حددت المحكمة الابتدائية للدار البيضاء تاريخ 28 أكتوبر المقبل للنظر في الجلسة الأولى لما بات يُعرف إعلاميا بقضية أمين الرباطي، والذي فجر أخيرا قنبلة موقوتة باتهامه لناديه السابق الرجاء البيضاوي محاولة إرشاء لاعبين من فرق أخرى في الموسم الكروي السابق، قصد التهاون والتلاعب في نتائج المباريات. وقرر نادي الرجاء، بطل الدوري الاحترافي السنة الفارطة، المتابعة القضائية في حق اللاعب الدولي أمين الرباطي، بالإضافة إلى الصحفي جمال اسطيفي، رئيس تحرير جريدة "المساء الرياضي"، والصحافي حسن البصري الذي أجرى الحوار مع اللاعب الرباطي. الرباطي ليس شبحا وتعليقا على لجوء فريق الرجاء البيضاوي إلى رفع دعوى قضائية ضد الجريدة التي نشرت الحوار مع الرباطي، أفاد جمال اسطيفي بأنه من حق الرجاء أن يلجأ إلى القضاء، وأن يدافع عما يعتبر أنه مس بسمعته، لكن بالنسبة لنا فنحن لم نقم إلا بعملنا الصحفي، فالزميل حسن البصري الذي حاور الرباطي، لم يختلق الحوار، ولم ينسجه من خياله". وتابع اسطيفي، في حديث مع هسبريس، أنه "لا توجد أية مؤسسة صحفية، تعيش هوس المهنة، ستمتنع عن نشر مثل هذا الاستجواب الصحفي، المليء بالمعطيات"، مضيفا "إننا لم نحاور الأشباح أو العفاريت، ولكننا حاورنا عميدا سابقا للفريق، وشاهد عيان على مرحلة من تاريخ الرجاء، شهدت فوزه بالازدواجية، البطولة وكأس العرش، وتأهله إلى كأس العالم للأندية". وأردف المسؤول عن "المساء الرياضي" أن "الاستجواب منسوب إلى مصدره، وهو الرباطي، وليس إلى مصادر مطلعة أو غير مطلعة، كما لا نعتقد أن اللاعب الرباطي المشهود له بالاستقامة، سيتحدث من فراغ لو لم يكن يملك الأدلة"، مشيرا إلى أنه "عاود في تصريحات صحفية جديدة تأكيد ما جاء في الحوار، بل كشف عن معطيات جديدة، فهذا اللاعب تحدث بملء إرادته، وهو ليس لاعبا عاديا، بل إنه اسم له وزنه داخل الرجاء، وداخل المنتخب الوطني سابقا". دعوة إلى العنف وعاب اسطيفي على أن "هناك في نادي الرجاء من يقدم نفسه على أنه خبير في قضايا الصحافة والنشر، ولا يحترم ميثاق أخلاقيات المهنة، الذي يمنع الجمع بين إدارة نشر جريدة، والقيام بمهمة ناطق رسمي أو مكلف بالاتصال في الرجاء، أو في غيره من الفرق والمؤسسات، وحاول أن يمسح كل شيء في صحيفة "المساء الرياضي"، على حد تعبير المتحدث. وأضاف "هذه النماذج ساهمت، بوعي أو دون وعي، في جعل القضية تدخل منعطفا خطيرا، بل ساهمت بحديثها عن المؤامرات التي تحاك ضد الرجاء، في جعل حياة بعض الصحفيين مهددة، فقط لأنهم قاموا بعملهم المهني في تحريك البركة الراكدة، وفي الحديث بشكل مباشر إلى العميد السابق للرجاء". ولفت المتحدث إلى ما قال إنها تهديدات ودعوة إلى العنف، تضمنها بلاغ منسوب إلى مجموعات إلترا الرجاء البيضاوي أصدرته أخيرا، جاء فيه: "نحن مجموعات الإلترا نود أن نبعث تحذيرا علنيا لكل من يقف وراء هاته المخططات من أشباه الرجاويين، أو من غير الرجاويين من مسيرين سابقين، لاعبين سابقين، منخرطين، صحافيين وأعضاء جامعيين، نقول لهم إنكم معروفون لدينا شخصا بشخص، وسينال كل واحد منكم عقابه، خصوصا إذا تمادى في إيذاء الرجاء، وأننا سنكون له بالمرصاد مهما كان مركزه، فأيادينا ستطوله. أيضا نعلن أنه إذا كنا قد نجحنا بثورتنا ومعنا كل جماهير الرجاء في تغيير جلد الرجاء، فإننا سنبقى جندا له لحمايته من كل المتربصين والمرتزقة" . قنابل سابقة وأبرز اسطيفي أنها ليست أول مرة تنفجر فيه قنبلة تصريحات، تلمح أو تؤكد وجود محاولات تلاعب في بعض نتائج المباريات، حيث صدرت تصريحات مثيرة لرئيس المغرب التطواني عبد المالك أبرون عندما اتهم حارس الفريق بيسطارة ببيع مباراة لفائدة الرجاء، ثم عندما اتهم لاعبون من الفريق التطواني مسؤولي الأخير بتسهيل فوز فريق أولمبيك آسفي في مباراة في ختام البطولة قبل ثلاث مواسم، لكن الملف طوي وقتها، دون أن تحسم فيه الجامعة". وتابع الصحفي الرياضي سرد حالات سابقة منها اتهام مدرب الوداد السابق غارزيتو الفريق بشراء المباريات، فضلا عن "قنبلة" مندوب المباريات محمد لمرون الذي كشف عن اتصالات جرت مع مسؤولين في الجامعة ليكتب تقريرا يدين فريق الرجاء في مباراة له في الموسم الماضي أمام رجاء بني ملال، مما يعني أن الاتهامات بالتلاعب ليست جديدة، وأن الجديد هذه المرة هو أن شاهدا ومشاركا هو الذي يتحدث" وفق تعبير اسطيفي.