ما زالت موجة النزوح الإفريقي إلى جزر الكناري، عبر مناطق جنوب المغرب، تجذب عشرات المهاجرين غير النظاميين المغاربة وآخرين قادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء؛ فقد تدخلت البحرية المغربية، أمس الاثنين، لإنقاذ بعض الناجين الذين تاهوا قبالة شواطئ طرفاية. وعلى الرغم من انتشار وباء "كورونا" في أوروبا وإفريقيا، فإن حلم "العبور" إلى الضفة الأخرى ما زال يراود عددا من المهاجرين غير النظاميين، حيث أشارت مصادر إلى أن "قاربا للهجرة انطلق من شاطئ طرفاية، عند حدود الساعة الخامسة مساء، يقل مهاجرين من بينهم أطفال". وأفاد تكسيما سانتانا، الصحافي ومستشار رئيس حكومة جزر الكناري المكلف بالهجرة، بأن غرق سفينة قبالة سواحل طرفاية خلّف مقتل شخصين وفقدان أكثر من 40 شخصا. وأوضحت مصادر حقوقية لهسبريس أن القارب الذي غادر طرفاية كان على متنه 55 شخصا، وفي الوقت الحالي هناك عشرة ناجين فقط، مبرزة أن "القارب تاه في عرض البحر لأكثر من سبع ساعات". وتعرف سواحل المملكة "هدوءا نسبيا" بفعل تراجع معدلات الهجرة غير النظامية خلال هذه الفترة؛ غير أن تقارير إعلامية أكدت أنه "على الرغم من إجراءات العزل والإغلاق، فإن الشرطة وعناصر خفر السواحل تدخلت غير ما مرة لتوقيف مهاجرين". وذكر مستشار رئيس حكومة جزر الكناري المكلف بالهجرة في تدوينة له على "تويتر" أنه تم إنقاذ جثث المتوفين وأن البحرية المغربية كانت مسؤولة عن نقل الناجين إلى طرفاية. "أكثر من 40 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين في البحر في حطام سفينة جديدة على هذا الطريق" وفق تعبيره. وأشارت منظمة ALARM PHON غير الحكومية إلى أنها تلقت، في منتصف الليل، مكالمة من القارب. وأوضحت، في نشرة على شبكة التواصل الاجتماعي، أن المهاجرين "كانوا في حالة من الذعر". كما رددت الناشطة هيلينا مالينو عن حادثة غرق السفينة: "فقدان 43 شخصا في غرق سفينة قبالة سواحل طرفاية. البحرية المغربية أنقذت عشرة ناجين وانتشلت جثتين".