الرباط: عبد اللطيف حموشي يجري مباحثات مع المفتش العام للشرطة بالنيابة بوزارة الداخلية بالجمهورية الباكستانية    المغرب.. عجز الميزانية بلغ 64,3 مليار درهم عند متم دجنبر 2024 (خزينة)    ترامب يؤدي اليمين الدستورية ليصبح الرئيس ال47 للولايات المتحدة الأميركية: العهد الذهبي لأمريكا بدأ الآن    مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يقدم حصيلة نصف ولايته الانتدابية ويستعرض أبرز المشاريع التنموية المنجزة (فيديو)    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي"    دونالد ترامب يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لولاية ثانية    إدارة الرجاء تحدد موعد الجمع العام غير العادي للنادي    الناظور تحتضن بطولة للملاكمة تجمع الرياضة والثقافة في احتفال بالسنة الأمازيغية    إنستغرام تضيف ميزة جديدة لمستخدميها    قرار قضائي يعتمد واتساب أداة لإبلاغ المشغل بالغياب بسبب المرض    مأساة مؤلمة: رضيع اليوتيوبر "عبير" يلحق بوالدته بعد عشرة أيام فقط من وفاتها    الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات تطلق حملات لقياس جودة الخدمة المقدمة لزبناء شبكات الإنترنت    الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية والسيد لوديي يستقبلان رئيس أركان القوات المسلحة بجمهورية إفريقيا الوسطى    الوزير بنسعيد يعلن عن تعميم خدمات جواز الشباب على الصعيد الوطني    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر    عمر نجيب يكتب: غزة أثبتت للعالم أنها قادرة على تحمل الحرب الشاملة وعدم التزحزح عن الأرض..    إعادة انتخاب فلورينتينو بيريس رئيسا لريال مدريد    "بريد المغرب" يحظى بالثقة الرقمية    غياب الشفافية وتضخيم أرقام القطيع.. اختلالات جمعية مربي الأغنام والماعز تصل إلى البرلمان    إضراب الأطباء بالمستشفى الحسني بالناظور لمدة 5 أيام    الأرصاد الجوية تحذر من رياح قوية    الكشف عن عرض فيلم اللؤلؤة السوداء للمخرج أيوب قنير    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. 116 وفاة و25 ألف إصابة ودعوات لتحرك عاجل    تحذير من رياح عاصفية بدءا من الاثنين    ‮ هل يجعل المغرب من 5202 سنة مساءلة الأمم المتحدة؟    1000 يورو لمن يعثر عليها.. بدر هاري يستعيد محفظته    تقرير: المغرب يلعب دورا مهماً في المجال الصناعي الصاعد في القارة الإفريقية    أغنية «ولاء» للفنان عبد الله الراني ..صوت الصحراء ينطق بالإيقاع والكلمات    طنجة .. ثلاثيني يضع حدا لحياته بعد هجر زوجته له    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ترامب يستعد لتسلم مهامه ويصبح الرئيس الأمريكي الأكبر سنا لحظة دخوله البيت الأبيض    أمن البيضاء يفتح تحقيقا في ملابسات اعتداء على بائعة سمك    المنتج عبد الحق مبشور في ذمة الله    نهضة بركان تنهي دور المجموعات باكتساح شباك ستيلينبوش بخماسية نظيفة    سعر "البتكوين" يسجل مستوى قياسيا جديدا بتخطيه 109 آلاف دولار    جمعية نسائية: تعديلات مدونة الأسرة مخيبة للآمال وتستند على قواعد فقهية متجاوزة    لتجاوز التعثرات.. وزارة التربية الوطنية ترسي الدعم المؤسساتي في 2628 مؤسسة للريادة    عبوب زكرياء يقدم استقالته بعد خسارة الدفاع الحسني الجديدي أمام الوداد    ابتسام الجرايدي تتألق في الدوري السعودي للسيدات وتدخل التشكيلة المثالية للجولة 11    تراجع أسعار الذهب    كذبة التخفيف الضريبي الكبرى!    النفط ينخفض مع ترقب تحركات ترامب بشأن قيود تصدير النفط الروسي    تنظيم أول دورة من مهرجان السينما والتاريخ بمراكش    أنت تسأل وغزة تجيب..    "تيك توك" تعود للعمل بأمريكا وبكين تدعو واشنطن لتوفير بيئة منفتحة للشركات    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    منها ذهبية واحدة.. جيدو المغرب يحرز 11 ميدالية    بعد عاصفة ثلجية.. فرق التجهيز والنقل بالحسيمة تتدخل لفتح الطريق الإقليمية 5204    إسرائيل تفرج عن 90 معتقلا فلسطينيا ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل مع حماس    إبداع النساء المغربيات في أطباق البسطيلة المغربية يبهر العالم    فريق كوري يبتكر شبكة عصبية لقراءة نوايا البشر من موجات الدماغ    إسدال الستار على فعاليات الدورة ال3 من المهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية    الجزائر.. فيروس ينتشر ويملأ مستشفيات البلاد بالمرضى    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل العلاقات الأمريكية المغاربية
نشر في هسبريس يوم 29 - 10 - 2008

