بعد حوالي ثلاثة أشهر على إعلان حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، عن التحضير لتشكيل "جبهةِ معارضة" لمواجهة حكومة عبد الإله بنكيران، أعلن الحزبان، صباح اليوم الخميس، عن توقيع وثيقة مرجعيّة وبرنامج عملِ التحالف المشترك بينهما، وذلك في مقرّ حزب الاستقلال بالرباط. وثيقة العمل التي وقعها عن الاتحاد الاشتراكيّ كاتبه العامّ إدريس لشكر، وعن حزب الاستقلال أمنيه العامّ حميد شباط، حملت معالم عن تحالفِ معارضةٍ يرمي إلى تقديم بدائل "عن الإجراءات الحكومية المرتجلة، بخصوص الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يمرّ منها المغرب، والعمل على تنزيل مقتضيات الدستور"، حسب ما صرّح به الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر. لشكر أوضح في معرض كلمته الافتتاحية أنّ الحزبين سيستهلاّن عملهما بعد التحالف بمهمّة العمل على "إضفاء الوضوح على المشهد السياسي، من أجل إتاحة الفرصة للمواطنين للاختيار، وأن يكون للرأي العامّ سلطة حقيقية عن بيّنة واقتناع"، وأضاف أنه "كلما كان هناك اتحاد بين حزبيْنا، يتمكّن المغرب من تحقيق مكتسبات"، قبل أن يعود إلى ما بعد مرحلة التناوب التوافقي، قائلا إنّ "انفراط عقد الاتحاد بين الحزبين، هو الذي أدّى إلى الانقلاب على المنهجية الديمقراطية". من جانبة وصف الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، توقيع الحزبين على وثيقة العمل المشتركة ب"اليوم العظيم"، قائلا "لقاؤنا اليوم نريده أن يكون رسالة طمأنة إلى الشعب المغربي، ورسالة أمل إلى في مغرب الغد، ومفتاحا للأبواب الموصدة في وجه التطوّر والنماء واسترجاع الثقة المفقودة في العمل السياسي النبيل"، واصفا التحالف بين الحزبين ب"ثنائي الأمل". وبدَا الحنين إلى زمن الكتلة الديمقراطية جليّا، من خلال كلمتيْ زعيمي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، إذا قال شباط، "لقاؤنا اليوم هو استحضار للماضي واستشراف للمستقبل، ونعلن لكم أنّ حزبينا وفيّان للدور الذي لعبته الكتلة، ولو كان ثالثنا، الذي اختار طريقا غير طريقنا، غائبا"، في إشارة إلى حزب التقديم والاشتراكية، المشارك في الحكومة، دون أن يذكره بالاسم. وأضاف شباط، أنّ الهدف من التحالف بين حزبه وحزب الاتحاد الاشتراكي، هو "التشبث بالقيم والمبادئ وتحصين المكتسبات، والسعي إلى بناء دولة القانون، وبناء اقتصاد قوي، وتعميم التعليم وتوفير السكن والحماية الاجتماعية لحفظ كرامة الشعب". شباط، الذي استعان بعدد من الآيات القرآنية في كلمته، وجّه رسالة مبطّنة إلى حزب العدالة والتنمية، قال فيها "نحن متيقّنون من أننا منتصرون"، دون أن يوضح ما إن كان "النصر " الذي يقصده هو الفوز في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، مكتفيا بالقول "نحن متيقنون من أننا سننتصر، ومتيقنون من أنّ الليل سينجلي، والقيود وستنكسر، وأنّ السحر سينقلب على الساحر". غير أن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكيّ أشار في معرض ردّه على أجوبة الصحافيين إلى أنّ التنسيق بين الحزبين سيشمل الاستحقاقات الانتخابية القادمة، إذ أكد أنّ "قرار الدعوة إلى انتخابات مبكرة، هو من اختصاص الأجهزة المقررة، ونحن في موقعنا في المعارضة نسائل ونحاسب، غير أننا إذا تبيّن لنا أنّ الوضع لا يحتمل سنطالب بانتخابات مبكرة"، مضيفا أنّ حزب العدالة والتنمية "لو كان متيقنا من أنه سيفوز في الانتخابات للجأ إليها بعد انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة".