يبدو أن السحابة التي حجبت شمس الوُدّ بين وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار وموظفي وزارته إلى جانب الأساتذة بعد منع منحهم تراخيص اجتياز الامتحان الشفوي بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، بدأت في الانقشاع بعد لقاء جمع الوزير بلمختار إلى جانب الوزير المنتدب بالكتاب العامين للنقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية. بلمختار، وبموجب محضر مشترك بين جميع الأطراف، سمح للأساتذة الناجحين في الامتحان الكتابي والمتوفرين على الشروط النظامية باجتياز الامتحان الشفوي، مع التزام المترشحين الناجحين بصفة نهائية الاستمرار في القيام بمهام التدريس بمقرات عملهم الحالية إلى غاية نهاية السنة الدراسية على أساس السماح لهم بصفة استثنائية بولوج المراكز المذكورة برسم الموسم الدراسي 2014_2015 وذلك حفاظا على حق التلاميذ في تمدرس قار ومستمر. إلى ذلك، تضمنت ذات الوثيقة تذكيرا للمرشحين المعنيين الذين لا تتجاوز أقدميتهم الإدارية أربع سنوات، بأنهم سيفقدون في حالة نجاحهم عند التخرج من المراكز المذكورة أقدميتهم في الدرجة المكتسبة في إطارهم الأصلي طبقا للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل. مع التزام الناجحين المعنيين بالأمر قبولهم بهذه الوضعية مع تحملهم نتائج الوضعية الإدارية الجديدة. بالموازاة مع المقتضيات والشروط السالفة الذكر، ستقوم الوزارة في سابقة من نوعها، بتفعيل آلية من الآليات القانونية التي تتوفر عليها بصفة استثنائية نظرا لخصوصية القطاع، ويتعلق الأمر بتنظيم مباريات مهنية لفائدة موظفي القطاع المرسمين الخاضعين للنظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية والحاصلين على الشهادات الجامعية وذلك في غضون شهر يناير 2014، وهي المباريات التي ستتيح إمكانية ترقية المترشحين إلى درجة أعلى ودون الحاجة إلى ولوج مراكز التكوين. تعليقا على القرار، اعتبر عبد الإله دحمان نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في تصريح لهسبريس، أن المحضر كان بمثابة حل توافقي تنازل فيه المتضررون لما فيه مصلحة التلميذ، حيث أن النقابات التي حضرت اللقاء مع الوزير تعاملت مع القضية بمسؤولية ومراعاة للتلميذ وتمدرسه، "كنا نأمل أن يكون اجتياز الشفوي بدون شروط وبدون تأجيل، لكن تعاملنا مع الواقع يفرض علينا مراعاة مصلحة التلميذ وأستاذه، على اعتبار أن الموسم الدراسي قد بدأت أطواره منذ مدة". وأوضح المتحدث، أن موقف النقابات المبدئي متمثل في اجتياز الأساتذة للامتحانات والمباريات دون شرط أو قيد على اعتباره حقا مكفولا، "لكن تعاملنا مع الملف بهاته الطريقة جاء بسبب اقتراب الامتحان ومراعاة للحالة النفسية للمتضررين".