إعلان للقراء الملتحقين الجدد: بالنسبة للقراء الجدد، المرجو الرجوع لفقرة "فريق النخبة و فريق النظام" التي تم نشرها مؤخرا على صفحات هسبريس الإلكترونية قبل قراءة ما يلي، وذلك لفهم أطوار ومجريات المباراة. شكرا لكم. المباراة لم تنته بعد، و التغطية المباشرة مازالت مستمرة. لا جديد يذكر. كرة واحدة، و مرمى واحد، و ثلاثة فرق تتجادل الكرة في نصف الملعب في مشهد سريالي لم يخطر على قلب بشر. كل اللاعبين في نفس المعترك. و كل لاعب يلعب لنفسه و لا يأبه لقميص فريقه. ففي نصف الملعب ثلاثة ألوان لثلاثة فرق، و لكن كل لاعب يلعب من أجل نصرة نفسه ضد الجميع. لم يختر اللاعبون أقمصتهم. بل وزعت عليهم و اضطروا لارتدائها عنوة. لا أحد من اللاعبين يحب لون فريقه، فكل لاعب يلعب لنفسه و يريد التسجيل و الإنفراد بالبطولة لوحده. ما هكذا يتم إرضاء الجماهير الكروية. و تتهاطل أهداف التخلف عن هدف التقدم في المرمى الوحيد الذي لا حارس له. كل هدف يسجل في المرمى الوحيد من طرف لاعبي فرق التفرقة يزيد عمق الفارق عن هدف التقدم. الجميع منهزم. لا تكرّس الأهداف المسجلة سوى انهزام الجميع فرقا و لاعبين. لا سبيل للانتصار. الانتصار مستحيل. و كيف لا و المرمى وحيد في الملعب، و الكل يثقله بأهداف التخلف عن هدف التقدم؟ يا للمفاجأة، صفارة الحكم. هذه ليست مباراة. هذه فوضى عارمة. الفرق الثلاث تتقاتل في ما بينها على الكرة و لا يتجاوز العراك نصف الملعب. لا مؤازرة و لا صديق و لا نصير لأي أحد من اللاعبين. الفرق ليست فرقا إلا بألوان أقمصتها الموحدة. أما اللاعبين، فكل واحد منهم يلعب ضد الجميع فرقا و أفرادا. و مرمى واحد في الملعب. ما هكذا يكون اللعب و الانضباط لقانون اللعبة الكروية. هذا ليس لعبا. هذا عبث. إذا، يصفّر الحكم. الحكم غاضب. تقف الكرة على الدوران و تستكين. اجتماع طارئ للفرق الثلاثة برئاسة حكم المباراة. يا للهول. "فريق النخبة" و فريق النظام" و "فريق التسليم"، لا علم لأي أحد منهم بأن إجراء مباراة كروية يقتضي مرميين و فريقين لا ثالث لهما. طيب. حكم المباراة متفهم و لا يريد توبيخ أو طرد من لا يفهم. فكل امرئ له الحق في الفهم أولا و لو كان ذكاؤه في غاية التواضع. حكم المباراة يتفضل بالشرح. كل مباراة في الكرة لا بد و أن تجري أطوارها بين فريقين في الملعب كلّه و ليس في نصفه. كل فريق يدافع على نظافة مرماه و يحاول تسجيل هدف التقدم في مرمى الخصم. كل فريق يتكون من لاعبين لهم نفس الهدف و هو انتصار فريقهم، و لا يهم من الذي يسجل هدف التقدم. هذا يعني أن على لاعبي نفس الفريق أن يتعاضدوا في ما بينهم و أن يضعوا خطة محكمة من أجل الانتصار، و ذلك بتسجيل هدف التقدم. الكرة لها قانون لا يمكن تجاوزه. فلا يجب، مثلا، لأي لاعب تسجيل هدف في مرمى فريقه لأن هذا يعني تسجيل هدف التخلف و ليس هدف التقدم... و لا يحسبنّ أحد من اللاعبين أنه وحده في الميدان فيستمر في اللعب على هواه، و يستمر في تسجيل الأهداف على مرماه و مرمى فريقه، و يفرح لمجرد أنه سجل هدفا، و ذلك لأن تسجيل أهداف التخلف يضر بالكرة و بالجماهير الكروية قاطبة. لا يحسبنّ أحد من اللاعبين أنه وحده في الميدان. فهناك من يسجّل تسجيل الأهداف...، مع تصنيفها إما في خانة أهداف التقدم أو في خانة أهداف التخلف... و في الأخير يتم اتخاذ القرار الحاسم. فإما يعزّ اللاعب أو يهان. إما أن يتوج اللاعب بطل الجماهير الكروية أو أن يطرد شر طردة من ملعب الكرة. لا يحسبنّ أحد من اللاعبين أنه وحده في الميدان، فالذين يسجلون تسجيل الأهداف، و يصنفونها حسب تخلفها أو تقدمها، لهم مصالح كروية عامة عالمية لا يتهاونون في الحفاظ عليها مهما كلّف الثمن... و إنما استياء الجماهير الكروية لا يخدم بتاتا المصالح الكروية العامة العالمية للذين يسجلون تسجيل الأهداف و يصنفونها حسب تخلفها أو تقدمها... فمهما كانت تقنيات اللاعب و مهاراته الفردية لامعة فهو معرض للطرد