حميد رزقي : مباشرة بعد نشر مخطوطة عن واقع المزري بالمركز الصحي بأولاد عياد ، راسلنا مواطن عن واقع القطاع بسوق السبت، وعما اسماه" عجرفة طبيب بقسم المستعجلات واستهتاره بهذه الخدمة الإنسانية الجليلة". الرجل الذي يدعى شكيب الشرقاوي، قال إن ظروف ابنه صحية قد قادته إلى مستشفى القرب بسوق السبت يوم الأحد المنصرم بعدما أحس بارتفاع درجة حرارة جسم ولده ، وقال انه كان يتوجه إلى هذا المرفق العام وكله أمل على أن الأوضاع قد تغيرت، وان مجرد وجود هذه البناية يشكل في حد ذاته قيمة مضافة إلى المنطقة التي كانت تعاني من خصاص مهول في الموارد البشرية. الرجل وما إن حط قدميه بقسم المستعجلات حتى استفاق على أن ما كان يراوده مجرد حلم يقظة ، وان تغيير الحال من المحال ، وان هذه البناية لا تختلف عن نظيراتها الشاهقة بالمدينة التي تشكل وجها من أوجه الاغتناء اللاشرعي، بما أن بعض العقليات لازالت تستهتر بحقوق الإنسان في التطبيب والمعالجة وحقه في الكرامة قبل كل شيء . يقول المتحدث لقد قلت للطبيب الذي كان غارقا في الضحك مع طاقمه ،" إن ابني يعاني من ارتفاع درجة الحرارة ومن الم بالبطن" وبلغة أخرى إن " ولدي ضارّاه كرشو" فماذا قال الطبيب أش بغيتي ندير ليك سير الدّيه راه كلشي ضاراه كرشو.." ردُّ الطبيب الذي لم يدرك ما معنى أن تكون هذه القطعة من لحمك تتلوى من الألم، كاد أن يتسبب في جريمة حقيقية، حيث يقول المواطن تمنيت لو كان عندي مسدسا لكي أفرغه في صدره .. لأنه لا يستحق هذه المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه ،ولأنه لا يشرف إطلاقا هذه المهنة النبيلة .. وما وقع للشرقاوي ، ليس إلا حالة واحدة من عشرات الحالات التي تحدث كل يوم للعديد من المواطنين ،خصوصا عندما تغيب الإدارة لغرض ما أو تكون في إجازة . فالواقع على علّته جد مؤلم وشكايات المواطنين لا تعد ولا تحصى والقلة القليلة التي تنعم بعلاقات خاصة هي من تحض بمعاملة ودية ، وغير ذلك تبقى كل الجهود الرامية إلى تحسين الخدمات وتخليقها لا تتعدى نقطة ماء بأكوام من الرمل ، ليبقى السؤال متى تستفيق الضمائر للحد من معاناة المرضى بهذه المعلمة الصحية ، ومتى تتحرك آلة المراقبة لزجر سلوكيات من هذا النوع ، ومتى سيتم تصحيح هذه الاختلالات والكف عن جعل هذه المرافق الصحية مجرد وكالات لاستقطاب المرضى من اجل مصحات خاصة ومتى يتدخل المجلس لحماية مواطنيه من حرارة شمس الصيف وبرودة الشتاء وإيجاد حل توافقي مع الإدارة حتى لا يبقون ينتظرون معالجة مرضاهم خارج أسوار المستشفى؟؟