وسط صيحاتِ التّكبير والتهليل وشعارات غاضبة من سياسة الدولة صوب معتقلي "السلفية الجهادية" بالسجون، احتشد العشرات من السلفيّين والسلفيّات اليوم أمام مقرّي المجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة العدل والحريات، في يوم احتجاجي يشمل برنامجه الوقوف أمام مقرّ البرلمان، يدعو إلى الاستجابة لمطالب المُضربِين عن الطعام من المعتقلين في إطلاق سراحهم وتسوية وضعيتهم. بين "لا إله إلا الله.. منصورون بإذن الله" و"مكتوب على عَلَمنا.. الجلّاد طاغي في بلدنا" و"المجلس ديما خاينّا.. نقول لا للي قمعنا".. يتوسّطها شعار "الموت ولا المذلة"، صدحت حناجر المُحتجين، أغلبهم من المعتقلين السابقين وعائلات القابعين وراء السجون والمتعاطفين معهم، بشعارات غاضبة أخرى تطالب بإسقاط قانون مكافحة الإرهاب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الإسلاميّين وتسوية أوضاعهم التي وصفوها بالمأساوية والكارثية. وتقول اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميّين، المنظمة لليوم الاحتجاجي، إن الوقفات تأتي وفاءً ل"الشهيد" محمد بن الجيلالي وتحمل في طياتها رسالة سِمَتُها " كفى قتلا وتشريدا وهضما لحقوق المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية "، مشيرة إلى أن حقوق هؤلاء المعتقلين السجنية مهضومة، نظرا لإبعادهم عن عائلاتهم ووضعهم وسط معتقلي الحق العام إضافة إلى "حملات استفزازية" تقودها إدارة السجون، على حد تعبير اللجنة. أحمد بلبركة، عضو المكتب التنفيذي للجنة المشتركة، قال لهسبريس إن الاحتجاج يأتي من أجل لفت الانتباه إلى الإهمال الطبي الذي يتعرض له المعتقلون المضربون عن الطعام داخل السجون طلبا لتنفيذ مطالبهم، مشيرا أن هناك 3 حالات "خطيرة" بسجن خريبكة المحلي وصلت إلى اليوم 43 من الإضراب المفتوح عن الطعام "مطالبهم بسيطة تتمثل في نقلهم بعيدا عن معتقلي الحق العام حيث التدخين والمخدرات والموسيقى". وأضاف بلبركة أن غياب الحوار الرسمي مع المعتقلين يدفعهم إلى الدخول في إضراب عن الطعام، "إنه احتجاج مطلوب على سياسة المندوب السابق بنهاشم الذي أراد صهر المعتقلين الإسلاميين داخل الحق العام من أجل طمس الملف"، مضيفا "قانونهم يقول كلما عذب الجلاد كثيرا كلما ترقى في سلمه الوظيفي أكثر". وطالب منسق المعتقلين الإسلاميين داخل السجون الدولة بحلٍّ عادل ومعقول لملف معتقلي السلفية الجهادية، معتبرا أن المبادرات التي طرحت في الساحة أخيرا لا ترقى إلى طموحات المعتقلين وعائلاتهم، "يجب أن يخضع من ثبُتت التّهم في حقهم إلى محاكمة عادلة.. لكن الأغلبية اعتقلوا لأفكارهم فقط، والحل هو الإفراج عنهم والاعتذار لهم"، يقول بلبركة لهسبريس.