حلول ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ضيفا على برنامج "نصف ساعة" كان مناسبة للحديث عن وضعية المهاجرين بالمغرب خاصة المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء و الظروف المقلقة التي يعانونها فوق تراب المملكة. رئيس CNDH صرح، ضمن الحلقة التي تعرض منتصف ليلة الأحد، أن الهجرة بين الدول جنوب-جنوب أصبحت تلامس ، تقريبا، معدلات الهجرة من دول الجنوب نحو الشمال. هذه التطور لم تأخذه إدارات بلدان الجنوب و سياساتها بعين الاعتبار للتعامل مع ظاهرة الهجرة التي ألفت هذه المجتمعات أن تكون مصدرا لها. تفاعلا مع سؤال مفاده إن كانت وضعية المهاجرين الحرجة بالمغرب، حسب التقارير المنشورة، راجعة أيضا إلى عنصرية موجودة داخل المجتمع، أجاب ضيف هسبريس، أن الصراحة تقتضي الاعتراف ببعض مظاهر العنصرية داخل المجتمع المغربي. ادريس اليزمي حاول التخفيف من ثقل الاعتراف بالقول أن "المهم هو خلو المغرب من أحزاب سياسية تبني برامجها على العنصرية كما هو الحال في أوروبا" موضحا أن المجتمع المدني المغربي أبان عن تضامن فريد من نوعه حيث استشهد الضيف بوجود 30 منظمة غير حكومية تعمل يوميا مع المهاجرين بالإضافة إلى فتح المنظمة الديمقراطية للشغل لأحد فروعها النقابية الخاصة بالمهاجرين. اليزمي لم يفته تثمين الهيكلة الحكومية الجديدة التي جعلت إشكالات الهجرة ضمن اختصاص وزير الجالية كما تذكر بإعادة فتح مكتب اللاجئين كآلية مغربية استطاعت حل حوالي 30 حالة إنسانية كانت عالقة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يقول رئيس المؤسسة الحقوقية الرسمية. يشار أن ندوة إقليمية حول "حكامة الهجرة وحقوق الإنسان"، نظمت بالرباط صيف السنة الحالية ، كانت قد تناولت موضوع الهجرة كموضوع حارق حيث أشار فيها المشاركون الى الهجرة كمادة للإنشغال و مصدر للجدل يساءل السلطات العمومية و المجتمع المدني و الباحثين و آليات حقوق الإنسان. غير بعيد عن الندوة، زمانا و موضوعا، أصدر المجلس الوطني لحقوق الإنسان تقريرا بعنوان "الأجانب و حقوق الإنسان بالمغرب: من أجل سياسة جديدة في مجال اللجوء و الهجرة". الصورة التي رسمها التقرير لواقع الهجرة و اللجوء بالمغرب لم تكن وردية.