أفضى لباس العارضة البرازيلية، "فرناندا ليما"، في قرعة كأس العالم إلى حدوث جلبة عارمة في وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية في إيران، حيث قال البعض إنه "كان ينبغي عليها أن تستر جسدها بحجاب"، فيما بادر آخرون إلى الدفاع عن العارضة الفاتنة. الإيرانيون يعشقون كرة القدم، ولكن تلك المشاهد الحية التي بثت على شاشة التلفزيون الرسمي في إيران ضمن حفل قرعة كأس العالم، هزت الرأي العام الداخلي، رغم محاولات جاهدة لحذف كل المشاهد التي ظهرت فيها العارضة "فرناندا ليما". وقال عادل فردوسي، مقدم البرنامج، "يجب أن نكون صادقين، فلباس السيدة التي قدمت قرعة كأس العالم يتعارض مع مبادئنا التوجيهية فيما نبثه على التلفاز الوطني بشكل مطلق". ومن الممارسات العادية للإعلام الرسمي في إيران فرض الرقابة على كل أشكال الانحلال، وطمس أو حتى تغيير عبر "المونتاج" ملابس المرأة، لجعلها أكثر قبولا واحتراما للذوق العام. ورغم محاولة الحذف، لم يكن الإيرانيون سعداء بما شاهدوا على التلفاز، حيث انتشرت بشكل سريع جدا رسوم كاريكاتير على "تويتر" و"الفايسبوك" تحث "ليما" على ارتداء الحجاب، قبل الدخول عبر الشاشات لمنازل الإيرانيين. ونشر العديد من المواطنين الشكوى على صفحات الفايسبوك حول خيارها الفاضح في اللباس. وكتب أحدهم: "هل سيقتلك أن تختاري ارتداء ثوب لائق حتى نتمكن من مشاهدة القرعة أيضا". وتلقت صفحة "فيرناندا ليما" على الفايسبوك العديد من التعليقات الهجومية. وخارج إيران، كان اسم العارضة هو الأكثر تداولا على تويتر، بشكل عكسي تماما، مع أكثر من 70 ألف تعليق كلها تمدح مظهرها الجميل. وليست هذه أول مرة تثير عارضة أو مغنية امتعاضا بهذا الشكل، فقد كان الفيديو الأخير لمايلي سايرس، الذي انتشر وحصد أكثر من 100 مليون مشاهدة خلال يومين سببا في انتقادات واسعة بأمريكا، والتي ظهرت به المغنية شبه عارية، وسببت جلبة واسعة عبر الميديا والشبكات الاجتماعية، تطالبها بالعدول عن سلوكياتها، والعودة إلى رشدها واختيار ملابس أنسب لعمرها. وواجهت صفحة نجم لاعب كرة القدم الأرجنتيني، "ليونيل ميسي"، على الفايسبوك، أيضا، وابلا من الانتقادات اللاذعة، بعد منشور مزيف على تويتر نشر على حسابه، يبدو من خلاله أنه يسخر من فريق كرة القدم الإيراني. نفس السلوك يقع بعد أي نكسة سياسية بين بلدين، أو تصريح يمس وطنية شعب، لتصبح المواقع الاجتماعية منفذا لتصفية الحسابات، ورد الاعتبار للطرف الذي يشعر بالتظلم. ولكن الإيرانيين كانوا سريعي الاعتذار لميسي، بعد ساعات فقط من اكتشافه للتويتر المزيف، كما أنشأ بعض المدافعين عن العارضة "ليما" وفستانها صفحات يعتذرون لها من خلالها، حيث ملئت بتعليقات من قبيل: "نعتذر للتصريحات المسيئة نيابة عن جميع الإيرانيين".