بعدمَا أوجدَ الحاخامُ الإسرائيلِي برنار إيلزرْ نفسه مضطرًّا، الشهرَ الماضِي، إلى مغادرة المغربِ وقدْ فرَّ من إسرائيل، حيث تلاحقهُ تهمٌ باغتصابٍ فتياتٍ من أتباعه، ورفض المملكة تمديد إقامته، ذكرتْ صحيفة "تايمْ أُوفْ إسرائيل" أنَّ إيلزرْ الذِي أخلى المغرب، متوجهًا إلى زيمبابوِي لعدم وجود اتفاقيَة تسليمٍ قضائِي بين البلدين، ليسَ إلَّا واحدًا من عشراتِ الإسرائيليين هربُوا إلى المغرب في السنوات الأخيرة. الحاخام إليزر استرعَى الانتباه، وفق الصحيفة، بالنظرِ إلى تزعمه "الحسيدية"، وهي حركةٌ صوفية يهوديَّة ظلت تستقدمُ إليه عشراتِ اليهود خلال الأشهر السبعة التِي قضاهَا في المغرب، من بينهم حفيده الذِي شاءَ الاحتفال بزواجهِ في مراكش، إسوةً بِكثيرين دأبوا على المجيء للتبرك به فِي المناسبات الدينية على وجه الخصوص. الجلبة التِي أحدثها الحاخامُ الفار أزعجَت يهود المغرب، وفقْ "تايم أوفْ إسرائيل"، بسبب كثرة الضيوف الذين كانوا يفدون إِليه، بينَما ألف يهود المغرب العيش بهدوء فِي ظلِّ وضع سياسي تقوده الملكية ووصفَه ذات المصدر ب "المعتدل الذي هو في صراع مع الإسلاميين" وفق تعبير ذات المنبر. "إيلزْرْ كان القطرة التِي أفاضت الكأس" يقولُ سام بن شتريت، رئيس الاتحاد الفيدرالِي ليهود المغرب، مردفًا أنَّ تحول المغربِ إلى قبلةٍ تهربُ إليها المافيا الإسرائيليَّة أمرٌ لا يخدم العلاقات الإسلاميَّة اليهوديَّة ويضرُّ بها.. وعددٌ من اليهود المغاربة يعلمُون ذلك" يستطردُ المتحدث، ويزيد: "وآخر الحالات كانتْ تلاحقهَا تهمٌ متعلقة بالجنس" في إشارة منه إلى إلزرْ. المنبر ذاته ساقَ تقديرًا للشرطة الإسرائيليَّة يؤكدُ تحول المغرب إلى ملجأً لعشرات الإسرائيليين، من ذوِي العلاقة بالمافيا، استثمرُوا أزيد من 20 مليون دولار محليا.. منهُم من استقرَّ بصورة مؤقتة أوْ دائمةً، تحوم حولها الشبهات بإسرائيل وسبقَ أنْ أدين بعضها بالضلوع في شبكات للجريمة المنظمة، من قبيل ميرْ أبركِيل الذي مثل أمام القضاء الإسرائيلي سنة 2010 في تل أبيب، موشِي إلكرابلِي، وشالُومْ دومرانِي الذِي مثل فِي العام ذاته أمام القضاء قبل أن يقصد المغرب. فِي السياق نفسهِ، زادتْ "تايمْ أوفْ إسرائيل" أنَّ الحاخام المطرود تلقَّى مساعدة في مراكش من يهودِيٍّ يدعَى كابِيبنْ حرُّوش، سبق له أنْ ضلع بدوره في جرائم منظمة وتبييض الأموال، وخبر سجون لوس أنجلوس، " لوحظَ حروشْ وهو يصلِّي غير ما مرة إلى جانب الحاخام برنار، وهو الذِي ساعدهُ على الهروب من المغرب إلى زيمبابوِي، شأنَ شخصيات يهوديَّة أخرى لم تتوان عن دعمه كَرئيس الطائفة اليهوديَّة في مراكش، جاكي كدوش، الذِي لمْ يكن يقبل بالتهم الموجهة إلى إيلزرْ" تضيفُ الصحيفة. "ينتابنِي إحساسٌ جد سيء حين ينتهِي إليَّ نبأ مقدم حاخام متهم بالاغتصاب وجرائم متعلقة بالقتل إلى المغرب" تقول ماكويْ كاكُون، سيدة أعمال يهودية بالدار البيضاء، مستطردة: "لمْ يسبقْ أنْ أدِين يهود المغرب بتهم مماثلة، نحن نحظى هنا بالاحترام، ولنْ نسمحَ بتدمِير تلك الصورة" في تصريحٍ لقناة إسرائيليّة نفته فيما بعد، قبل أنْ يبرهن الصحفي شمعون إفركَان على صحة ما نسب إليها بعرض تسجيل مكالمةٍ هاتفية تبدِي فيها استياءها من "توافد مجرمي إسرائيل على المغرب".