المسؤولون ملزمون بتدبير الوضعية وتوفير مخزون مناسب في بنوك الدم قبل وقوع المريض في دوامة البحث "" كثيرا ما يقف المرضى الذين يقصدون المستشفيات العمومية، لإجراء عمليات جراحية أو الولادة أو علاج أحد الأمراض الخبيثة أو المستعصية أو الذين تعرضوا لحوادث خطيرة فقدوا على إثرها كمية كبيرة من الدم، عاجزين عن تدبير كمية من الدم الذين يحتاجونه. وقد يضطر مرافقوهم إلى جلب أقاربهم أو أصدقائهم للتبرع لهم بأكياس من الدم، وهي "مهمة صعبة" يقول العديد من المرافقين للمرضى بكل من المستشفى ابن سينا بالرباط وابن رشد بالدار البيضاء والغساني بفاس والفارابي بوجدة ومستشفى الحسني بالناظور، خاصة المرضى الذين يأتون من مناطق بعيدة أو القرى . وأجمعوا على أنهم يجدون صعوبة كبيرة في إقناع الأشخاص بالتبرع، الأمر الذي يدفعهم إلى "تسول" الدم حتى لا يضيع دورهم في الدخول إلى غرفة العمليات وقال المتضررون إن الدخول لإجراء العمليات بالمستشفيات العمومية ليس بالأمر الهين، ففضلا عن المعاناة في البحث عن الدور وما يتبعه من دفع " التدويرة " فإن المريض يجد نفسه مرهونا بملفه، الذي يجب أن يكون مدونا عليه تبرعين أو ثلاثة. وإذا كانت العملية الجراحية أوفي بعض حالات الولادة الصعبة، سهلة نوعا ما بالنسبة للأشخاص القادمين من المدن حيث أن غالبا ما تكون عائلاتهم على وعي بأهمية التبرع بالدم ، فإن المرضى القادمين من القرى والمناطق النائية عموما كثيرا ما يجدون أنفسهم في وضعية حرجة وأحيانا مستحيلة ، وما يزيد من مشاكل هؤلاء عندما تكتشفون أن الأشخاص الراغبين في التبرع لهم ليسوا دائما مؤهلين، أي أنهم يعانون من أمراض كارتفاع ضغط الدم أو أنهم تناولوا عقاقير طبية حتى لو كانت خاصة بآلام الأسنان أو بالزكام. وأمام هذه الصعوبات التي يواجهها المرضى يلجأ بعضهم إلى "تسول" أكياس الدم من بعض الجمعيات الخاصة المنتشرة ببعض المدن،أو شراء الدم الذي لا يكون في متناول الجميع، الأمر الذي يستدعي من المسؤولين، خاصة الوزارة المعنية، تدبير الوضعية قبل وقوع المريض في هذا الموقف المحرج الذي قد يكلفه حياته وذلك بتنظيم حملات التبرع بالدم والحسيس، لتوفير مخزون مناسب في بنوك الدم لكي لا يضطر المتبرعين لنقل الدم مباشرة للمريض كما يحدث في الحالات الاستعجالية، وذلك بتنظيم حملات تبرع في القرى والمناطق المجاورة باستمرار، لتوفير الكمية المناسبة قبل أن يقع المريض في دوامة البحث عن الدم ، مع تشجيع المتبرعين وتوعيتهم بفوائد التبرع بالدم عبر نشرات في بنوك الدم أو حملات توعية، والقيام بحملات التبرع على أساس الذهاب للمتبرع نفسه لا أن يأتي المتبرع إلى المريض، وتغيير أماكن الحملات لاستيعاب كم أكبر من المتبرعين خاصة وأن استطلاعات للرأي ، كثيرة أنجزتها جمعيات مهتمة كشفت عن تراجع مخاوف المغاربة من التبرع بالدم، وازدياد الرغبة في التبرع . [email protected]