ورد في كتاب "ذاكرة ملك" للراحل الحسن الثاني أن شخصا حاول اغتياله أكثر من مرة، حين كان الملك في إحدى خرجات الصيد في ضواحي فاس. ولما عجز هذا الشخص عن تنفيذ جريمته، خرج مباشرة إلى الملك واعترف له بمخططه. وورد في الكتاب نفسه أن الملك الراحل عفا عنه، مشيرا إلى أن هذا الشخص أصبح بعدها من مؤسسي نادي الرجاء البيضاوي (فرع كرة القدم). "" وبمناسبة الحديث عن فريق كروي، فقد تناقلت وسائل الإعلام، هذه الأيام، في المغرب وفي إسبانيا خبر إدانة التلميذ "ياسين بلعسل"، المتحدر من قرية "أيت ورير" في ضواحي مراكش، بسنة ونصف حبسا نافذا، بتهمة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك". "فريق كروي"، "المغرب إسبانيا"، "إدانة تلميذ بسنة ونصف حبسا نافذا"، "تهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك"، يبدو أن هناك خلطا في عناصر هذا الخبر، لكن حين يتضح أن التلميذ "ياسين" كتب على سبورة القسم الذي يدرس فيه ما يلي: "الله الوطن البارصا"، نسبة إلى فريق برشلونة الإسباني، يزول هذا الخلط. الكثيرون في المغرب وفي إسبانيا أيضا لم يستسيغوا اعتقال التلميذ وإدانته وإيداعه السجن. فاعتقاله لم يتم لأنه ارتكب الشغب في ملعب كرة القدم، وإنما منبع شغبه أنه "تلاعب" بكلمات الشعار الوطني، ولنترك للقضاء في مرحلة الاستئناف واسع النظر في أن هذا "الشغب" لا يرقى إلى مستوى تهمة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك". غير أن ما يجب التأكيد عليه أن المعمول به في قضائنا أن النيابة العامة لا تجد عن الاعتقال بديلا في جنحتين، جنحة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك"، وجنحة "حيازة المخدرات والاتجار فيها"، فالنيابة العامة تفترض في هاتين الجريمتين سوء النية القبلية، ولذلك تأمر بالاعتقال وتحيل المتهم على المحاكمة، ونادرا ما تعترض على حكم البراءة، خاصة في مرحلة الاستئناف. إذن المشكل ليس في القضاء عموما، ولكن في طبيعة نظرة مؤسسة النيابة العامة إلى جنحة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك"، والأمر الأوتوماتيكي باعتقال مشتبه في ارتكابها. قد يبدو للبعض أن استحضار هذا الركن لما ورد في كتاب "ذاكرة ملك" خارج السياق، لكن من يدري ربما سيرى البعض الآخر عكس ذلك. [email protected] عمود فيها إن للحسين يزي بجريدة الصباحية أنقر هنا للتوقيع على عريضة المطالبة بإطلاق سراح التلميذ ياسين بلعسل