طالب الشاعر والإعلامي ياسين عدنان بارتقاء السجال حول دعوة التدريس بالدارجة إلى نقاش معرفي حر، بعيدا عما سماه "الغوغائية والدغمائية والتهريج"، مشددا على أنه يجب الحذر من موقفين وخطابين متطرفين إزاء وضعية اللغة العربية ومكانتها في الحياة العامة. وأبرز عدنان، في مقال توصلت به هسبريس، أنه وجب الحذر من موقف تبسيطي متطرّف يطالب بالإلغاء الكلي للعربية، باعتبارها لغة جامدة غير قابلة للتطور"، مبينا أن "العربية ليست لغةً مَتْحفية"، وبين موقف ثان يتمثل في تقديس اللغة العربية وتحنيطها، ويخلط بينها وبين الدين الإسلامي، بالرغم من أن العربية كانت سابقة على الدين والقرآن". وفيما يلي نص مقال الشاعر ياسين عدنان كما توصلت به هسبريس: ملاحظات حول سجال الدارجة كيفما كان موقف المرء من قضية الدعوة إلى التدريس بالدارجة، فالمفروض أن يتفاءل خيرا بهذا السجال، واحتضانِه بكل هذه الحرارة من طرف إعلامنا الوطني، وصحافتنا المكتوبة تحديدا. فالإعلام هو (أغورا) هذا العصر. وإلى جانب الإخبار، تبقى مهمةُ احتضانِ النقاش العمومي إحدى وظائفه الأساسية. والقضية اللغوية في المغرب ليست مُصطنعة ولا مفتعلة، بل هي مطروحة بقوة منذ الاستقلال، وعلينا اليوم ألا نتبرّم من مناقشتها، فللحوار نداءٌ من مصلحتنا أن نُلبِّيه. لكن النقاش الحُرّ المفتوح غيرُ الحوار السّائب الغوغائي. ومن نافل القول أن النقاش الجاد الذي يُبلور الأفكار والتصوّرات يحتاج إلى الزاد والعتاد، وإلا بدا المنخرط فيه بدون خلفية معرفية ولا رؤية ثقافية تائهًا ضائعًا "كَساعٍ إلى الهيجا بغير حُسام". أيضا، الحوار الجدّي يقتضي الانشغال بالأسئلة. فالسؤال نصف الجواب. بل لعل طرح سؤال جادٍّ عميقٍ واحدٍ أهمّ من الارتماء في أحضان الأجوبة السّهلة بمختلف أصنافها: سواء جاءت مرتجلة متسرّعة أو مُحتدّة متشنّجة. الأسئلة المطروحة عديدة حارقة: هل لدينا سياسةٌ لغويةٌ أصلا؟ وهل لوزارة التعليم استراتيجية لغوية في المجال التربوي؟ وماذا عن التعدد اللغوي الذي يبقى واقعَ حالٍ في هذا البلد؟ هل هو نعمة يجب أن نفخر بها باعتباره مكسبا يجب الحفاظ عليه وتعزيزه عبر برامج التربية والتعليم ومن خلال وسائل الإعلام والتثقيف؟ أم فوضى لغوية تتخبّط فيها البلاد؟ وهل كل الدعاوى التي تنادي باستعمال الدارجة والتدريس بها جزءٌ من حملةٍ مُمنهَجة تستهدف العربية وحربٍ ناعمة ضدّ لغة الضاد؟ أم أن البعض يصادرون النقاش من أساسه باعتماد نظرية المؤامرة، وهو ما يجب الحذر منه صونا لحقِّ جميع الآراء في المساهمة في هذا السجال؟ ثم ما رأي اللسانيين في الشرخ الذي يتّسع يوما بعد يوم ما بين الدارجة والفصحى؟ هل علينا أن ننحاز بشكل نهائي وحاسم إلى الدارجة إذا أردنا التصالح مع ذاتنا المغربية؟ أم أن الدارجة والفصحى والعربية الوسطى التي بينهما مجرّدُ تنويعاتٍ داخل مكوّن واحد، وعلى التعليم والإعلام مضاعفة الجهود لتعزيز هذه اللغة الوسطى المعرَّبة ليصير بإمكاننا تجسير الهوة ما بين العربية التي لم تعد فصحى مُقعّرة على كل حال والعربية المغربية التي يمارس بها وعبرها المغاربة حياتهم اليومية؟ ثم ألا تحتاج هذه اللغة الوسطى التي تبلورت من خلال الصحافة ووسائل الإعلام وأيضا عبر الاحتكاك بالسجلات الشفهية واللغات الأجنبية إلى تطويرٍ قد يتحقق بإدماج رصيد العامية فيها أكثر مما سيحققه الانطواء على الفصحى والدفاع المحموم عن نقاوتها؟ السجال متواصل على كل حال. لكن تطوير هذا النقاش قد يؤمّنُه طرحُ الأسئلة الحقيقية الصادرة عن معرفة أكثر مما يخدمه التهافت في اقتراح الأجوبة المتسرّعة. وإلا فالعديد من الأجوبة التي تقترح نفسها في الصحافة الوطنية هذه الأيام تحتاج إلى أن نتفاعل معها بحذر. فالموقف التبسيطي المتطرّف الذي يطالب بالإلغاء الكلي للعربية باعتبارها لغة جامدة غير قابلة للتطور لن يخدم هذا النقاش في شيء. وغنيٌّ عن البيان أن العربية ليست لغةً مَتْحفية. فهي ليست الآرامية ولا العبرية التي يتابع العالم بانبهار كيف نجحت إسرائيل في بعثها من رمادها خلال عقود قليلة. العربية لغة قوية ذات حضور وازن دوليا. فهي ثاني لغة رسمية في العالم بعد الإنجليزية تعتمدها 22 دولة لغةً رسمية لها. كما أنها إحدى اللغات الستّ المعتمدة رسميا من طرف الأممالمتحدة والمنظمات المتفرعة عنها. وهناك أكثر من 300 مليون ناطق بها في العالم اليوم. نفس الحذَر مطلوبٌ إزاء الخطاب الذي يقدّس اللغة العربية ويُحنّطها، بل يكرّس في خلط خطير التداخُل بينها وبين الدين الإسلامي. والحال أن اللغة العربية سابقة تاريخيا على الدين وعلى القرآن، وكفى بمُعلقاتِ الجاهليين وسجعِ كُهّانهم دليلا. كما أن الدين الإسلامي منتشر اليوم في العديد من البلدان غير الناطقة بلغة الضاد من السينغال إلى ألبانيا ومن تركيا إلى ماليزيا وأندونيسيا فالهند والصين وغيرها من الأمصار. لذا، لكي يتطوّر النقاش ويتفتّح يجب الاحتراس من مواقف المتطرفين من الجانبين لأن الموقفين على اختلافهما يسيئان معا بنفس الدرجة إلى اللغة العربية ويختزلانها ويصادران عُمقها الحيّ الخلاّق كلغة أولا، ثم كرأسمال لساني وفكري وحضاري يجب بلورة سياسة لغوية ذكية ورصينة تعيد له الاعتبار لدى عموم المغاربة. النقاش الصادرُ عن علم ومعرفة يبقى إذن عِزّ الطلب. لذلك بالضبط تفاءل الكثير من المغاربة وهم يرقبون خروج المفكر المغربي الكبير عبدالله العروي من "مَقبَعِه" بعد طول غياب لكي يدلي بدلوه في الموضوع. لسنا من السذاجة لنعتبر رأي العروي الكلمةَ الفصْل، لكن المؤكد أن مساهمة مفكّر من عياره في هذا النقاش ستكون نافعة، وحِجَاجَهُ جديرا بالتأمل. لنجتزئ من حوار الأحداث المغربية مع صاحب "الإيديولوجية العربية المعاصرة" مقتطَفا من ردّه على أصحاب الدعوة إلى اعتماد الدارجة في التدريس والكتابة بالإحالة على النموذج اللبناني: "فاللبنانيون كانوا سبّاقين إلى طرح هذا المشكل