استأثر الانفلات الأمني الذي شهدته العاصمة الليبية (طرابس) أول أمس الجمعة، وما نتج عنه من ردود فعل، باهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد، والتي اهتمت أيضا بالقمة العربية الإفريقية الثالثة المقرر عقدها في الكويت، وكذا بالأزمة السورية. ففي الشأن الليبي، تطرقت صحيفة (الأهرام) المصرية إلى خروج أهالي مدينة مصراتة الليبية، مساء أمس السبت، في مظاهرة كبيرة احتجاجا على الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة طرابلس، وأريقت فيها الدماء البريئة، مشيرة إلى أن أهالي مصراتة أصدروا بيانا أكدوا فيه أن "الذي حركهم هو الدم الليبي الذي سال في العاصمة الحبيبة، وإنهم ضد التضحية بالوطن والزج بالأبرياء لتصفية الحسابات السياسية، وإنهم ضد الجهوية والمناطقية وضد التضليل الإعلامي المثير للفتنة". وتحت عنوان "اشتراط المعارضة السورية رحيل الأسد للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 غير واقعي،" أوردت الصحيفة دعوة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى عدم تفويت فرصة عقد لقاء غير رسمي بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في موسكو، واصفا الشروط المسبقة التي تطرحها المعارضة لمشاركتها في مؤتمر "جنيف 2"، بما في ذلك شرط رحيل بشار الأسد، ب"غير الواقعية". من جانبها قالت صحيفة (الأخبار) إن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أقرت خطة تفصيلية لتدمير الترسانة الكيماوية السورية بحلول منتصف سنة 2014، بهدف التخلص من غازي السارين والخردل وغيرهما من غازات الأعصاب، مسجلة أن الخطة لم تشر إلى المكان المقرر أن يستقبل آلاف الأطنان من النفايات السامة بعدما رفضت ألبانيا الطلب الأمريكي لإتلاف ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها. وأولت الصحف الإماراتية، بدورها، اهتماما للمجزرة التي وقعت بالعاصمة الليبية، فتحت عنوان "ليبيا .. انهيار الدولة"، كتبت صحيفة (الخليج) أن المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، هي "تحصيل حاصل لانهيار الدولة وسقوط الحكومة المركزية، وتفكك القوى الأمنية، إذ أن من طبيعة الأشياء عندما تنهار الدولة ينهار معها القانون والنظام، وتخرج كل قوى الجريمة والتطرف والطائفية والقبلية إلى الساحة لتأخذ نصيبها وتفرض وجودها بقوة السلاح، وتبدأ العمل على تمزيق الكيان بما يتناسب مع مصالحها". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (البيان)، تحت عنوان "ليبيا .. حوار البارود"، أن "مسلسل العنف والتوتر في ليبيا أخذ مسارا آخر أكثر ضراوة كما ونوعا. فلم تكد تستفيد من كابوس الاغتيالات المتكررة للقادة الأمنيين، الاختطاف، حتى حلت عليها حادثة العنف الدامي والاشتباكات التي قضت مضاجع العاصمة طرابلس بخسائر بشرية فادحة بأكثر من 35 قتيلا ومئات الجرحى". واعتبرت اليومية أن ثورة 17 فبراير 2011، من أجل دولة مدنية تحكمها المؤسسات لا العضلات تكون فيها القوة حصرا على الدولة ممثلة في جيشها وشرطتها، هو هدف يجب أن يعمل من أجله الجميع، حكومة وشعبا ومليشيات أدت دورها في خلق الواقع الجديد في ليبيا. والآن عليها العودة لصفوف الشعب والعمل في إطار منظومة مدنية واحدة من أجل بناء "ليبيا الجديدة". كما اهتمت الصحف الأردنية بأحداث العنف في ليبيا، حيث ذكرت صحيفة (الدستور) أن مواجهات مسلحة تجري في ضواحي طرابلس بين مجموعات مسلحة من العاصمة الليبية، ومجموعات أخرى قدمت من مصراتة للانتقام لرفاقهم بعد حرق مقرهم أول أمس، مشيرة إلى أن قافلة من عربات مسلحة كانت قدمت من مصراتة، التي تقع على بعد نحو 200 كلم شرق العاصمة، تحاول التقدم باتجاه طرابلس، ما أدى إلى اندلاع معارك في الضاحية الشرقية للمدينة. من جهتها، اعتبرت صحيفة (السبيل) أن "النتيجة التي خرج بها الليبيون من المواجهات التي وقعت بين مليشيات ومتظاهرين ضدها، أن المليشيات اختطفت بلادهم وباتت هي الخصم والحكم. بل الحاكم المطلق، في ظل عجز المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة". وكتبت، في مقال بعنوان "الثورة الليبية الثانية .. القتل مستمر"، أن "الليبيين ما كانوا في حاجة إلى هذا الامتحان العسير وسقوط أرتال من الضحايا ليكتشفوا تلك الحقيقة. فالمليشيات تسيطر على جميع مناحي الحياة باسم الثورة والثوار، وهي براء منهما. فمن كان يحسن الظن من الليبيين بهذه المليشيات والزمر المسلحة بات على قناعة بأنها باتت تشكل الخطر الأكبر الذي يتهدد المجتمع ويحول دون إعادة بناء ليبيا المنتظرة". وقالت صحيفة (الغد) "إن ما نشاهده اليوم في ليبيا ليس له علاقة بمفاهيم الثورات وأدبياتها. فما