كما هي العادة٬ ركضت نوال المتوكل بطموحها الوافر داخل أروقة اللجنة الأولمبية٬ إلى أن توقفت لترتاح قليلا في منصب نائبة رئيس أعلى هيئة رياضية في العالم٬ التي يقودها الألماني توماس باخ٬ وتنال بذلك شرف أول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب. منذ أن حصلت على ذهبية سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الابيض المتوسط 1983 بالدارالبيضاء، ثم ذهبية 400 متر عدو في دورة الألعاب الافريقية في القاهرة من نفس السنة، قبل أن تتوج بالذهب في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية 1984 بلوس انجلس٬ عرفت نوال المتوكل بعد كل هذه المحطات في مسارها الرياضي أن الوصول إلى القمة يستحق بعض العناء. الأقدام العارية التي جرت بها نوال المتوكل في دروب الدارالبيضاء المتربة٬ في بداياتها٬ جعلتها تدرك مسار خريطة الطريق لتحقيق أحلامها. من أزقة الدارالبيضاء انطلقت٬ وعلى مضامير ألعاب القوى في مختلف دول العالم صنعت مجدها٬ ورفعت راية المغرب عالية٬ وبدأت في صنع أحلامها التي كانت تكبر كل يوم إلى أن وجدت نفسها قد دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، ثم عضوا في اللجنة الدولية الأولمبية 1998، قبل أن تسند لها مهام وزيرة للشباب والرياضة بحكومة عباس الفاسي الثانية٬ لترتقي بعدها في دهاليز اللجنة الأولمبية٬ حيث عيّنت سنة2008 رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012 قبل أن تحمل طموحها بين أقدامها لتمارس لعبة العدو المفضلة إليها وتنال بفضل ذلك منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب٬ لتستحق بعد هذا النجاح الباهر لامرأة مغربية لها كل التقدير أن تكون في خانة الصاعدين لهذا الاسبوع في هسبريس.