المهين إذا كان الهدف الذي يسجله متخلف عن هدف التقدم الكروي و المشهد الكروي العام العالمي. الحقيقة أن الجماهير الكروية مستاءة جدا كما أن مستوى الكرة مضمحل و متخلف غاية التخلف. و الدليل صمت الجماهير الكروية التي لا تهتف و لا تشجع و لا تتغنى بالكرة على عكس ما يظن البعض. التغير الكروي الشامل على الأبواب بطريقة لم يسبق لها مثيلا... (-و انتهى الكلام، فللكرة أسرارها-...) الخطر، كل الخطر، في أن تكتسح الجماهير الكروية الميدان، دون سابق إنذار، و تمسك بالكرة و تعصف بكل اللاعبين في نصف الميدان. لا بد للعب أن يمتد في كل الميدان و ليس في نصفه فقط. كما لا بد لمرميين في الميدان و ليس مرمى وحيد لا تسجل فيه سوى أهداف التخلف عن هدف التقدم. كل ما يهم هؤلاء الذين يسجلون تسجيل الأهداف مع تصنيفها، إن في خانة أهداف التخلف أو في خانة أهداف التقدم، هو عدم استياء الجماهير الكروية. يا ما سجّلت أهداف التخلف عن هدف التقدم و مع ذلك فرحت الجماهير الكروية... و لكن اليوم الجماهير الكروية مستاءة جدا لأنها علمت أن لا فريق لها قار وفيّ للون قميصه، كما أنها علمت أن فرحتها بأهداف التخلف عن هدف التقدم تجعلها محط سخرية الجماهير الكروية العالمية. الجماهير الكروية مستاءة. غاضبة. مغبونة. يائسة. الجماهير الكروية لم تنل احترام اللاعبين كما أنها لم تعد تقبل أن تكون أضحوكة العالمين و هي تحج إلى الملعب لتتفرج على العبث بالكرة. بعد أن تفضل بتشريح الأوضاع الكروية في الملعب ينتقل حكم المباراة إلى طرح الحل. الحل أولا يكمن في انسحاب الفرق الثلاث، "فريق النخبة" و "فريق النظام" و فريق التسليم"، لمراجعة الأوراق و التكتل من جديد لإعادة تكوين الفريق الأصلي الذي هو "فريق البلد". ثانيا، يجب استدعاء اللاعبين المهرة المكونين "للفريق الممنوع"، و هو الفريق الذي لم ينل بعد تأشيرة دخوله لميدان اللعب. بعد ذلك، يجب تنظيم مباراة حبية بين "فرق البلد" و "الفريق الممنوع" و ذلك استعدادا لخوض مباراة التصفية مع "الفريق المتحضّر" الذي كان قد غادر الميدان خوفا من عدوى التخلف بعدما أخد معه مرماه حتى لا تسجل عليه أهداف في غيابه... (أنظر فقرة "فريق النخبة" و "فريق النظام") الجماهير الكروية مستاءة جدا و لن ينكر استياءها إلا جاحد أو جاهل...و يا ليث الجماهير الكروية كانت حزينة لأن الحزن يحبط العزيمة فالاندفاع الكروي... ولكن الجماهير الكروية مستاءة جدا مما يؤجج غضبها الساطع المرعب الرهيب المفزع، و يجعلها مستعدة و متأهبة لكل الاحتمالات الكروية في الملعب، مما قد يجعل الذين يسجلون تسجيل الأهداف مع تصنيفها إما في خانة أهداف التقدم أو في خانة أهداف التخلف مستعدين لطرد أو لدعم طرد كل لاعب يستحق الطرد حسب منظومة الكرة العالمية و معاييرها المصلحية... و لا يحسبنّ أحد من اللاعبين أنه يفهم في مصلحة هؤلاء...، فمن الأفضل احترام قانون اللعبة. الجماهير الكروية مستاءة جدا... ثم ينهي حكم المباراة مداخلته بما يلي: كل اللاعبين لهم الحق في اللعب و في اختيار الفريق الذي يريدون الانضمام إليه في كل المباريات الحبية، و لا يصح حرمان أي لاعب من اللعب في المباريات الحبية أو مضايقته، أو حبسه خارج الملعب...، كيفما كانت طريقة لعبه و مهاراته التقنية. هذا شرط أساسي على "فريق البلد" احترامه إن هو أراد تسجيل هدف التقدم و اتقاء عقاب هؤلاء الذين يسجلون تسجيل الأهداف دون ملل إن في خانة أهداف التقدم أو في خانة أهداف التخلف. مباراة التصفية على الأبواب و على "فريق البلد" (-الذي يجب أن يتكون من "فريق النخبة" و "فريق النظام" و "فريق التسليم" و "الفريق الممنوع"-) أن يعي جيدا حجم المسؤولية. وفي انتظار الحسم، مازالت الجماهير الكروية مستاءة جدا جدا. و حذار، فالكرة تدور و تدور... و لا يغرنّ أي لاعب من اللاعبين ذكاؤه، فعالم الكرة مليء بمن هم أذكى منه. ملحوظة: يتبع في حالة ما إذا لم يتحسن الأداء الكروي.