قد يتبادر للقارئ الكريم أنني بصدد التحدث على رياضيين رفعوا راية البلد ... أو جنود حرروا ثغرا مسلوبا ... أو مفكرين مغاربة قدموا اختراعا عظيما ... نعم إنهم كذالك هم أبطال يسهرون على راحتنا ليلا نهار… هم أبطال يتحملون حماقاتنا وعاداتنا اللاواعية …هم أبطال همهم أن نشعر بالبهجة …هم أبطال هدفهم أن لانصاب بأذى ولا ضرر! إنهم رجال النظافة الكرام بكل أطيافهم. منذ مدة وأنا كلما مررت بجانب أبطالنا أشعر بالفخر وأنا أشاهدهم في كل مكان مجندين صفا صفا شبابا وحثى مسنين ! همهم أن يتركوا الشوارع والأزقة نظيفة مسلحين بعتادهم منه المتطور ومنه التقليدي شغلهم الشاغل تتبع وترصد سلوكياتنا بما فيها الصعبة أحيانا. إنه حقيقة عمل الأبطال الذين يعملون بتضحية ونكران ذات فبدونهم ينقصنا الكثير والكثير! لا أحتاج أن أتكلم عن قيمة رجل النظافة في الدول المتقدمة وعن مكتسباته وظروف اشتغاله بل أريد أن نؤسس لثقافة جديدة اتجاه هذه المهنة النبيلة ونحن المغاربة قادرين على ذالك لأننا نمتلك كل المقومات العاطفية النبيلة لذالك لأننا نريد أن نصنع صورة جديدة لهؤلاء الأبطال عبر تفهم مطالبهم وتحسين ظروفهم والاعتناء بهم وتدريبهم لكي يحبوا عملهم شأنهم كباقي المهن، ومن جهتنا نحن المواطنين علينا تفهم معاناتهم والتعامل معهم برحمة من خلال تحيتهم وهم يزاولون مهامهم اليومية وكذالك تغير سلوكياتنا الخاطئة لكي نساعدهم على عملهم الذي يتجلى في المحافظة على نظافتنا ! وخصوصا ونحن على موعد قريب مع عيد الأضحى المبارك فالمرجو تكثيف الجهود والقيام بالواجب لكي لا نزيد التعب على أبطالنا ويمر عيدنا في جو من النظافة والمحبة والسلام ويستطيعوا هم أيضا أن يفرحوا بعيدهم بين ذويهم.إنه لعمل الأبطال، ولايمكن لأحد منا أن يتنكر لذالك إذ بمجرد ما نتذكر تعب أمهاتنا وزوجاتنا في تنظيف المنزل نقدر حجم عمل هؤلاء الشجعان طوال اليوم وطوال فصول السنة تحت حرارة الشمس وتحت برودة الشتاء ورطوبة الجو. إنه لعمل نبيل يجسد روح ديننا الحنيف الذي يحثنا على النظافة " النظافة من الإيمان والإيمان من الإسلام " ويدعونا للتقرب بها إلى الله عز وجل " إماطة الأذى عن الطريق صدقة". في هذا المقال لا يمكنني أن أسرد كل مميزات هاته المهنة النبيلة وعمل هؤلاء الأبطال الذي يؤثر في كل جوانب الحياة بل في الحضارة برمتها ولكنني سأستغل الفرصة لأتوجه بالشكر لكل العاملين في هذا القطاع وأشد على أياديهم بل أقبلها نعم أقبل أياديكم الحاملة للمكنسة وما يتبعها، وأقبل رؤوسكم المتحملة لحرارة الشمس وبرودة الشتاء ... وأقدم اعتذاري إن قصرنا في حقكم وأدعمكم بكل مسؤولية لأنكم تستحقون المكانة الرفيعة والعيش الكريم.من أجل ذالك فالدعوة مفتوحة لكل المجتمع المدني للمساهمة كل من موقعه كل بطريقته لكي نشد بحرارة على أيادي أبطالنا ونحافظ عليهم وندعمهم باستمرار وهنا أتوجه بمبادرتين من باب الاقتراح للمساهمة في هذا الصرح النبيل وهو " رفعة رجل الظافة". أولا: يتم التوجه إليهم ببادرة شكر وامتنان عن طريق فعاليات المجتمع المدني بكلمات شكر وهديا رمزية لنرفع من معنوياتهم ونشد بأزرهم ويحبذ ذالك قبيل مناسبة عيد الأضحى المبارك. ثانيا : وهي مبادرة وطنية عبارة عن جعل يوم لرجل النظافة ' قد يكون هذا اليوم الذي نشر فيه المقال' ، في هذا اليوم يأخذ رجل النظافة يوم عطلة يرتاح فيه ويتم تكليف متطوعين بالمهمة بتنسيق مع الجهات المختصة بعد تدريبيهم, بهذا نكون قد قدمنا شكر خاص لهؤلاء الأبطال وأعطينا صورة جديدة للمشهد ولأولادنا الذين سيتربون معتزين بمهنة النظافة وعمالها الكرام. وختاما دعوتي موجهة للجميع للانخراط في هذا الصرح النبيل وللمسئولين على القطاع للاهتمام بأبطالنا من كل النواحي " النفسية ، المادية والصحية ..." لكي ندعمهم على تأدية عملهم بكل حب وإخلاص. وشكرا مجددا لكم أيها الأبطال [email protected]