أيَّامٌ عسيرةٌ تلكَ التِي تلوحُ فِي أفقِ مهنيِّي سوق السياراتِ بالمغرب. بعدمَا أظهرتِ إحصاءاتِ جمعيَّة مستوردِي السيارات (AIVAM)، في متمِّ غشت المنصرم، (أظهرتْ) منحًى من الانكمَاش لازمَ المبيعات منذُ بداية السنة. بانخفاض طالَ السيارات الجديدة ب6.95 بالمائة مقارنةً بالفترة نفسها، من السنة الماضية، فيمَا تراجعتْ مبيعات السيارات الخاصة المستأثرة ب90 بالمائة من السوق ب8.36 في المائة. الأدهَى من ذلك، أنَّ لا أحد من مهنيِّي السيارات يتوقعُ تحسنًا للوضع، خلالَ الأشهر الثلاثَة المتبقيَة من العام الحالِي. "بإمكاننا أنْ نتوقع عدمَ استمرار التراجع بالحدة نفسها، لكن في جميع الحالات، سننهِي العام الحالِي بتراجع نسبته 5 بالمائة"، يقولُ جيرالدْ بورْكَاريُو، مدير التسوِيق بشركة رونُو المغرب. رؤية المسؤُول بشركة رونُو، تبقَى متفائلة في الوقت الراهن، لأنَّ تحقق ما قال به، مبنِي على توقع أداء جيد في نهاية العام، يفوق ذاك المسجل في متم السنة الفائتة، "فحتَّى وإنْ كانتْ المبيعات ترتفعُ مع نهاية السنة، بالنظر إلى العروض التِي يتمُّ طرحُهَا، لا ينبغِي التغافل عن كون المبيعات قدْ سجلت رقمًا مهما نهاية السنة الماضيَة"، يقول يوسف توهامِي، مدير ماركات "فولزفاكن" وسكودَا" لدَى المركزيَّة الشريفَة للسيارات. وعليه فإنَّ السيارات تكونُ قدْ سجلتْ رقمًا قياسيًّا، نهاية السنة الماضية، ببلوغ 130.000 سيارة، بتقدم نسبته 16.2 مقارنة مع ما تم تسجيله فِي 2011. وبزيادة 10.000 وحدةً، قياسًا بالرقم الذِي كان قد تم تسجيله سنة 2008. علاوة على ذلك، تمَّ تنظيم معارض كثيرة عام 2012 لإنعاش المبيعات، وهو ما لمْ يحصل سنة 2013. مسؤُول شركة رونُو يتفقُ مع هذَا التحليل في ذكر أسباب تراجع مبيعات السيارات فِي المغرب. في السياق نفسه، يذكرُ فاعلُو القطاع عامِلًا آخر يظنونه سببًا فِي تراجع المبيعات، ممثلًا في الإجراءات الجديدة، التي تمَّ اتخاذها، كتلك المتعلقَة بالضريبة على القيمة المفروضة على الكراء مع الوعد بالبيع، التي أسهمتْ بشكلٍ كبيرٍ فِي تقزيم القدرة الشرائيَّة للزبناء، بحيث أنَّ الزبون الراغب على سبيل المثال، في الحصول على سيارة عن طريق الكراء مع الوعد بالبيع، مقابل ثلاثين مليُون سنتِيم، أضحَى يجدُ قدرتهُ لا تتخطَّى خمسة وعشرِين مليُون سنتِيم بسبب الإجراء الضريبِي الجديد، الذِي لمْ يزدْ، حسب المهنيين، طبينة المبيعات، إلَّا بلَّة. بيد أنهُ في خضم تشكِي المهنيين من ضيق السوق، يطرحُ تساؤلٌ عمَّا إذَا كانتْ مبيعات السيارات بالمغرب سائرةً في طريق التعافِي، أمَّا أنَّ أيامًا عسيرةً لا زالتْ تنتظرُ فاعلِي القطاع؟ الجوابُ يبدُو إيجابيًّا، بالنظر إلى معدل إقبال الأسر المغربيَّة على شراء السيارات، البالغ 70 سيارةً لكل 1000 نسمة. وهُوَ رقمٌ مرتفعٌ بالمقارنة مع ما هُوَ الحالُ عليه فِي اقتصاديَّاتٍ مماثلة للمغرب. حيث أنَّ تحليل وضعيَّة السوق أبانتْ حسب مَا يذهبُ إليه، بورْكَاريُو، أنَّ اهتمام المغاربة بشراء السيارة، يفوقُ هاجسَ امتلاكَ سكنٍ لديهم. بالرغمِ من ضعفِ القدرة الشرائيَّة. زيادةً على ذلك، كانَ منَ الممكن أن يصبح الوضع أكثر سوءً، لوْ أنَّ السيارات بيعتْ بخسارة، وهوَ ما لمْ يحصل البتة، إذَا ما علمنَا أنَّ مبيعات "داسيَا" على سبيل المثال، ارتفَعَتْ بنسبة 6.59 في المائة، إلى 19.714 وحدة، خلال الأشهر الثمانيَة الأولَى من العام الحالِي، حسب أرقام، ال AIVAM. مستحوذةً بذلك على حصة الأسد من السوق، بنسبة 24.08 في المائة، ومتصدرةً رونُو التي حققتْ (15.14%)، ثمَّ فورد (8.63%)، فهيوندايْ بعدَ ذلك بِ (8.54%). معطُى آخر، في سوق السيارات، برزَ على إثر الزيادة التِي طالتْ أسعار المحروقات فِي المغرب، سواء في نهاية يونيو 2012، أوْ بعد تطبيق نظام المقايسة الجزئِي، وهوَ تفضيل زبناء سوق السيارات في المغرب سيارات بمحركات دييزل عوض محركات البنزين، الذِي التهبت أسعارهُ أكثر من غيره. فيما يقول المهنيُّون إنَّ الماركَات الجديدة، التي دخلتْ إلى جانب الماركات المستأثرة بالحصة الكبرى من المغرب، استطاعتْ أنْ تحققَ نتائجَ مرضيَة، بحر السنة الجاريَة.