أمزميز، أو المنطقة التي تعيش خارج عقارب الساعة، وصيرورة التاريخ، واهتمام المسؤولين، هذا على الأقل ما يمكن أن يختزله المرء وهو يزور هذه المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها 13000 نسمة، أغلبهم يكسب قوته من امتهان الحرف اليدوية العتيقة والتقليدية حيث لا توجد في منطقة "أمزميز" لا مصانع ولا مقاولات ولا مشاريع تنموية يمكنها أن تخرج الساكنة من فقرها المدقع، فكل شيء هنا في "أمزميز" يبنى على الأوهام، وعلى الوعود في التنمية التي كانت ومازلت مجرد سراب يبيعه كل مسؤول للساكنة في الجماعة التابعة إداريا لإقليم الحوز. "" أمزميز، جماعة صغيرة بأحلام سكانها الكبيرة، لكن هذه الأحلام تموت في مهدها لأن لا أحد في الرباط يعرف أين توجد "أمزميز" ولا هل منطقة في المغرب أم هي نوع من أنوع الشوكولاطة القادمة من وراء البحر. فأمزميز منطقة تعتبر من مناطق المغرب المنسي أو المغرب الغير النافع، لذا لا غرابة في أن نجد أن رئيس جماعة هذه المنطقة عباس وانعيم يسير الجماعة كما يسير ضيعته الخاصة، وهو نفس الأمر الذي كان يفعله رئيس الجماعة السابق محمد حجاج قبل أن يحال على التقاعد المبكر. اليوم تعرف الجماعة تغييرات سطحية من حيث تبليط الشوارع وتجييرها خوفا من أن يمر الملك أثناء زيارته للصحراء على هذه الجماعة المنسية، لذا شمر رئيس الجماعة كما شمرت كل المصالح في "أمزميز" على سواعدها وبدأوا الاجتهاد في العمل من أجل تجنب مفاجأة قد تأخذهم وراء الشمس. هكذا تبدو منطقة "أمزميز" التي لم يزرها الملك من قبل ولا أي مسؤول حكومي لكي يعرف كيف يعيش سكان منطقة منسية يقتلها، الفقر والإهمال، حيث يمكن للزائر إليها أن يرى على وجوه سكانها آثار الخبز وأتاي التي تعني أن الفقر مقيم هنا منذ عقود طويلة سكان "أمزميز" لا يؤمنون بما يشاهدونه في التلفاز من وزراء يلغون في البرلمان بكلمات لا تشبه الكلمات، فهم يعرفون أن ياسمينة بادو حالمة أكثر من اللازم حينما تقول ان صحة المغاربة بخير وأن المستشفيات التي تشرف عليها تسير من "حسن إلى أحسن"، وبالتأكيد فحينما تتحدت وزيرة الصحة عن كل هذه الأمور فهي لا تعني المستشفى الصغير في "أمزميز" الذي إن لم يدفع مواطنو هذه المنطقة 100 درهم كرشوة من أجل العلاج فيه فعليهم إذن أن يعودوا إلى بيوتهم ليعتصرهم الألم والمرض إلى الموت، كما الجنرال بن سليمان حينما يحاول تجميل صورت رجاله فهو بالتأكيد لا يفعل ذلك في "أمزميز" حيث رجال الدرك الملكي يستعملون سلطاتهم من أجل التخويف والترهيب أكثر مما يستعملونها من أجل حفظ أمن الموطن وأملاكه.. هكذا هي أمزميز، منطقة منسية لا تختلف صورتها عن صورة منطقة أنفكو ولا عن أي منطقة من مناطق المغرب الغير النافع، ومع ذلك فمن هم في الرباط يطمحون لدخول عصر التمدن والتطور بالقطار السريع تي جي في والذي يكلف مليارات الدولارت مع أن هناك أطرافا في المغرب مازالت وإلى يومنا هذا تعيش في العصور الحجرية ولا صلة لها بالعالم الخارجي بشيء. [email protected]