الفاسي الفهري: المغرب مرتاح للإدانة الدولية للاستيطان الإسرائيلي بالقدسالشرقية أكد وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أول أمس الاثنين، بالرباط، أن عدم تسوية قضية الصحراء يعيق قيام "تعاون إقليمي فعلي". الفاسي الفهري تباحث مع نظيره البريطاني بحضور سفيرة المغرب بلندن الشريفة للاجمالة (كرتوش) ودعا هيغ، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، الأطراف إلى مواصلة التزامها في إطار المسلسل الأممي من أجل إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي. وأشاد وزير الشؤون الخارجية البريطاني، الذي يقوم بأول زيارة له للمغرب منذ تعيينه في هذا المنصب في ماي 2010، من جهة أخرى، بالإصلاحات التي جرى إطلاقها بالمغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا جودة العلاقات بين بريطانيا والمغرب في مختلف المجالات. وأشار هيغ إلى أنه تطرق مع الفاسي الفهري للعلاقات الثنائية، وسبل إعطاء دينامية جديدة لاتفاقية الشراكة بين البلدين، التي تهم بالخصوص، تعزيز العلاقات التجارية، وكذا القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا. وأضاف أن هذا اللقاء تطرق، أيضا، لآفاق الاندماح الإقليمي وللعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي. من جهته، أعرب الفاسي الفهري عن ارتياحه للتطور الذي عرفته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، وكذا لدخول برنامج الشراكة بين البلدين، الذي جرى إطلاقه خلال الزيارة التي قام بها للندن في شهر مارس الماضي، حيز التنفيذ. كما نوه الوزير، بالتعاون الثنائي، لاسيما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والقضائية. وسجل أن زيارة هيغ للمغرب، التي تعكس إرادة بريطانيا لتعزيز تعاونها معه، تأتي في ظل ظرفية مطبوعة بالتطورات الجارية في العديد من البلدان العربية. وأشاد، من جهة أخرى، بالموقف الإيجابي للحكومة البريطانية من الإصلاح الدستوري والأوراش الكبرى التي انخرط فيها المغرب تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن هذا اللقاء شكل، أيضا، مناسبة لتدارس الأوضاع بالعديد من البلدان العربية، والأزمة الاقتصادية، التي تشهدها بعض دول الاتحاد الأوروبي، والتعاون على مستوى منطقة المتوسط، وكذا آخر التطورات بإفريقيا جنوب الصحراء. من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الاثنين، بالرباط، أن المملكة المغربية تسجل بارتياح الإدانة الدولية الشاملة للتوجه الإسرائيلي لبناء وحدات سكنية جديدة بالقدسالشرقية في تعارض مطلق مع الشرعية الدولية. وقال الفاسي الفهري، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره البريطاني، ويليام هيغ، إنه "على إثر قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 1100 وحدة سكنية جديدة في حي "جيلو" بالقدسالشرقية، والنية المعبر عنها ببناء مستوطنة جديدة تضم 2600 وحدة سكنية جديدة، فإن المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجنة القدس، تسجل بارتياح الإدانة الدولية الشاملة لهذا التوجه الإسرائيلي، الذي يتعارض مطلقا مع الشرعية الدولية، ويعد خرقا سافرا لقرارات الأممالمتحدة بشأن منع تغيير وضع وطبيعة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية". وأضاف أن هذه التصرفات الإسرائيلية غير المشروعة والمرفوضة، "تشكل إمعانا في تقويض فرص السلام بالمنطقة، وتعرقل المبادرات البناءة والمساعي الجادة للمجتمع الدولي". وقال إن المملكة المغربية، إذ تؤكد ضرورة العمل على دعم الجهود الهادفة إلى تكريس أسلوب التفاوض بدل منطق القوة وفرض الأمر الواقع، تدعو المنتظم الدولي إلى إبداء الصرامة والفعالية المطلوبة، من أجل خلق مناخ ملائم لاستئناف المفاوضات وتفادي كل ما من شأنه أن يعرقل الجهود الرامية إلى ذلك، خاصة التدابير أحادية الجانب من إسرائيل. من جهة أخرى، أكد الفاسي الفهري تضامن المغرب الكامل مع المملكة العربية السعودية، على إثر الكشف عن محاولة الاغتيال، التي كانت تستهدف السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال الفاسي الفهري "إن المملكة المغربية تدين بشدة هذه المحاولة المناهضة للقيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية والخارجة عن الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية". وأضاف أن "المملكة المغربية لا تستغرب هذا السلوك الصادر عن جهات إيرانية ما فتئت تهدد جيرانها وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي الأسباب نفسها، التي سبق وأن دفعت المملكة المغربية إلى قطع علاقاتها مع إيران". والتقى وزير الشؤون الخارجية البريطاني، وليام هيغ، مساء أول أمس الاثنين، بمقر السفارة البريطانية بالرباط، بعدد من قيادات الأحزاب السياسية وممثلي فعاليات من المجتمع المدني. وذكرت القناة التلفزية (الأولى) في نشرتها المسائية، أن هيغ أشاد خلال هذا اللقاء، بالإصلاحات السياسية والدستورية بالمغرب، التي توجت بإقرار دستور جديد، واصفا إياها ب"المتقدمة" وأنها جعلت المغرب من ضمن الدول الرائدة في مجال الديمقراطية والحريات العامة. وأكد وزير الشؤون الخارجية البريطاني، في تصريح للقناة، أنه جرى التطرق إلى الانتخابات التشريعية المقبلة بالمغرب، وكذا إلى أهمية بلورة برامج الأحزاب السياسية على أرض الواقع. من جهته، أبرز عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتقديم صورة للمسؤول البريطاني على مستوى التطور، الذي يشهده المغرب، خاصة بعد إقرار الدستور الجديد. أما حميد نرجس، عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، فأكد أن هذا اللقاء شكل فرصة لإبراز التحديات التي على الأحزاب السياسية مواجهتها في المستقبل، وكذا السبل الكفيلة بتفعيل الدستور الجديد خاصة على مستوى تأهيل عمل الهيئات السياسية. من جانبه، قال نزار بركة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إنه جرى التشديد على أن المغرب يعد نموذجا يحتذى في مجال الإصلاحات بالنسبة لدول المنطقة، مشيرا إلى الفرص المتعددة المتاحة لتحقيق الاندماج الإقليمي وكذا على صعيد حوض الأبيض المتوسط. يذكر أن وليام هيغ يقوم حاليا بزيارة رسمية للمغرب تعد الأولى له منذ تعيينه في هذا المنصب في ماي 2010.