في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. لكن بعد ستين سنة، تخلص اللبنانيون من مشكل الدارجة والعربية لأن مستوى اللغتين تقارَب. ولم يعد هناك من يتحدث بلغة العلماء أو يكتب بها، لا في الجامعة ولا في الصحافة المكتوبة ولا في وسائل الإعلام السمعي البصري. ولأن البنات والنساء تعلمن في المدارس وصرن يتحدثن إلى آبائهن بلغة راقية، بحيث كل جيل يساهم في اقتراب لغة الدار من لغة الصحافة، وخاصة الصحافة اليومية والتلفزيون الذين تلتقي فيهما اللغة الدارجة والعربية ويقتربان من بعضهما البعض." العروي إذن لا تعنيه الفصحى كثيرا: فُصحى الحريري في مقاماته التي تحدث عنها في الحوار باعتبارها لغة معاجم وقواميس لم يعد يستعملها أحد. لكنه بقدر ما يراهن على العربية (الوسطى) المُعرّبة يوصي بضرورة التشبث بالرأسمال الفكري والأدبي للعربية واستثماره والاغتناء به. وإلا، حينما نعتمد الدارجة لغةً للتدريس "ماهي النصوص التي سأدرّسها لهذا التلميذ؟"، يتساءل العروي قبل أن يجيب أن المائة عام التي يطالب بها دعاة التدريس بالدارجة من أجل التفرّغ لبناء هذه اللغة وتأسيس أدب لها وحلِّ المشكلات البدائية العويصة التي ستطرحها كتابتها وقراءتها سواء اخترنا للدارجة الحرف العربي أم انْحَزْنا للحرف اللاتيني، "فليمنحوا هذه المدة الزمنية لبناء اللغة المُعرّبة وخدمتها - يقول العروي- ليروا النتيجة دون إحداث قطيعة ثقافية مع إرث الثقافة العربية وما تزخر به من كنوزٍ لا يمكن للدارجة أن تعوِّضها." وفي هذا الإطار يشير العروي إلى صعوبة التخفُّف تماما من العربية أثناء تدريس الدارجة لغة وأدبا. فسيبويه بالذات لا يمكن تفاديه في درس النحو الخاص بالدارجة، ويعطي العروي مثال "ما تقيش ولدي" بعد تصحيحها "ما تقيسش" متوقّفا عند "ش" في ارتباطها ب"ما" المستعملة للنفي. أما ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب فيصعب قراءته بمعزل عن خلفيته الصوفية العربية الإسلامية وخارج الوزن العربي الأصيل. هذا غيضٌ فقط من فيض العروي في حواره مع الزميلين المختار لغزيوي وجمال زايد. والحال أننا نحتاج إلى المزيد من المتدخلين من مفكرين ولسانيين وعلماء لغة. نحتاج حِجاجا قويا نتعلم منه نحن جمهور المتابعين لهذا النقاش. ونتوقع المزيد من المداخلات التي تقارب الموضوع سواء في عمقه اللغوي اللساني أو باعتباره رهانا بيداغوجيا أو حتى من حيث هو مسألة سياسية. فلننتظر إذن ردودا دسمة على أطروحة العروي. ولا شك أن في المعسكر الآخر لغويّين لهم رأيهم المُخالف ومنطقهم المختلف. لكن، وحتى قبل أن تنهي صحيفة الأحداث المغربية نشر حلقات حوارها مع العروي جاء رد السيد نور الدين عيوش، رجل الأعمال المغربي الذي تقدمه الصحافة الوطنية اليوم باعتباره عرّاب الدعوة إلى التدريس بالدارجة، سريعا قاسيا شديد الاختزال: "السي العروي كبر شوية ف السن، وكانحتارمو رايو واخا ما متفقش معاه". انتهى الكلام. هكذا جاء الرد على تحليلات العروي وتدقيقاته في جملة خالية من التهذيب ولا تحترم أدب الحوار خصوصا وهي تُعرِّض بفجاجة بتقدم صاحب "ديوان السياسة" في السن. لقد صادَر الردُّ على النقاش بقسوة وتعسف وعدم لياقة. لكن لكي لا نصادر بدورنا على المطلوب، يجب إفساح المجال في هذه المقالة أمام رأي السيد نور الدين عيوش. فقد كان للرجل فضلُ فتحِ هذا النقاش. فما موقفه؟ ما حُجَّتُه وما برهانه؟ مع الأسف لم أجد لنور الدين عيوش أية دراسة منشورة في الموضوع يمكن العودة إليها لفهم الخلفية الفكرية والثقافية التي تصدر عنها دعوته. لكن المرءَ مخبوءٌ تحت لسانه، ومن حسن الحظ أن الزميلة بشرى الضو أجرت معه حوارا مطولا لحساب صحيفة الأخبار عدتُ إليه لأسبر أكثر غور الرجل وأفهم منطقه في الفكر والتحليل. فهل أقترح عليكم مقتطفا من هذا الحديث؟ يُكثف نور الدين عيوش موقفه الفكري مخاطبا الزميلة بشرى الضو قائلا: "الشعب عايق وفايق ويعلم جيدا الحقيقة. انتينا كتحطّي ليّ الأسئلة بالدارجة وتقولين الشعب يضحك؟ هذه الإذاعات والتلفاز والمسرح، الكل يتكلم فيها بالدارجة. وحتى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، يا بنت بلادي، كيتكلم بالدارجة في التلفزة. والجميع يعلم أنها لغة الشعب ولغة التواصل." قبل أن يضيف: "الدارجة التي أتكلم بها أنا، يا أخت العرب، ليست دارجة الزنقة فيها كلمات باللغة العربية. الدارجة معربة وهي العربية المتوسطة، حتى تكون للشعب دارجة نقية ويتعلم بها قِيمَه وأشياء مهمة في الشعر والملحون. أنت تتكلمين بدارجة أفهمها وأنت تفهمين دارجتي، رغم أنني أنا من فاس وأنت من وجدة، ياك؟ إذا ذهبتُ إلى تطوان ومراكش أو زاكورة، الكل سيفهمني يا أخت العرب." وحين يحتدّ " الحوار الفكري" بين نور الدين عيوش والزميلة التي تحاوره، ترتفع حرارة النقاش على النحو التالي: "شوفي ما تبقاش تقول ليا البهلان. واش أنا قلت ليك البهلان انتينا؟ أنا لم أقلها لك. يجب أن تعلمي أمرا: الدارجة المغربية، ألا تُعَدّ لغتَنا الأم؟ أول لغة يتكلم بها المغاربة منذ تعلمهم الكلام هي الدارجة... الطفل يقول لأمه "كنبغيك آيما" لا يقول لها: أحبك يا أمي." أترك الكلام أعلاه دون تعليق. لكنني أخشى بصدق أنَّ دفاع البعض عن الدارجة اليوم ليس أكثر من دفاعٍ عن حقهم في الجهل بلغة الضاد وتبريرًا لهذا الجهل. أخشى أن يقودنا "البهلان" الذي يتحدث عنه نور الدين عيوش في حواره إلى دارجة فقيرة لا تنتج شعرا ولا أدبا ولا تصلح حتى لبناء جمل سليمة ذات معنى. فالبعض يدافع عن الدارجة وفي باله لُغة "الصّاط" و"السّتُون" و"اتّلاح" و"ف شي شكل" و"دبّر على راسك" و"خشي ف وجهك" وغيرها، والحال أن هناك لغة أخرى هي عامية الملحون والكلام المرصّع والقْوافي والمْعاني والأمثال الشعبية. هذه الدارجة الدَّسمة البليغة ضيّعناها كما ضيّعنا العربية، وتحتاج لأن ندافع عنها جميعا خارج المُزايدة والجدل العقيم