غريب وطريف ما فاجأتنا به وسائل الإعلام في هذه الأيام السالفة، من اجتماع طائفة من صفوة الناس لمناقشة فوائد القنب الهندي (الكِيف)‼ في أفق العمل الجاد على تقنين التعامل معه، وترسيم وجوده، والاعتراف بفضائله وبركاته...‼ واستعانوا لتحقيق هذا المقصد بخبراء من بلاد نائية، غرباء في كل شيء بما في ذلك مظهرهم الذي يوحي بالتشرد واللامبالاة‼‼ والغريب أن يعمى هؤلاء القوم عن الدراسات العلمية الجادة الكثيرة والمتطورة، وعن تقارير المنظمات الصحية العالمية وغير العالمية... التي تبين مصائب هذه النبتة، وتجلي مخاطر ما يشتق منها من السموم القاتلة، والمواد الفتاكة...‼ بل الغريب أن يعمى هؤلاء السادة عن الآلاف من شبابنا المعتوهين بسببها، الفاشلين اليائسين ببركتها، المدمَّرين بشرها وشررها... والأشد غرابة ألا نلقي بالا للأعداد الهائلة من الأسر التي أصيبت حياتها بالدُّوار، وعلاقاتها بالبوار، وناشئتها بالدمار... بسبب (الكِيف) ومشتقاته‼‼ وليس من الغريب أن ينسى القوم أن الخمر، وهي أم الخبائث، قد ذكر الله تعالى ما لها من الفوائد ولكنه نبه على شرها المستطير وفسادها منقطع النظير (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) البقرة 219، ثم حسم سبحانه الأمر قائلا: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة 90. ألم يخطر ببال هؤلاء القوم أن يتحدثوا عن مضارها ومخاطرها‼ أم يريدون أن يُعِدّ كل مغربي مدخنته (السبسي) لينال من فوائده‼ وأن يهيء كل شاب (لفافات) للنهل من بركات الكيف ونشواته‼ عجيب وغريب أن يسعى الناس في العالم للحد من المخدرات والمسكرات والمفترات وما جاورها، وأغلبهم لا يحل حلالا ولا يحرم حراما، في حين يسعى أناس من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا للتطبيع مع الخبائث‼‼ حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله