في سياق حرص الحكومة الجزائرية على إتمام المشاريع الكبرى المرتبطة بالحدود المغربية الجزائرية،تسلمت الجهات المختصة لولاية تلمسان رخصة لبرنامج الشروع في الإجراءات الخاصة بانطلاق عمليات إنجاز ثلاثة مفتشيات جديدة للأقسام بمغنية والغزوات وتلمسان،وذلك بعدما خصصت لها 31 مليار سنتيم ضمن الميزانية الإضافية لسنة 2008. علما أنه تم الإعلان خلال هذه السنة عن الإنتهاء من إنجاز مركزين للمراقبة لفائدة وحدات وعناصر حرس الحدود على طول 120 كلم لإحكام المراقبة على الحدود المشتركة مع المملكة المغربية،فيما تم إنجاز مركز حدودي للمراقبة لفائدة الجمارك الجزائرية بمنطقة العابد. كما انطلقت في شهر فبراير الماضي أكبر عملية ربط لشبكات الطرق على طول الحدود المتاخمة للمملكة،إذ تعرف أشغال إعادة تأهيل وتعبيد الطريق الرابط بين مغنية الزوية نحو قرية العابد المحاذية لقرية سيدي بوبكر المغربية تقدما ملحوظا•ولم يقتصر المشروع على هذا المحور،بل تم الإنطلاق في أشغال إعادة تأهيل الطريق الرابط بين بلدية البويهي مرورا بدائرة سيدي الجيلالي الحدودية إلى غاية دائرة سبدو وتحويله من طرق ولائي إلى طريق وطني• وفي هذا السياق،أفادتنا مصادر موثوقة،بأن وزير الأشغال العمومية الجزائري عمار غول،سيزور خلال الأسابيع القادمة،لمعاينة وتيرة الأشغال الخاصة بالطريق السريع شرق غرب على مستوى قرية العقيد لطفي الشهيرة بمركزها الحدودي ،حيث يتوقف الطريق عند نقطة العبور•وفي الجانب المتعلق بهذا القطاع دائما، كان وزير الأشغال العمومية قد اعتمد مشروعا استثنائيا لتحويل الطريق الوطني رقم 35 إلى طريق مزدوج إلى غاية مدينة مغنية الحدودية خلال اجتماع عقده مع الرئيس السابق للجنة النقل للمجلس الشعبي الوطني الجزائري. كما أن المركز الحدودي العقيد لطفي المحاذي للمركز الحدودي المغربي زوج بغال سيستقطب محطة توقف القطار المكهرب الذي ينطلق من عاصمة الغرب الجزائريوهران ويتوقف بالنقطة الحدودية مع المملكة المغربية•.وهي المشاريع التي تمت الملاحظة على أنها تعرف تركيزا وزاريا خاصا من خلال تكثيف الزيارات والتأكيد على ضرورة الانتهاء من الأشغال قبل منتصف السنة القادمة. وتشير مصادرنا إلى أن شهر أبريل القادم سيعرف الانتهاء من جل المشاريع الكبرى التي تنجز بالحدود مع المغرب،وهو أمر يؤشر على إمكانية أن تكون الحدود بالنسبة للجزائر جاهزة بإعادة فتحها مع المغرب بإمكانيات جد متطورة وهياكل استقبال جديدة وخدمات عصرية مميزة.كما أشارت مصادرنا إلى أن منطقة بيدر السياحية الساحلية والقريبة من مرسى بن مهيدي المطلة على مدينة السعيدية المغربية ستعرف إنشاء أكبر مجمع سياحي لمدينة بمواصفات عالمية،والتي يرتقب أن تتولى مؤسسة إعمار الإماراتية عملية إنجاز ها،وإذا ما تم تنفيذ هذا المشروع فإن الجزائر تعتقد جازمة بأنها ستكون المستفيد الأكبر من فتح حدودها مع المغرب،بل نقطة جذب للسياح من الضفة الأخرى مرورا على المغرب. هذا وتجدر الإشارة،إلى أن المغرب سبق ودعا الجزائر إلى إعادة فتح الحدود بين البلدين وتطبيع علاقات ظلت متوترة لعقود،خاصة في السنوات ال14 الأخيرة. وقال بيان للخارجية المغربية إن المغرب يرغب "في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين" واعتبر الإطار الإقليمي والدولي الذي جعل الجزائر تغلق حدودها "قد أصبح من الماضي".هذه الدعوة التي زرعت بصيصا من الأمل في وجه السكان القاطنون على الشريط الحدودي في كلا البلدين،أمل صلة الرحم مع الأشقاء،وأبناء العمومة بالضفة الأخرى من الشريط الحدودي المغربي الجزائري،وأمل تحريك النشاط الاقتصادي،بشكل قانوني،لتجاوز عمليات تجارة الحدود المصنفة في خانة التهريب،والتحرك،والتنقل بكل حرية.وكان رد الجزائري على الدعوة المغربية واضحا حيث اعتبرت الجزائر انه من المنطقي التريث قبل الاستجابة لطلب المغرب بفتح الحدود. ""