تخليدا للذكرى العاشرة لإدراج الرباط في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، شهدت قصبة الأوداية احتفالا حضرته المديرة العامة لليونسكو أودريه أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، ومدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، وثلة من الشخصيات المغربية والأجنبية. ونوهت أزولاي بالالتزام القوي الذي انخرط فيه جميع الفاعلين المغاربة لصيانة التنوع والتعدد الذي تتميز به العاصمة الرباط وتثمين تراثها الغني، معتبرة أن الجهود المبذولة على هذا الصعيد تعد "مصدر فخر للمغرب". وخلال السنة الجارية، ستشهد الرباط تنظيم عدد من الأنشطة المندرجة ضمن التعريف بتراث المدينة وصيانته، حيث ستنظم مؤتمرات وحملات تحسيسية، وورشات، إضافة إلى تعبئة مجموعة من الدبلوماسيين الشباب في هذا المجال. وأكدت أزولاي أن اليونسكو ستواكب مختلف الأنشطة التي سيتم القيام بها، في إطار التعاون القائم بين المؤسسة الأممية والمملكة المغربية، مشيرة إلى أن الثقافة تعد محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة. وتضم الأنشطة التي ستحتضنها الرباط خلال الفترة ما بين مارس وشتنبر 2022، برنامجا تربويا خاصا بالشباب، يهدف إلى تحسيسهم بأهمية التراث العالمي والحفاظ عليه، وتقوية التعاون بين الأساتذة وبين الباحثين المتخصصين في هذا المجال. كما ستحتضن العاصمة خلال شهر أبريل المقبل لقاء علميا حول التراث غير المادي، إضافة إلى برنامج للتحسيس بأهمية التراث خاص بالمدارس خلال الفترة بين أبريل وماي، وفي الشهر نفسه ستنظم ورشة تقنية حول دور التراث غير المادي في الدبلوماسية الثقافية. وأعلنت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للعلم والثقافة عن قرب افتتاح كرسي اليونسكو بمدرسة الهندسة بالجامعة الدولية للرباط، من أجل تقوية إدماج بعد التراث في استراتيجيات التنمية. وأشارت المتحدثة إلى أن من بين مميزات مدينة الرباط كمدينة مندرجة في قائمة التراث العالمي، الحوار والتفاعل الموجودان والمستمران بين القديم والحديث، مبرزة أن التوجه نحو الجديد يقتضي فهم القديم واستيعابه وتثمينه. من جهته، قال محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن العاصمة الرباط تختزن تراثا غنيا يتيح للمواطنين المغاربة اكتشاف التنوع والغنى الثقافي والتاريخي لبلدهم. وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أن العاصمة الرباط تشكل ملتقى لمختلف روافد الهوية المغربية، مبرزا أن المملكة ستظل دائما بلدا منفتحا ومفتوحا في وجه الجميع، منوها بالدور البارز الذي تلعبه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة في صيانة التراث العالمي.