قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إن من يقف وراء الهجوم الانتحاري المزدوج على السفارة الإيرانية في بيروت قبل أسبوعين هي كتائب عبد الله عزام "المرتبطة مباشرة بالمخابرات السعودية"، على حد قوله. وكان الشيخ سراج الدين زريقات أحد أعضاء تنظيم كتائب عبد الله عزام أعلن بعيد الهجوم على السفارة الإيرانية مسؤولية التنظيم عن الهجوم الذي أودى بحياة 25 شخصا، بينهم المستشار الثقافي في السفارة، إبراهيم الأنصاري، وجرح 147 آخرين، مطالبا بخروج حزب الله من سوريا وإطلاق سراح سجناء إسلاميين من السجون اللبنانية. وعن العلاقات السعودية الإيرانية، قال الأمين العام لحزب الله، في مقابلة تلفزيونية مطولة أجراها مساء الثلاثاء مع قناة OTV اللبنانية، إن إيران تسعى منذ سنوات الى فتح الأبواب مع المملكة إلا أن الأخيرة ترفض، معتبرا أن سبب ذلك هو أن "السعودية تتعاطى مع إيران على أنها عدو". وأضاف أن سبب مشكلة السعودية مع إيران ليست مشكلة مذهبية "بل سببها أن السعودية تعتبر نفسها هي المرجعية الوحيد للعالمين العربي والإسلامي ولا تقبل أي شريك معها". واعتبر الأمين العام لحزب الله أن تدخل حزب الله العسكري الفعلي في سوريا كان "عندما سرقت الثورة"، خاصة في بلدة القصير الحدودية بين سورياولبنان في مايو الماضي "منعا لاجتياح المنطقة من قبل الجماعات المسلحة"، مضيفا أن الحزب لم يرسل الى منطقة السيدة زينب في دمشق إلا ما بين 40 الى 50 عنصر لحماية مقام السيدة زينب بعد أن سيطرت الجماعات المسلحة على منطقة غوطة دمشق، مستدركا أنه "لو وصلت الجماعات المسلحة لمقام السيدة زينب وهدمته لكانت اندلعت فتنة مذهبية في المنطقة". ونفى الأمين العام لحزب الله أن يكون تدخل الحزب عسكريا في سوريا بقرار إيراني، بل ب"قرار ذاتي"، مشيرا إلى أن "الجماعات المسلحة في سوريا هي من تعمل على تفخيخ السيارات في منطقتي النبك ويبرود السوريتين، وإرسالها الى لبنان"، متسائلا: "ما هو مصير لبنان إذا سقطت سوريا بيد هذه الجماعات ؟" . ووصف نصر الله تدخل حزب الله في سوريا بأنه "متواضع"، معتبرا أنه "لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لوقعت حرب أهلية في لبنان، ولجيء بمئات السيارات المفخخة الى لبنان". ورفض الأمين العام لحزب الله الإفصاح عن عدد قتلى الحزب في سوريا، مشيرا الى أن "بعض وسائل الإعلام اللبنانية تبالغ بأرقام شهدائنا"، نافيا وجود أي أسير للحزب في سوريا حتى اللحظة، مشيرا إلى أن عدد من جثامين عناصر من مقاتلي الحزب مازالت موجودة حتى اليوم بيد بعض المجموعات المسلحة في الداخل السوري، دون أن يسمي تلك الجماعات. وفي الشأن السوري أيضا، اعتبر نصر الله أن "إسقاط النظام السوري عسكريا انتهى، والعالم يريد الذهاب الى الحل السياسي باستثناء السعودية التي تريد الذهاب بالقتال حتى آخر طلقة وقطرة دم".