اقتربت ساعة الحسم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في جو من الكساد الاقتصادي والانكماش السياسي، فالكل في العالم أصبح يتابع الأيام والدقائق الأخيرة في مباراة براك أوباما وجون ماكين، والكل يحاول الإجابة عن السؤال الرئيسي : من سيفوز بالانتخابات؟. فكثر النقاش والجدال حول سلوك الرجل الذي سوف يسكن البيت الأبيض وسياسته الدولية المستقبلية وكيف ستكون عليه أحوال الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، فإذا حللنا كلما يدور بهذه المناسبة، وإذا تتبعنا الخطب والمناظرات التي جمعت بين المتنافسين على البيت البيضاوي، نجد أن أمريكا الدولة لها مرتكزات ودعائم دبلوماسية تاريخية، تحرك علاقاتها الخارجية كيفما كان الرئيس و كيفما كان لون الحزب الذي ينتمي إليه. ضوابط تتحكم في علاقات أمريكا مع مختلف الدول والتي يمكن تلخيصها في مصلحتين اثنتين هما : ""

الطاقة والأمن القومي، وقد تنضاف إليهما بعض السلوكيات والمواقف السياسية الظرفية الثانوية، فالطاقة هي كيف يضمن الرئيس الجديد لبلاده لمواطنيه طاقة رخيصة و نظيفة، وما هي السبل الكافية لحمايتها وتأمينها من كل خطر خارجي.

أما الدعامة الثانية في السياسة الخارجية تكمن في مدى استمرار هذا البلد في قيادة العالم الحر و مجابهة أعداءه في كل مكان و في كل زمان لوحده أو مع حلفاءه. فإذا اعتمدنا على نوايا التصويت من خلال استطلاعات الرأي التي قامت بها بعض المؤسسات المعروفة بشفافيتها واستقلاليتها و مهنيتها كوول ستريت جورنال Wall Street Journal و مركز البحث بوي Pew و الموقع المستقل المختص في سبر الآراء ريال كلير بوليتكس Real Clear Politics، نلاحظ أن 51% من الأمريكيين سوف يصوتون على براك حسين أوباما ضد 48% لجون ماكين، فإذا تحققت تخمينات و تنبوءات كل مراكز استطلاع الرأي، التي هي قبل كل شيء نتائج فنية أكثر منها عملية حسب قول سترويت جورنال، فان الرئيس المقبل سوف يكون الديمقراطي براك أوباما، أول رئيس من أصل إفريقي.

ومهما كانت النتيجة، يمكن القول أن العلاقات الأمريكية المغاربية سوف لن تعرف أي تغيير جذري لسبب واحد، أن أمريكا لها علاقات متميزة الآن مع جميع دول شمال إفريقيا باستثناء موريتانيا (تداعيات انقلاب 6 غشت 2008)، أو بعبارة أخرى لا يوجد مشكل سياسي بين أمريكا يدفعها إلى تغيير الإستراتيجية الحالية في شمال إفريقيا. في هذا السياق، ينبغي أن نشير أن العلاقات الخارجية لأمريكا تطبخ من قبل ثلاثة هيئات رسمية : وزارة الخارجية، البانتغون ووكالة الاستخبارات الأمريكية: CIA، وأن كل هيئة تقدم تقريرها إلى مجلس الأمن القومي، الذي يتخذ القرار المناسب الخاص بالمشاكل المطروحة في المنطقة المغاربية، ولقد كان للوبيات دورا مؤثرا في صناعة القرار السياسي الاقتصادي، المتعلق بمنطقة المغرب العربي خاصة لوبي شركات النفط القريب من الجنرالات في الجزائر.

أما الملفات التي سوف يديرها الرئيس الجديد و المتعلقة بالمغرب العربي، فهي ملف الطاقة في الجزائر و ليبيا، وهذا سيبقى من اختصاص الشركات العابرة للقارات التي سوف يتحرر من نفوذها الرئيس الجديد سواء كان أوباما أو ماكين، فلازال ملف النزاع حول المحروقات مفتوحا بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر التي باعت حصة مهمة من شركة سونطراك للأمريكيين، تم انقلبت عليهم في تصويت آخر للبرلمان الجزائري الذي رفض خصخصة قطاع النفط والغاز، أما الجماهيرية الليبية، فلقد طوت ماديا كل تداعيات قضايا لوكربي وبرلين والطائرة النيجيرية، فليبيا فتحت أبوابها للاستثمارات الأمريكية في كل المجالات وبشروط تفضيلية خاصة في مجال النفط والمعادن و الزراعة و البتروكيماويات، فالطاقة بالنسبة للأمريكيين جمهوريين أو ديمقراطيين هي عنصر أساسي في مقاربة أمنهم القومي.

أما من ناحية الأمن والدفاع، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تهتم بالحرب على الإرهاب إلا بعد أحداث 11 شتنبر 2003، و بدأت تكتشف أن هذه الظاهرة عالمية و عنكبوتية و لا يمكن مواجهتها لوحدها. ومن هذا الواقع، اعتبرت الجزائر من أهم ساحات المواجهة في حرب لا يعرف مكان العدو لا سلاحه ولا تكتيكاته. المشكل الآخر الذي لا زال لم يعرف طريقه إلى الحل هو نزاع الصحراء المغربية، فموقف الإدارة الأمريكية المقبلة لن يتغير قط، فهي سوف تستمر في دعمها و تشجيعها للمبادرة المغربية القائمة على مقترح الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الذي يلقى صدى ايجابي و متزايد في العالم وفي أروقة الأمم المتحدة، فالجزائر و من خلال إعلامها كانت و لازالت تؤمن بأن الديمقراطيين سوف يضغطون على حليفهم القديم في المنطقة، لتقديم تنازلات في المفاوضات القادمة بين الأطراف المعنية والمهتمة بنزاع الصحراء، وذلك بناءا على الموروث الثقافي والسياسي للديمقراطيين في ميدان حقوق الإنسان والحريات العامة، إلا أن موقف الحزب الديمقراطي من المغرب فهو في الواقع ثابت واستراتيجي و يخضع لمعايير أخرى، خاصة و المرشحان هما مستقلان عن تأثير ونفوذ لوبي البترول والغاز الأمريكي، الذي تحاول الدبلوماسية الجزائرية توظيفه في دعم أطروحة الانفصال و التفكك في المنطقة المغاربية. فالمرشحان يناديان معا بتحرير الولايات المتحدة الأمريكية من التبعية البترولية لدول المغرب العربي و الشرق الأوسط،و من هذا المنطلق، فالولايات المتحدة سواء كان أوباما أو ماكين، ستولي اهتماما كبيرا في المستقبل بوضع البوليساريو و علاقاته بالقاعدة وخرقه لحقوق الإنسان، ومطالبة إياه فتح مخيمات الصحراويين المحتجزين في تندوف (الجزائر) للمراقبة والتفتيش الدولي من لدن المفوضية العامة للشؤون اللاجئين و المنظمة العالمية للطفولة و منظمات المجتمع المدني، وتقديم كل مسؤول عن خور قات الإنسان إلى المسائلة الجنائية: انه كشف الحساب الذي سوف تطالب به الجزائر مستقبلا..

ختاما، إن الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية هي صناعة تعتمد على قوة المال و جماعات الضغط، فلا يمكن بيع جلد ماكين، الجندي السابق في فيتنام ولا تخفيض سقف شعبية براك حسين أوباما قبل 4 نونبر 2008.

ذ.عبد الرحمن مكاوي
أستاذ العلاقات الدولية/جامعة الحسن الثاني
خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية
[email protected]
أستاذ العلاقات الدولية/جامعة الحسن الثاني
خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.