تسببت التساقطات التي شهدتها بلادنا يوم الثلاثاء الأخير، في فيضانات في مجموعة من المناطق وبالخصوص في الشمالية، نتج عنها فقدان شخص وخسائر مادية متفاوتة. وأعلنت القيادة الجهوية للوقاية المدنية بولاية طنجة تطوان، بأن شخصا في عداد المفقودين، بعد أن جرفته السيول القوية لواد لاو بإقليم تطوان، مبرزة أن الضحية الذي حاول عبور الوادي جرفه التيار القوي للمياه التي ارتفع منسوبها بفعل الكميات الهائلة من الأمطار التي شهدتها المنطقة. كما أسفرت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة مرتيل، عن تدفق هائل للسيول عجزت مجاري المياه عن استيعابه مما أدى إلى فيضانات غمرت كلية الآداب، واكتسحت المنازل السفلية في عدة أماكن، وشلت حركة السير في مجموعة من الطرق الحضرية. ولم تكن طنجة بمنأى عن الأمطار الغزيرة إذ فاقت فيها 65 ملم في أقل من 12 ساعة، وكانت مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية، تسببت في فيضانات ببعض الأحياء وعرقلة حركة السير بمدار دار التونسي ومدار تطوان، وعند مدخل المدينة قرب اكزناية، كما أدت التساقطات القوية إلى ارتفاع منسوب واد السواني الذي خرجت مياهه عن مسارها، مخلفة خسائر في البنية التحتية القريبة. وأفادت مصادرنا، بأن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضان واد مغوغة وأن مياهه غمرت بعض المنازل بأحياء بني مكادة، مسنانة، امغوغة، حومة الشوك، بنديبان. وليس ذلك فقط، بل أرغم الخوف من الفيضان، أرباب معامل قريبة من مجرى الوادي، على نقل سلعهم ومعداتهم إلى الطوابق العليا لمعاملهم تحسبا لأي طارئ. وقامت عناصر الوقاية المدنية بتنسيق مع السلطات المحلية بمدينة طنجة وتطوان والفنيدق، بنشر مجموعة من وحدات المراقبة على مستوى المناطق المهددة بخطر الفيضان من أجل التدخل الاستباقي، بالإضافة إلى نشر عتاد الإنقاذ وتجهيزات التدخل السريع كالقوارب المطاطية والمسطحة. وتوقعت كتابة الدولة المكلفة بالماء أن تعرف السدود الرئيسية الكبرى نسبة ملء تتجاوز 72 في المائة أي بزيادة 6 في المائة، مشيرة إلى أن نسبة الملء في العديد من السدود فاقت 80 في المائة مثل سد المنصور الذهبي 93.6 في المائة، ويوسف بن تاشفين 90.6 في المائة، وسد المسيرة 93.5 في المائة، وسد محمد الخامس 84.9 في المائة، وسد 9 أبريل 89.7 في المائة. ولفتت كتابة الدولة المكلفة بالماء الانتباه إلى أن السدود أصبحت مهددة بحجم هذه التساقطات المطرية والثلجية التي تتجاوز حقينتها، مما يفرض إطلاق هذه السدود في الأماكن المجاورة تفاديا لأية خطورة محتملة. وأفاد محمد بلعوشي من مديرية الأرصاد الوطنية، بأنه ابتداء من يومه الجمعة ستظهر بعض الانفراجات الواسعة على السهول الغربية تمتد إلى المناطق الداخلية ليستقر بعدها الطقس تدريجيا، وسوف يستمر ذلك إلى حدود يوم الأربعاء المقبل. وأضاف بلعوشي في تصريح لبيان اليوم، أنه سيلاحظ انخفاض في درجات الحرارة أثناء الليل خاصة فوق الهضاب والمرتفعات، وأنه خلال هذه الفترة، يرتقب أن ينتشر الصقيع في آخر الليل وبداية الصباح في الهضاب المناطق الداخلية. وأفادت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن مقاييس التساقطات المسجلة على الصعيد الوطني في اليومين الأخيرين، بلغت بشفشاون 92 ملم، العرائش 53 ملم، تازة 49 ملم، ابن سليمان41 ملم، تارودانت، 38ملم، تطوان 35 ملم، أكادير المسيرة 34 ملم، مكناس32 ملم، فاس31 ملم، الحسيمة28 ملم الرباط 24 ملم، فيما لم تسجل بالدار لبيضاء سوى عشرة مليمترات.