رغم المحاولات الحثيثة التي بذلها خلال خمسين سنة من أجل تحسين نوعية وجودة الهواء، أكد الاتحاد الأوروبي أخيرا أن "تلوث الهواء يعتبر من أهم مسببات الوفاة المبكرة". وأظهر تقرير حديث للاتحاد الأوروبي أنه "حتى في المناطق التي يعتبر تلوث الهواء بها أقل من درجة الخطر، وجد العلماء أن احتمال الوفاة المبكرة بالنسبة لساكنة تلك المناطق هو أكثر ارتفاعا من الحد العادي". وأوضحت الدراسة، التي نشرت في مجلة "الرابطة الطبية البريطانية "ذ لانسيت"، أن الأوروبيين الذين عاشوا لفترات طويلة في مناطق تعرف أنشطة صناعية، أو حركة مرور كثيفة هم الأكثر عرضة للوفاة المبكرة". وترتفع احتمالات الوفاة بحجم استقرار جزيئات صغيرة جدا من السخام والغبار في الرئتين، وترتبط بمدى إصابة الشخص بأمراض الجهاز التنفسي. وتوصلت تحقيقات مماثلة في أمريكا الشمالية والصين إلى نفس نتائج دراسة الرابطة الطبية البريطانية. وقال "روب بيلين"، وهو أستاذ قاد هذا البحث، "نتائجنا تؤيد كل البحوث الطبية حول الصحية وارتباطها بتلوث الهواء، وقد استندنا في أبحاثنا بشكل كامل تقريبا على دراسات أمريكا الشمالية، مما يؤكد أن تلوث الهواء من أهم مسببات الوفيات المبكرة في العالم بأسره، وليس في منطقة دون أخرى". وأجري البحث على عينة تتكون مون حوالي 367 ألف من المشتركين، سنة 1990، توفي منهم 29 ألفا وفاة مبكرة بسبب التلوث. وأخذت البحوث والفحوصات بعين الاعتبار عوامل مثل ممارسة الفرد للتمارين الرياضية، ووزن الجسم، والوعي بالعناية بالصحة والتغذية السليمة، وعادات الشرب والتدخين. وصدر أخيرا تنبيه هام وخطير وجه للصين، بسبب رداءة الهواء والتلوث البيئي الذي وصل إلى مستويات جد خطرة. وقررت الصين، على إثر هذا التنبيه، استخدام وسيلة "الاستمطار الاصطناعي"، وذلك لمسح غيمة الضباب السامة التي تغطي أفق البلاد. ووفقا لوثيقة صادرة من إدارة الأرصاد الجوية الصينية، فإنه "ابتداء من عام 2015، سيتم السماح لسلطات الأرصاد الجوية المحلية باستخدام الاستمطار للنقص من حدة التلوث." وصرحت منظمة الصحة العالمية بأن "تلوث الهواء يصنف كأحد أهم مسببات السرطان، ويقدر الإحصاء نحو 3.2 مليون شخص، يموتون في العالم نتيجة التعرض لفترات طويلة من العيش في أجواء ملوثة بيئيا".