بينما كان مهنيو السياحة ينتظرون استقبال سياح مغاربة خلال فترة العطلة المدرسية الحالية، لم يسجل أي تغيير في نسبة تشغيل الفنادق بمنطقة أكادير التي تكبد قطاعها السياحي خسارة بقيمة 1.2 مليار دولار في السنتين الماضيتين، فيما سجل بعض الإقبال النسبي على خدمات القطاع السياحي بمدينة مراكش. وتواصل التبعات السلبية لأزمة كورونا، التي تسببت في الإضرار بشكل مباشر بالقوة الشرائية للأسر المغربية، إرخاء ظلالها على نشاط الفنادق والمنتجعات السياحية، وسط مزيد من التشاؤم في أوساط المهنيين العاملين في القطاع السياحي والأنشطة المرتبطة به. ويجد تشاؤم المهنيين تفسيره في تسجيل قطاع السياحة مزيدا من الخسائر المادية، بسبب توقف نشاط 80 في المائة من الوحدات السياحية ووكالات الأسفار وشركات النقل السياحي. وبهذا الخصوص، أكد رشيد الدهماز، رئيس المركز الجهوي للسياحة بأكادير، أن المناطق السياحية الكبرى تضررت بشكل كبير من الجمود الذي أصاب القطاع بسبب جائحة كورونا. وقال الدهماز، في تصريح لهسبريس، إن "الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة في منطقة أكادير في السنتين الأخيرتين، تزيد عن 1.2 مليار دولار على شكل مداخيل مهدورة خسرها القطاع، وهو ما يوضح الأزمة الكبيرة التي تسببت فيها هذه الجائحة العالمية على الاقتصاد السياحي الوطني". وأضاف رئيس المركز الجهوي للسياحة بأكادير أن "العطلة المدرسية الحالية لم تساهم في إنعاش السياحة الداخلية بمدينة أكادير، نتيجة التأثير السلبي للجائحة على القوة الشرائية للأسر المغربية ذات الدخل المتوسط التي تضررت أيضا من المصاريف المتعلقة بالدخول المدرسي والعطلة الصيفية". وأورد المتحدث ذاته أن "مدينة مراكش سجلت بعض الإقبال على بعض المرافق المرتبطة بالقطاع السياحي، إلا أنها لم تصل بعد إلى المستويات التي كانت تسجل قبل ظهور الجائحة". وتابع الدهماز بأن "القطاع السياحي في الوقت الحالي يعاني من غياب السياح الأجانب، إلى جانب عدم توفر السياح المغاربة على القوة الشرائية المناسبة للتوجه إلى خدمات القطاع السياحي، وهو ما يعني أن الخروج من الأزمة يتطلب جهودا كبيرة من أجل الحفاظ على المكتسبات، خاصة تلك الخاصة باليد العاملة في المجال السياحي".