شككت مجموعة من الصحف المغربية في مدى نزاهة وشفافية الفرنسي روجيه لومير مدرب أسود الأطلس بخصوص اختياراته للاعبين المدعوين لتشكيلة المنتخب المغربي التي من المنتظر أن تمثل المغرب خلال المباريات المقبلة، سواء منها الودية أو تلك الخاصة بالإقصائيات المؤهلة لكأس العالم 2010. "" وتساءلت يومية "الاشتراكي" الحزبية ، والتي تعتبر من أعرق الصحف المغربية، حول مدى رضوخ المدرب الفرنسي لمن وصفتهم ب"السماسرة" الذين يمارسون ضغوطا كبيرة على الطاقم التقني الوطني، وذلك بنية ضمان بعض اللاعبين لمكانهم ضمن اللائحة التي يعمل لومير على تحديد معالمها قريبا، ويسعى هؤلاء السماسرة إلى فرض بعض اللاعبين الذين يلعبون في الخليج وفي البطولة الفرنسية، رغم أن مستواهم تراجع بشكل ملموس في بداية الموسم الكروي الحالي، وأضحى جليا عدم أحقيتهم في حمل القميص الوطني على الأقل في الوقت الراهن. ومن المعروف أن هؤلاء السماسرة يستعملون أساليب متعددة ل"إقحام" لاعب في لائحة المنتخب المغربي، من قبيل محاولة إقناع المقربين من لومير بأن هذه الأسماء تستحق أكثر من غيرها دعوته، إضافة إلى دفع هؤلاء اللاعبين إلى إصدار تصريحات يهددون من خلالها بعدم قبول اللعب للمنتخب مستقبلا في حالة غياب أسماءهم عن اللائحة الأولى. وجدير بالتوضيح أن هؤلاء السماسرة، الذين يتحركون بدافع تحقيق رغبات شخصية وبمقابلات مادية، كانت لهم القدرة -في وقت سابق- على فرض أسماء معينة داخل المنتخب، والمساهمة بطرق عديدة في إعلان لوائح المنتخب، علما بأن الانتماء إلى المنتخب المغربي يرفع من قيمة اللاعب في بورصة الانتقالات وداخل ناديه، الشيء الذي قد يدر أموالا خيالية، يستفيد منها السماسرة واللاعبون المعنيون. وسيكون لومير أمام امتحان عسير وهو يعلن عن اللائحة الرسمية التي ستواجه منتخب زامبيا وديا في 19 من الشهر الجاري، فعدم دعوة بعض الأسماء سيخلق له الكثير من المتاعب، وخصوصا أن العديد يتربصون به وينتظرون هفوة للإطاحة به، بعدما أصبح موضوع جدل حاد في الشارع المغربي وفي الوسط الكروي المغربي لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها المستوى الهزيل الذي ظهر عليه الأسود برفقته، إضافة إلى "طرده" للمحليين من التشكيلة التي خاضت آخر مباراة للمنتخب المغربي ضد المنتخب الموريتاني، يضاف إلى كل هذا تقاضيه ل 56 ألف دولار شهريا جعلته صاحب أعلى أجر تنفقه الدولة المغربية على جميع الأصعدة، الشيء الذي يعتبره المغاربة ظلما واستفزازا. الدارالبيضاء بدل الرباط: وفي سياق مرتبط، أعلن لومير على لسان أحد مقربيه – كما تذكر بعض الصحف المغربية- عن اختياره لملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء لاحتضان جميع المباريات الإقصائية المؤهلة لكأس العالم 2010، والتي ستنطلق في الأسبوع الأخير من شهر مارس المقبل، حيث يستضيف فيها الأسود المنتخب الغابوني. ويتخلى لومير بهذا الاختيار عن عادة إجراء المباريات الرسمية للمغرب بالعاصمة الرباط، كما يبدو أن المدرب الفرنسي أضحى يِؤمن بجماهير العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء أكثر من نظرائهم في الرباط، الشيء الذي قد يزيد من حدة العداء المتواجد بين مشجعي الرجاء والوداد البيضاويين مع جماهير الجيش الملكي المنتمي لمدينة الرباط، على اعتبار تفضيل ملعب محمد الخامس الذي يلعب فيه الرجاء والوداد، سيثير حفيظة جماهير الجيش المعتادة على مشاهدة منتخب بلادها يلعب على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، الذي يستضيف فيه نادي الجيش الملكي خصومه.