسا للجمهورية من بين كثرة من المرشحين ... مصر ستنتخب رئيسها كذلك، لا مفاجآت في الانتخابات المقبلة، فالمرشح عبد الفتاح السيسي، بدأ بتشكيل فريقه الرئاسي وحكومته المقبلة، الجزائر ستختار عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، كما تشير معظم الدلائل والمؤشرات ... فالمرشح الذي تدعمه المؤسسة العسكرية وماكينة الدولة البيروقراطية، فائز لا محالة". وأضافت أن "الغموض يكتنف الانتخابات البرلمانية العراقية ... فهي دون غيرها من الانتخابات، تبدو محملة بكل المفاجآت والتكهنات، التي يصعب معها الوصول إلى تخمينات واضحة"، معتبرة أنه "في الدول الأربع، ليس من المتوقع أن تكون الانتخابات سببا إضافيا لمزيد من الاستقرار، والتقدم على خطى الإصلاح والتنمية وبناء التوافق الوطني". من جهتها، كتبت صحيفة (السبيل)، تحت عنوان "زعماء إلى الأبد بالانتخابات"، أنه في "انتخابات على وقع النار والدم يريد نوري المالكي أن يصدق العالم وجود ديمقراطية في العراق، والحال نفسه في سورية وأقل منه في مصر التي ستجري انتخابات على وقع الاحتجاجات المستمرة. أما الجزائر فان انتخاباتها من نوع "أصر يصر إصرارا"، إذ إن سنوات بوتفليقة التي تجاوزت الثمانين لم تثنه عن الترشح، مصدقا أنه سيحكم بالفعل وليس غيره من وراء ستار. وفي ليبيا التي تبحث عن نفسها ولم تستطع بعد لملمة ذاتهاº فانتخاباتها المنتظرة ستجرى وسط السيطرة المتنقلة على الموانئ وتهريب النفط لإظهار ديمقراطية أسوأ من تلك التي كانت مخصصة للجان الثورية". وقالت إن "كل الانتخابات العربية المنتظرة ليس بمقدورها سوى اعادة انتخاب نفس الزعيم ليظل يحكم إلى الأبد، ...، ومع ذلك يكون مطلوبا من الشعوب تكبد العناء والتوجه للصناديق تحت طائلة المسؤولية، رغم معرفة النتيجة قبل الفرز دائما". و اهتمت الصحف المصرية بالوضع الامني في البلاد من التركيز على المبادرة التي اتخذها شيخ الأزهر لعقد مصالحة بين قبيلتي (الدابودية) و(الهلايل) في أسوان، إلى جانب تطرقها لمستقبل جماعة (الإخوان المسلمين) بعد إعلانها تنظيما ارهابيا . وفي هذا السياق ،أوردت يومية (الأهرام) مقالا تحت عنوان "الأزهر يقود حملة حقن الدماء في أسوان" متحدثة عن تشكيل احمد الطيب، شيخ الأزهر "لجنة للمصالحة وذلك بعد اجتماعات مكثفة للطيب مع ممثلي القبيلتين، وعدد من مشايخ القبائل في إطار الجهود الرسمية والشعبية للمصالحة". وخصصت يومية(الجمهورية) بدورها مقالها الرئيسي للحديث عن كون "الدابودية والهلايلة تعاهدوا على الصلح في لقاء الطيب"، حيث أخبرت الصحيفة ب"عودة الدراسة في 25 مدرسة لأول مرة" وذلك بعد الأحداث المسلحة التي اندلعت بن القبيلتين المتصارعتين وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا. ومن جانبها قالت يومية (الأخبار) إن "الطيب ينزع فتيل الفتنة (...) وقبائل أسوان تؤكد التزامها بالهدنة"، كما تحدثت صحيفة (الوطن) عن كون القبيلتين المتصارعتين اعتبرتا،بعد الصلح، أن كلمة شيخ الأزهر "سيف على رقابنا". من جهة أخرى، أوردت يومية (المصري اليوم) خبرا تقول فيه إن"جماعة الإخوان المسلمين تستعد للهجرة إلى قطر وتركيا"، فيما خصصت يومية(الشروق) مقالا لها في الصفحة الأولى للحديث عما إذا كانت النيابة العامة المصرية ملتزمة بتصديق الحكومة على قرار اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "إرهابية"، حيث أكدت الصحيفة أن "مصدرا قضائيا رفيع المستوى" صرح لها بأن "جهات التحقيق تتعامل مع الإخوان باعتبارهم إرهابيين". أما في السودان ، فاهتمت الصحف المحلية بالأوضاع الأمنية و السياسية والاقتصادية بالبلاد، حيث كتبت صحيفة ( الانتباهة ) أن " الصراع القبلي في دارفور أصبح أحد أهم المهددات الأمنية في الإقليم إن لم يكن السودان أجمع "،ملاحظة أن هذا الصراع أدى "إلى حصد المئات من الأرواح والآلاف من النازحين والمشردين والجرحى ، وكذلك إلى هروب رأس المال وضياع فرص الاستثمار والتنمية وفاقم إلى حد كبير تعقيد مشكلة دارفور"، ومتوقعة أن دارفور التي تميزت بتركيبة قبلية معقدة "مقبلة على وضع أكثر تعقيدا بفعل تصاعد وتيرة الصراعات القبلية". ومن جهتها، أكدت صحيفة ( اليوم التالي) أن المحور الأهم الذي يتحرك على أجندة الحوار الوطني ، الذي بدأت أولى ملامحه من خلال اللقاء التشاوري الأخير مع الأحزاب السياسية وباقي الفعاليات ، هو أزمة دارفور والحروب الدائرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، مبرزة أن الصراع الذي تمدد في دارفور قد ارتقى إلى مستوى الأزمة، عكس وضعية المنطقتين سالفتين الذكر وذلك لما يميز الحرب في دارفور من تعقيدات قبلية وسياسية قد أطالت أمد الصراع . أما صحيفة ( التغيير) فنشرت فقرات من تقرير أعدته مبعوثة أممية سابقة في السودان جاء فيه أن" قوات حفظ السلام المشتركة المشكلة من الاممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ( يوناميد) فشلت فشلا ذريعا في حماية المدنيين في دارفور حيث لم يشكل وجودها ، وفقا للتقرير ، أي مانع للأطراف للهجوم على المدنيين ، وهو أمر يدركه مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي وكذا واشنطن ، يضيف التقرير ، لكن ليست هناك أية مبادرة لإنهاء مهمة البعثة الاممية هناك وان الجميع يفضل الصمت إزاء ضعف اليوناميد " على صعيد آخر، انتقدت صحيفة ( الرأي العام ) سياسة الحكومة في المجال الزراعي ، مبرزة ان هذا القطاع "لا يعنيها في شيء وليس من أولوياتها " ، مبرزة أن " واقع السودان وما آل إليه الحال من انهيار هو نتيجة سياسات لا تضع الزراعة كأولوية ضمن سلم أولوياتها ولا تراها ذهبا أخضر ولا بترولا مزهرا ، (..) وأن مشاريع الأمن الغذائي في بعض ولايات السودان تفتقر إلى التخطيط والأهداف " . دبلوماسيا ، أشارت صحيفة ( الخرطوم ) إلى الزيارة التي يقوم بها ابتداء من اليوم وزير الخارجية السوداني علي كرتي إلى روسيا بدعوة من نظيره سيرجي لافروف ، موضحة أن كرتي سيطلع الجانب الروسي على تطورات الأوضاع في السودان بخصوص الحوار الوطني ومسار العلاقات بين الخرطوم وجوبا ، إضافة بحث السبل الكفيلة بتطوير العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات.