على إيقاع العداء المزمن للمغرب يواصل مختلف رموز النظام الجزائري العزف باسترسال، مع الحرص على عدم تفويت أي فرصة، كبيرة كانت أم صغيرة، لصب مزيد من الزيت على نار الصراع المفتعل مع الجار الذي يتخذه النظام العسكري المتحكم في قصر المرادية شماعة لتعليق كل مشاكل الداخل الجزائري. إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الجزائري (الغرفة الأولى للبرلمان)، انضم بدوره إلى جوقة العزف على ايقاع العداء للمغرب؛ إذ لم يدخر جهدا وشمر عن ساعديه لإقحام ملف الصحراء المغربية في أجندات اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. وعلى غرار الخسارات التي تلاحق الجزائر في مسعاها لحفر مزيد من الجروح النازفة في الطرف الجنوبي من الأراضي المغربية، في محاولة لاستدامة وضع النزاع المفتعل، انقلب سحر إبراهيم بوغالي عليه؛ فقد أثار سعيه لإقحام ملف الصحراء المغربية في اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، ردود فعل غاضبة من قبل بعض الوفود العربية. رئيس المجلس الشعبي الجزائري وخلْفه من يوجهه من الجزائر العاصمة، لم يتوقف كيدهم عند حدود بسط النزاع في الصحراء في مكان ولقاء غير مناسبين، بل حرصوا كذلك على حفِّ خطتهم وتزيينها بالأكاذيب من أجل إعطاء وزن لفعلتهم؛ إذ روجت الجزائر للقاء اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وكأنه لقاء لمنظمة التعاون الإسلامي، بينما الحقيقة أن اللجنة لديها فقط صفة مراقب في المنظمة. وبذلك تبوء، مرة أخرى، المحاولات الحثيثة للجزائر لإبقاء ما تبقى من الروح في جسد الانفصال في الصحراء المغربية بالفشل، بعد التصدي الذي لقيته محاولة إبراهيم بوغالي استدرار تعاطف الملتئمين في اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي تزامن مع نكسة أخرى للنظام الجزائري عقب مصادقة الإدارة الأمريكية على منح مساعدات للمغرب تشمل الصحراء المغربية.