باعتبارها جزءا لا يتجزأ من وجداننا كمغاربة. أيضا لنكن صرحاء، فشركات التواصل والإشهار ليست مؤهلة لتكون طليعتنا في هذا المضمار، ولا لتعطي المغاربة دروسا وتوجيهات في مثل هذا الشأن البالغ التعقيد. والأفضل لأرباب هذه الشركات أن يشتغلوا على لغة إعلاناتهم الإشهارية ليطوّروها قليلا. وتحضرني في هذا الباب اللازمة الطريفة "لنغيّر سلوكنا" التي تتكرّر في الإعلان المُخصَّص للتوعية الطرقية والوقاية من حوادث السير. فبقدر ما أجد الجملة توجيهية مباشرة، يُضحكني فشلها الذريع في ترجمة جملة فرنسية أذكى هي (changeons notre conduite) مع العلم أن كلمة (conduite) تحيل في الفرنسية على السلوك والسياقة معا، وذلك مكمن قوّتها الذي لم تنتبه له الترجمة المغربية التي انجرّت إلى لغة الوعظ والإرشاد واختزال الأمر كله في تغيير السلوك. أخشى أنَّ بعض دُعاة الدارجة من أصحاب شركات التواصل بضعف عربيتهم ومحدودية دارجتهم لا يدّخرون لنا غير المزيد من الترجمات المَعِيبة المُبتَسَرة عن الفرنسية. لذلك بالذات نتمنّى لو اجتهدوا أكثر في مجال عملهم وفي تطوير لُغة وَصلاتهم وليتركوا القضايا الكبرى لأهلها. ومع ذلك، تبقى وجهة نظر نور الدين عيوش مطروحة في "الأسواق" ولا يمكن بأيّ حال مصادرتها. فقط كنا نتمنّى لو حفظنا للجدل حول المسألة اللغوية حُرمَته الفكرية. فمن حق أيّ كان أن يكون نافذا ومسموع الصوت لدى صُنّاع القرار، لكن ليس من حقه استغلال هذه الصفة للتشويش على حوار جادّ حول قضية مصيرية حتى ولو كان سبّاقا إلى طرحه. ثم إن المساهمة في النقاش بمثل هذا السِّجال الضَّحل والحِجاج المُتهافت الذي أتحفنا به عيوش في حواره الطريف قد يُحرج الحليف قبل أن يثير سخرية صاحب الرأي المخالف. وعموما، المعنيون بالشأن اللغوي في بلادنا يتابعون هذا النقاش باهتمام. وبقدر ما نتمنى من المثقفين المغاربة من مختلف الحقول المعرفية والفكرية التدخل لإغناء النقاش والتقدم به في أفق التوافق حول استراتيجية وطنية تعزّز أوجه التفاعل بين اللغة العربية والمغربية الدارجة، وتنصف الأمازيغية التي اعترف بها دستور البلاد وأقرَّها لغة رسمية وما زالت الحكومة لم تبلور أيّ برنامج واضح لتنزيلها، وتوقِفُ "قهر الفرنسية" للمغاربة مع إعادة الاعتبار للغة موليير باعتبارها -موضوعيا- لغةً من لغات المغاربة، نتمنّى من المشوّشين أن يُفسحوا المجال لأهل العلم. فتشويشهم قد يخلق الإثارة، ولعله يسلط عليهم الأضواء، لكنه سيُفسد الحوار ويُفقد القضية أهمّ ما تحتاجه اليوم ونحن في خضم هذا النقاش الوطني: عمقَها الفكري والمعرفي. لذلك نقول اليوم بكل جدية، ومن موقع المتابعة لا أقل ولا أكثر، "باراكا من البهلان"، فالأمر يتعلق بالأمن اللغوي للمغاربة. ومرحبا بالنقاش الصادر عن معرفة. ومرحبا بالآراء، بمختلف الآراء. فالنقاش مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكن بعيدا عن الغوغائية والدوغمائية والتهريج.