أجمع أعضاء الوفد رفيع المستوى، الذي رافق الملك محمد السادس في زيارته الحالية للولايات المتحدةالأمريكية، على ضرورة تعزيز الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين البلدين "لمواجهة التحديات المشتركة" في إطار "تعاون فعال" مفيد للشعبين، في سياق شراكة بلغت مرحلة "النضج". وجاء هذا التأكيد في سياق ندوة دولية، نظمها المركز الأمريكي "أطلانتيك كاونسيل"، عرفت مداخلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، بحضور ثلة من السياسيين ورجال الأعمال والدبلوماسيين والخبراء ووسائل الإعلام، حيث تطرق إلى "الإرادة الراسخة والمشتركة لتمكين العلاقات الثنائية من "المضي قدما" والتكيف مع "الرهانات والتحديات" بهذه المنطقة والعالم. وأوضح مزوار أن العلاقات بين المغرب وأمريكا، و"بعيدا عن المشاعر الصادقة المتبادلة بين الشعبين، والروابط التي نضجت واتسقت في سياق تطور العالم وتغير الرهانات، تقوم على القناعة المشتركة والمصالح المشتركة ورؤية استراتيجية مشتركة مقارنة مع متغيرات المنطقة". ولفت وزير الخارجية إلى أن المغرب قام بخياراته، كما أن طريقه واضحة، وسنسعى إلى أن نكون فاعلين في عالم متحرك، فاعلين إقليميين يعتمدون على حلفاء أوفياء يتقاسمون معهم القيم ذاتها، والولايات المتحدة من بينهم" يؤكد مزوار. وتحدث رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، نزار بركة، عن المرحلة الحساسة التي تمر منها المنطقة، في وقت ما زالت فيه العديد من البلدان تعيش اضطرابات سياسية واجتماعية، وهو ما يفرض فتح الطريق من أجل التقدم نحو تنمية شاملة ومستدامة ومزدهرة". واعتبر بركة، خلال الندوة ذاتها، أن "الوقت ملائم من أجل تعزيز ودعم التعاون الاقتصادي"، مشيرا إلى إمكانات التكامل بين دور ومبادرات المملكة، تحت قيادة الملك، على المستوى الإفريقي، وإرادة الرئيس باراك أوباما لتطوير مبادرات لصالح القارة الإفريقية". ولم تخرج رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، عن نفس التصور الذي رسمه أعضاء الوفد، حيث أبرزت "أننا نتوفر على الأسس والإرادة والتجربة في ما يتعلق بالأعمال والاستثمارات، خاصة في القارة الإفريقية"، داعية طبقة رجال الأعمال الأمريكيين إلى اغتنام الفرصة والاستثمار في المغرب الذي يعتبر "مدخلا نحو القارة الإفريقية". ومن جانبه عرج الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي، إلى الحديث عن مجال تخصصه، حيث أشاد بالمقاربة الشمولية للمغرب في مجال إصلاح الحقل الديني ومحاربة كافة أشكال التطرف. وأكد العبادي، في هذا السياق، على أن المملكة المغربية اختارت منذ عدة قرون المذهب المالكي، الذي يربط بين النص والسياق، وهو المذهب الذي يركز على النص والعقل" وفق تعبير العبادي.