يومٌ واحدٌ من العاصفة المطرية، التِي أصدرتْ مديريَّة الأرصاد الجويَّة تحذِيرًا بشأنهَا، كانَ كافيًا ليميطَ اللثام عن واقعِ البنَى التحتيَّة بعددٍ من المدن المغربيَّة، وإرباكِ حركة السير بها، وقدْ غدتْ شوارعُهَا بمثابةٍ أنهارٍ جاريةٍ. مدينةُ طنجة، التِي كانَ لهَا نصيبٌ مهمٌّ من التساقطات، وتجاوزتْ بهَا اليوم سرعة الرياح 50 كيلومترًا في الساعة، لمْ تستطعْ بالوعتهَا أنْ تصرفَ مياه المطر، فما كان إلَّا أن طفتْ على الشوارع، بصورة عقدتْ حركة السير، وأضعفتْ حركة الأفراد ببني مكادة، بسبب مخلفات العاصفة التِي تعرفها عدَّة مدن مغربيَّة كتطوان وشفشاون والمضيق والفنيدق. مخلفاتُ العاصفة التِي عرفتْ معهَا عاصمة البوغاز تساقطات مهمَّة منذ صباح، اليوم الأربعاء، ورافقتها رياحٌ قوية، أدَّتْ إلى توقفِ حركة الملاحة البحريَّة فِي ميناء طنجةالمدينة، حيث تمَّ تأجيل الرحلات الرابطة بين طنجة وعدة مدن إسبانيَّة إلى حينٍ لمْ يفصحْ عنه بعد، ممَّا جعلَ عددًا من المسافرِين المتوجهِين صوبَ إسبانيَا يجدُون أنفسهم مضطرِّين إلى أنْ يعودُوا أدراجهم ريثما تتحسنُ حالة الطقس، فيما يممَ آخرون شطرَ ميناء طنجة المتوسط، لعلَّرحلات بحريَّة تنطلقُ من هناك. التساقطاتُ المطريَّة المهمَّة التِي لمْ تنجُ تطوان المجاورة لهَا، من الفيضانات التِي أعقبتها، أذكتْ المخاوف من تكرار سيناريُو فيضان منطقة مغوغة الصناعية، قبل سنواتٍ، وإسفاره عن خسائر فادحَة، مما جعلَ تم تقسيم المدينة إلى أربعة مناطق، سخرت لكل منطقة منها إمكانيات بشريَّة ولوجستية، حجتْ منذُ صباح اليوم، كيْ تتم السيطرة على الوضع، وفقَ ما أوردهُ مسؤول عن شبكة الصرف الصحي بشركة النظافة بموجب التدبير المفوض، رشيد السلمونن مؤكدًا عدم تسجيل اختلالات كبيرة في الشبكة. وفِيمَا يعزُو بعض المسؤولين عاملَ علو المد وحيلولته دون صبِّ التساقطات فِي البحر، أعربَ عددٌ من السكان عن استيائهم حيال العجز الذِي يتكرر سنويًّا في احتواء التساقطات المطريَّة، التي يندر أنْ تمر دون أن تخلفَ خسائر ماديَّة. من جانبها، رجح قسم التوقعات بمديريّة الأرصاد الجويَّة تجاوز سرعة الرياح 60 كيلومترًا في السرعة، واحتمال بلوغها 80، على أنْ تتجاوز التساقطات 60 ميليمترًا بالمدن الشماليَّة، كانتْ المديريَّة قدْ توقعت أمسن أنْ تتخطَّى المائة مليمترًا.