دعا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، اليوم الثلاثاء من لندن، إلى إقرار شراكة بين الدول الصناعية المتقدمة وبلدان العالم الإسلامي تكون مربحة لمختلف الأطراف.. وأوضح، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة للمنتدى الإقتصادي الإسلامي العالمي الذي ينظم تحت شعار "عالم متغير وعلاقات جديدة"، أنه "يجب تأسيس هذه الشراكة على أساس الاحترام المتبادل مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل طرف". وأبرز رئيس الحكومة أن العلاقات بين الدول السائرة في طريق النمو والدول المتقدمة شهدت تطورا ملحوظا، مشيرا إلى ضرورة بدء عهد جديد قوامه شراكة خلاقة للثروات وفرص النمو خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأمم.. وأوضح، أنه وعيا منه بأهمية هذا الرهان، فقد اختار المغرب اتخاذ "سلسلة من التدابير الرامية إلى تسهيل وتبسيط ظروف وشروط الاستثمار أمام الفاعلين الوطنيين والدوليين، وتحسين مناخ الأعمال"، داعيا الأجيال الشابة إلى الأخذ بزمام المبادرة وتطوير كفاءاتها بهدف دعم نمو وتنمية بلدانها. وقال رئيس الحكومة، من جهة أخرى، أن اختيار مدينة لندن لاحتضان المؤتمر لأول مرة خارج بلد اسلامي يبرز بوضوح سعي البلدان الإسلامية إلى بناء مستقبل بتشارك مع باقي الأمم.. كما استعرض بنكيران ما قال إنه مسار للإصلاحات والتقدم حققه المغرب بقيادة الملك محمد السادس "لاسيما في ما يتعلق بالإصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية، والتي مكنت من تعزيز وتوطيد الاستقرار في وقت تعيش فيه المنطقة على إيقاع التوترات" وفق تعبير بنكيران. وأجرى عبد الإله بنكيران، على هامش الموعد، مباحثات مع وليم هيغ، وزير الخارجية البريطاني، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيز الشراكة بين البلدين، وذلك على هامش مشاركة المسؤول المغربي في الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي التي انطلقت اليوم بلندن.. وفي تصريح له عقب مباحثاته مع بنكيران، قال وزير الخارجية البريطاني إن "المغرب يعد بلدًا نموذجيًّا في مجال الإصلاحات بمنطقة شمال إفريقيا"، وأضاف هيغ أن "المملكة المتحدة ستواصل دعم مسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب"، كما أشاد هيغ بما وصفه "تقارب وجهات نظر البلدين بخصوص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك"، منوهًا بالتنسيق بين لندن والرباط على مستوى الأممالمتحدة بخصوص القضايا الاستراتيجية الدولية. الأمير تشارلز، أمير بلاد الغال ولي عهد المملكة المتحدة، استقبل رئيس الحكومة المغربية مساء انطلاق فعاليات المؤتمر، حيث جرى هذا الاستقبال، الذي احتضنه قصر "كلارينس هاوس"، بمقر إقامة الأمير تشارلز، في أجواء ودية وبحضور سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة للاجمالة، حيث عقد الجانبان مباحثات.