نشاهده يعني انتكاسة وعودة للوراء لقرون خلت، وتشويها للثورات التي تجلب عادة التطور لشعوبها". واهتمت صحف (الأيام) و(البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(أخبار الخليج) البحرينية بتقلب أحوال الطقس بالبلاد، وبدء تهاطل الأمطار أمس على محافظات البلاد بنسب متفاوتة. وكتبت صحيفة (الوسط) أن حالة من الترقب سادت لتغير الأحوال الجوية بعد تحذير قيادة خفر السواحل مرتادي البحر لأخذ الحيطة والحذر نظرا لتعرض البحرين لرياح قوية السرعة وعدم استقرار الطقس. من جانبها، أشارت صحيفة (البلاد) إلى انعقاد اجتماع حكومي خصص لاتخاذ الإجراءات الاحترازية ومعالجة آثار هطول الأمطار التي قد تكون غزيرة في بعض المناطق. وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء بدورها على الأحداث الدامية التي عاشتها العاصمة الليبية وتداعياتها على الوضع الأمني والسياسي بالبلاد، حيث كتبت صحيفة (الحياة) أنه بعد "حمام الدم" الذي شهده حي غرغور في طرابلس الغرب أول أمس، وراح ضحيته، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، 43 قتيلا و461 جريحا، فقد اندلعت مواجهات مسلحة أمس، في ضاحية طرابلس الشرقية، حيث حاول مسلحون من سكان العاصمة منع عناصر تابعين لميليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قتلوا خلال القمع العنيف الذي مارسته تلك الميليشيا بحق التظاهرة السلمية لأهالي طرابلس التي طالبت بإنهاء مظاهر التسلح في العاصمة. واعتبرت صحيفة (الشرق الأوسط) أن الميليشيات المتناحرة في ليبيا وضعت أمس البلاد على شفير الهاوية، بعد أن وقعت اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل تشكيلات شبه عسكرية، وسط عجز من قوات الجيش والشرطة عن احتوائها، حيث ذكرت الصحيفة برفض الميليشيات المتناحرة على مناطق النفوذ إلقاء سلاحها بعد سقوط نظام معمر القذافي في خريف عام 2011، مما قوض من سلطة الحكومة المركزية وعطل صادرات النفط الليبية. واهتمت الصحف السودانية بالقمة العربية الإفريقية الثالثة المقرر عقدها الأسبوع القادم في الكويت، والتي قالت بخصوصها صحيفة(الرأي العام) إن الكويت تحرص على أنها قمة ذات طابع اقتصادي، مراهن عليها في إعادة تأسيس صفحة جديدة في ملف التعاون العربي الإفريقي. وتحدثت صحيفة (الخرطوم) عن المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس صباح خالد الصباح، رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، والذي أكد فيه أن القمة، التي تنبع أهميتها من التداخل الجغرافي المشترك، تهدف إلى التواصل الحضاري للسمو بالكرامة الإنسانية، وتحقيق الشراكة بمعناها الحقيقي القائم على تبادل المنافع إلى جانب ابتكار فرص تنموية جديدة وخلاقة. وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، توقفت صحيفة (اليوم التالي) عند تأكيد الرئيس السوداني حسن عمر البشير، في خطابه أمام مجلس شورى الحزب الوطني، إجراء تغييرات في الحكومة، واختيار مجموعات من ذوي القوة والكفاءة والأمانة، متعهدا بالانتقال إلى مرحلة جديدة في بناء حزبه، والدفع بقيادات جديدة على كل المستويات، ويوسع فرصة عادلة للتواصل بين الأجيال. وأشارت صحيفة (التغيير)، من جهتها، إلى أن البشير اعتبر، في هذا الخطاب، أن "قضية الأمن، وتعزيز السلام، وبسط هيبة الدولة، وسيادة القانون، تمثل قمة أولويات الحكومة" مذكرا بأن الإجراءات العسكرية والأمنية التي اتخذت مؤخرا تهدف إلى" تأكيد قدرة الدولة على القيام بواجبها تجاه حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة، وأن ما تم يمثل رسالة واضحة إلى كل من تحدثه نفسه من الداخل أو من يحمل سلاحا ضد الدولة من الخارج للتعدي على الوطن وترويع المواطنين الآمنين في أرواحهم وأعراضهم". وتطرقت الصحف القطرية لاستعداد البلاد لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم، فكتبت صحيفة (الوطن)، تعليقا على نشر اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم أمس لمجسم أول الملاعب التي ستستضيف المونديال، أن ذلك "يقطع الطريق على كل من يحاول التشكيك في إمكانات دولة قطر، واستعداداتها وإصرارها على تسجيل تاريخ جديد لهذه البطولة الأممية من خلال استضافة من المؤكد أنها ستكون أسطورية". وتناولت صحيفة (الشرق) موضوع ثورات "الربيع العربي" وما آلت إليه. فهي ترى أن "هذه الثورات تحولت إلى فواجع"، مبرزة أن "عملية إسقاط الأنظمة في هذا الجزء التعيس من العالم المسمى - الشرق الأوسط - قد تكون سهلة في بعض الأحيان، لكن مفاعيلها وتوابعها ونتائجها قد تشكل كارثة مرعبة على بعض الشعوب، خاصة أن تلك الأنظمة لم تكن دول مؤسسات يمكن أن تعيش".